سيمون.. صانع النجوم

عين على الفضائيات
02:31 صباحا
قراءة دقيقتين
مارلين سلوم


كثيرة الألقاب التي تُطلق على مشاهير وشخصيات معروفة في الوسط الإعلامي والفني، بعضها يكون فضفاضاً على صاحبه ويبقى كذلك، وبعضها يليق بالشخصية ويزيد من قدرها. أما «صانع النجوم»، فهو لقب ربما لا يليق في عالمنا العربي إلا بالمخرج سيمون أسمر؛ لأنه يعكس حاله ومسيرته مع التلفزيون بشقيه الإعلامي والفني، كما يجسد حقيقة مهنته وتخصصه وموهبته.
رحل سيمون أسمر، عن 76 عاماً. قبل رحيله عرف انتكاسات كثيرة، أولها مادي، وثانيها صحي، حيث عانى الفشل الكلوي، وثالثها مهني.
هذا الرجل لم يكن عادياً، وحين نتحدث عن كبار صنعوا مجداً تلفزيونياً وتركوا بصمة مميزة قلبت بعض الموازين وغيّرت مسار عمل وأشخاص، فلا بد أن نذكر أسمر من بينهم، وفي مقدمة صناع النجوم والبرامج التلفزيونية في العالم العربي.
حين تعرف من أين انطلق سيمون أسمر في رحلته مع البرامج والتلفزيون، تُدرك معنى أن تعطي خبزك للخباز.. ومعنى الاحتراف والشغف بالمهنة. هو لم يكن مخرجاً عادياً، بل درس في فرنسا لمدة أربعة أعوام تخصص «صناعة النجوم»، وكل ما يتعلق بإعداد الفنانين والإخراج والإلكترونيات وهندسة الصوت، لم يكن مخرجاً عادياً بطبعه، فقبل تصوير كل حلقة من «استوديو الفن» الذي اشتهر به ومعه، كان خلال السبعينات والثمانيات الأكثر شهرة ونجاحاً ليس في لبنان فقط؛ بل في العالم العربي في مجال اكتشاف المواهب في مجالات عدة، قبل تصوير كل حلقة، كنت ترى سيمون أسمر على «البلاتوه» يعطي تعليماته وتوجيهاته في كل تفصيلة صغيرة، ويدقق في تسريحة الشعر والملابس والألوان والماكياج والكلام ومخارج الحروف وطريقة المشي.. وملاحظاته تشمل كل من على الخشبة، انطلاقاً من مقدمة البرنامج وصولاً إلى لجنة التحكيم.
كان سيد البلاتوه وعينه عين صقر تلتقط الخطأ عن بُعد. واعتبره كثير من الفنانين خصوصاً الجدد في ذلك الوقت، بمثابة المستشار في مرحلة ما قبل النجومية والشهرة الصارخة، وأجرى تعديلات على مظاهرهم الخارجية واختار لهم أسماء فنية تناسب عالم الشهرة ويسهل وصولها وتقبلها من قبل جميع الناس وفي كافة الدول العربية.
ماجدة الرومي، وليد توفيق، راغب علامة، وائل كفوري، نوال الزغبي، عاصي الحلاني، غسان صليبا، معين شريف، إليسا، مايا دياب، ميريام فارس، زياد برجي، مايا نصري، فارس كرم، عبد الغني طليس، نقولا سعادة نخلة، جان ماري رياشي، نضال الأحمدية، نيشان، جيزيل خوري، ليليان أندراوس، رودي رحمة وغيرهم الكثير ممن صنعهم أو أسهم في اكتشافهم وإطلاقهم في مختلف مجالات الإعلام والغناء والكتابة والشعر، وهو من أسهم في إطلاق كثير من البرامج التلفزيونية، لكنه لم يبق على عرشها بعد الانتكاسة التي أصابته، ولم تكن مشاركته في لجنة تحكيم «ديو المشاهير»، إضافة له.
أسمر يبقى العلامة الفارقة في تاريخ التلفزيون وصناعة النجوم العرب.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"