سعود الهميمي: الصناعات الخشبية تجربة حياة

01:22 صباحا
قراءة 5 دقائق
مسقط: «الخليج»

حازت أقلام الفنان الحرفي سعود سليمان الهميمي الإعجاب الكبير من عمان إلى الكويت، ففاز بعدد من الجوائز، كان أحدثها جائزة مجلس الحرف العالمي، والتي عقدت دورتها الثانية مؤخراً في الكويت، وذلك عن تصنيعه لأقلام باستخدام خامة الأخشاب المأخوذة من البيئة العُمانية مع تطعيمها بخشب الساج وخشب الزان.
الهميمي من محافظة الداخلية ولاية بهلاء وهو موظف بصندوق الرفد، ويعمل منذ سنوات طويلة كحرفي في مجال الصناعات الخشبية، في حواره مع «الخليج»، نتعرف إلى عمله المميز بصور أكبر.

} حدثنا عن كيفية احترافك العمل في مجال فنون الخشب، ومن دعمك لتطوير موهبتك؟

حرفة الصناعات الخشبية بالنسبة لي لم تكن وليدة اللحظة، وإنما هي تجربة حياة منذ السنوات الأولى من الدراسة الابتدائية، حيث تنقلت من ممارسة الرسم ثم الخط العربي الكوفي، ثم فن الأركت، وهو فن تفريغ الخشب، الذي استمررت به، لما يقرب من 15 عاماً لأنتقل بعدها لصناعة المناديس العمانية بطرق ابتكارية، ثم درست ذاتياً صناعة الأقلام لنحو خمس سنوات، عن طريق الاطلاع والمشاهدة، وكذلك صناعة التحف الخشبية المبتكرة، وأعتبر التشجيع والتحفيز من قبل والديّ رحمهما الله وتشجيع المجتمع الدائم، كان الحافز لي للاستمرار والإبداع.

الفن الخشبي أو الفن المرتبط بالخشب حاله كحال معظم الفنون، بحر من العطاء والتنوع ما بين الحفر والتشكيل والتنوع، ما أقوم به من فن، هو جمع بين الحرفة التي مارستها على مر السنين، وبين الفن الحديث في استغلال الإمكانات المتاحة حالياً، من تقنيات حديثة لإنتاج تحف تتميز بالجودة والأناقة.

} هل كانت العوائق التي واجهتك معرفية أم مادية ؟ وكيف تجاوزتها؟

لا بد أن تعتري أي إنسان في مسيرته للبحث عن التميز بعض المعوقات التي تعيق تقدمه، ومن ضمنها عدم توفر الإمكانات سواء المعرفية أو المادية، لتوفير ما يحتاجه من تجهيزات، حيث واجهت الكثير من التحديات والصعوبات بداية من البحث في توفير المعدات وحتى المواد الخام اللازمة للتصنيع، نظراً لأن البيئة النباتية العمانية لا تصنف كبيئة منتجة للأخشاب بكميات تجارية، ويعتبر الحصول على بعض الأنواع الجيدة من الأخشاب صعباً نوعاً ما، وفي حالة توفره يكون بمبالغ مرتفعة، ومن ناحية المعدات كان هناك صعوبة نتيجة عدم توفر المعدات اللازمة للتعامل مع الخشب بالتقطيع والتشكيل لعدم توفرها في سلطنة عمان ودول الخليج أو بارتفاع قيمتها.

واجهت تلك التحديات، بأن قمت بتصنيع بعض المعدات، وتطوير بعضها، لأستطيع أن أنجز عملي بالحد المطلوب نوعاً ما، أما بالنسبة للأخشاب، فأسعى جاهداً بأن تكون من البيئة العمانية، وإن تعذر ذلك، ألجأ إلى استخدام بعض الأنواع من الأخشاب المستوردة المتميزة بالجودة، مثل خشب الساج، الذي صنع منه أجدادنا السفن العمانية، وخشب الصندل المستورد من الهند، والذي يستخدم في عمان منذ القدم، ويعد باهظ الثمن.

} حصلت على جوائز وإشادات كثيرة في كل مجال عملت به منذ بداياتك وحتى اليوم، حدثنا عن ذلك؟

هذا صحيح فقد حصلت على الكثير من الجوائز خلال مسيرتي العملية، وبالعودة إلى البدايات في فترة دراستي في المرحلة المتوسطة كنت أمارس الرسم بالألوان المائية والزيتية، وقد حصلت على جوائز على المستوى المدرسي وعلى مستوى الولاية.. ثم انتقلت إلى ممارسة الخط العربي الكوفي وبنفس الوقت أنجزت فيه عدة لوحات. وفي عام 1997، انتقلت إلى ممارسة فن الآركت وهو فن تفريغ الخشب استمررت فيه حتى 2009، وقد أنجزت فيه مئات القطع وأقمت معارض لي خلال دراستي الجامعية في جامعة نزوى خلال الموسم الثقافي الذي تنفذه الجامعة وحصلت على العديد من الشهادات التقديرية في هذا المجال، وفي عام 2012، شاركت في مسابقة جائزة السلطان قابوس للإجادة الحرفية، بطقم مكون من قلم مع فتاحة أظرف، وميدالية بطريقة احترافية، أعتبرها إنجازاً مهماً بالنسبة لي، حيث كانت بداية مشواري في هذا المجال، مع وجود كثير من التحديات.. كل قطعة قمت بتصنيعها كانت بدمج مجموعة مختلفة من الأخشاب، مع إضافة رقائق النحاس والألمنيوم، وقد حصلت على المركز الثاني في المسابقة، وتم تكريمي في المسابقة نفسها، من قبل المنظمة العالمية للملكية الفكرية «WIPO»، كما حصلت على جائزة الرؤية الاقتصادية 2015، كأفضل مشاريع القطاع الخاص فئة المشاريع الصغيرة والمتوسطة، كذلك في عام 2015م، حصلت على كأس مسابقة السلطان قابوس للإجادة الحرفية في مجال الخشبيات، بتصنيع تحفة فنية على شكل الجحلة «الجرة» العمانية، المصنوعة من الفخار، أما أحدث جائزة حصدتها، فكانت العام الماضي 2016، حيث حصلت على جائزة مجلس الحرف العالمي في تصنيع قلم من أخشاب البيئة العمانية، مع تطعيمه بخشب الساج وخشب الزان.

} كيف تقوم بتسويق أقلامك الخشبية ومنتجاتك الخشبية الأخرى؟

يتم تسويق معظم المنتجات، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأيضاً عبر منفذ الهيئة العامة للصناعات الحرفية في الأوبرا جاليري، وحالياً يتم تصميم موقع إلكتروني خاص للمؤسسة، من قبل إحدى الشركات العاملة في السلطنة، ليتم تسويق المنتج عبره.

} ما تقييمك لإقبال الشباب من الجنسين على تعلم الصناعات الحرفية في سلطنة عمان؟

أجد أن هناك الكثير من الاهتمام من قبل أبناء الوطن في المنافسة على الإبداع في كثير من المجالات الفنية، سواء على الساحة المحلية أو الخارجية، وقد حقق الكثير من شبابنا مراكز متقدمة في هذه المجالات، هذا الإقبال ينسحب على الشباب والفتيات معاً، فالمرأة في عمان شريك مهم وفعّال في التنمية، حيث تولي القيادة العمانية اهتماماً كبيراً بالمرأة، وقد برزت كثيرات منهن، وخاصة فيما يتعلق بالتميز في الإنتاج الحرفي، وخلال التكريم، والفوز بجائزة السلطان للإجادة الحرفية على مدار الدورات السابقة، كان للمرأة النصيب الأوفر والأسبق بالفوز، وكذلك في ريادة الأعمال، برزت الكثير من الأخوات، وحققن السبق في الفوز بكأس ريادة الأعمال.

} ما نصائحك لجيل الشباب العماني

نصيحتي للشباب أن الله وهب كلاً منا موهبة أو مقدرة في مجال من مجالات الحياة، فعلينا أن نبحث عن تلك الموهبة أو المقدرة لتنميتها، والخروج بفكرة أو مشروع أو هواية، نسعد بممارستها وتنميتها ونستطيع أن نطورها ونبدع فيها، ونخرج بمشروع ناجح.

} كلمة أخيرة تود قولها؟

لكل مجتهد نصيب، ومن سار على الدرب وصل، ومن بحث عن التميز في شيء يحبه بتوفيق الله، سيبدع فيه ويحقق مراده، لا أؤمن بالمستحيل وبتوفيق الله يستطيع كل شخص أن يصل إلى أهدافه إذا أراد هو ذلك.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"