شباب «سكة» مبدعون في حب زايد

شكلوا ملامح «الفهيدي» برؤى معاصرة
03:52 صباحا
قراءة 3 دقائق
دبي: زكية كردي

منذ انطلاقته قبل ثماني سنوات أخذ «معرض سكة الفني» على عاتقه رعاية المواهب الشابة في الفنون البصرية من أبناء الإمارات والمقيمين فيها، وأبناء دول مجلس التعاون الخليجي، ليقدم لهم منصة فريدة لعرض أعمالهم الخلاقة والمنوعة، قائماً برعاية كريمة من سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس هيئة دبي للثقافة والفنون، لدعم أفكارهم وإبداعاتهم التي تمحورت حول حب زايد الذي ألهم الكثير من الفنانين في «عام زايد»، وأيضاً حول الانتماء إلى رمال وأصالة الإمارات.
على جدار مرتفع أسندت فاطمة الحمادي، فنانة تشكيلية، لوحتها وصعدت على سلم مرتفع لتعمل عليها برفقة شريكتها في العمل من فريق «جرافيتي الإمارات»، حيث اختصت هي برسم الحروف بطريقتها الجمالية، مختارة حروفاً من اسم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وحروفاً من ثقافة الإمارات.
بينما راحت زميلتها وصال العلي، فنانة تشكيلية، ترسم بورتريه للشيخ زايد على اللوحة الكبيرة التي بلغ حجمها 2م 2.75م، وأوضحت بدورها أن هذه اللوحة كانت بالتعاون مع هيئة دبي للثقافة.
ولم يغب عن سحر «سكة» سحر خطوط الفنان الإماراتي ضياء علام التي لفتت أنظار المارة ليراقبوه وهو يخط أعماله الضخمة، حيث شارك بعملين أولهما بالخط العربي ثلاثي الأبعاد، والثاني جسد فيه شعار «دبي عاصمة الاقتصاد الإسلامي» تم عرضها في بيت الفن الإسلامي.
ويقول علام: قدمت في العمل الأول عبارة للشيخ زايد «من ليس له ماضٍ ليس له حاضر أو مستقبل»، وتبدو كتصميم هندسي ثلاثي الأبعاد يمنح العمل عمقاً بصرياً وحضوراً خاصاً.
وفي مكان آخر كان الفنان الإماراتي أحمد محمد أحمد محمد يسطر حروف النشيد الوطني «عيشي بلادي» ويوزعها بطريقة فنية تمنحها أبعاداً مختلفة لتتوسط اللوحة ابتسامة زايد المؤسس، مركز الضوء في اللوحة.
من عناصر بيئة الإمارات استوحت الفنانة جمانة الشيخ فكرة عملها، مستعينة بنبتة «الربلة» الصحراوية التي ربطتها بذاكرتها عن جدتها التي كانت تحفظ النباتات العشبية بصندوق خاص وتقفل عليه مثل كنز ثمين له قيمة كبيرة، فتقول: اخترت لتنفيذ هذا المجسم مادة الألمنيوم الرخيص لأحوله إلى عمل فني له قيمة، ونثرت الأعشاب المنوعة لتمنح المكان أجواء البيئة الصحراوية وتعبر عن الفكرة.
وأيضاً من بيئة الإمارات ومن تفاصيلها الساحرة استطاع 27 فناناً أن يجسدوا أروع الصور الفنية التي عرضها «استوديو عكّاس للفنون البصرية» ويخبرنا الفنان أحمد الخزرجي، أن المعرض جمع أعمال فريقين من شباب الإمارات، أولهما من أبوظبي، والآخر من دبي، وقدم كلا الفريقين وجهات نظر مختلفة وتفاصيل كثيرة مستوحاة من تراث الإمارات وما يدل عليه من مبان وصحراء، وأدوات وصور قديمة وغيرها، كما ركزت بعض الأعمال على الخط العربي، وأخرى استخدمت تقنية التلوين على الصور.
وتميزت أعمال الفنانة الإماراتية لمياء الشامسي التي تبدو الملامح بأعمالها، وكأنها تتلاشى وتأخذ شكل ذرات صغيرة لتبقى في الخلفية، وعن أعمالها الأربعة التي شاركت بها قالت: استخدمت عدة وسائط لأظهر الاختلاف بين المشاعر والأفكار، بين الروح والجسد، ورسمت وجهين في كل اللوحات بينهما اختلافات طفيفة، وركزت على تقنية التلوين، حيث احتاجت كل لوحة حوالي 20 طبقة من الألوان المنفذة بطرق عدة مثل الرش، واليدوي، والتذهيب، والتحبير، وأضافت أنها رسمت أعمالها على الورق لقدرته على تشرب الألوان، ومن ثم ألصقته على ألواح خشبية.
ومن عناصر البيئة البحرية استوحت الفنانة شيرين شلهوب عملها التركيبي «لحظة شرود»، الذي استعانت فيه بأشكال الأصداف والقواقع وحبات الفطر الكبيرة، لتصنع عالمها الخاص في غرفة تتكامل فيها الإضاءة مع صوت الموسيقى، وتقول: نعاني جميعاً آفة الاعتياد والمشاعر المكررة - الصامتة تقريباً تجاه الأشياء التي نعيشها يومياً، لذا أردت أن ألفت انتباه مشاعر الناس بتقديم تجربة شعورية وجمالية مختلفة قادرة على إيقافهم للتأمل، وأوضحت أنها استعانت بعناصر الطبيعة لأن الإنسان بطبيعته يميل للتواصل مع الطبيعة بشدة، لكن في ظل ظروف الحياة المعاصرة، أصبحت الطبيعة مجرد خلفية لا تسترعي الانتباه، لذا حاولت بطريقتها الخاصة أن تعيدها إلى مركز الاهتمام.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"