عبير الحوسني: «إكسبو 2020» جاهز لاستقبال 30 ألف متطوع

تترأس خلية نحل في قلب الحدث العالمي المرتقب
04:36 صباحا
قراءة 5 دقائق
دبي: أمل سرور

«التطوع قيمة إنسانية نبيلة يختزنها الإنسان في ذاته بغض النظر عن انتمائه الديني أو الجغرافي، ونحن نشجع الشباب ونوجههم للعمل ومن آنٍ لآخر نمدهم بالطاقة ونرفع من معنوياتهم حتى ينطلقوا بقوة في هذه الحياة». عندما تتأمل هذه الكلمات من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي،رعاه الله، تفقد دهشتك تماماً وأنت تعلم أن تلك الوجهة العالمية «إكسبو» التي تستضيفها مدينة الأرقام القياسية دبي عام 2020، تقودها كتيبة عمل من الشباب صانعي المستقبل، بل إن عدداً كبيراً منهم قد شكلوا فريقاً تطوعياً أصبح بمثابة خلية نحل في قلب ذلك الحدث العالمي المرتقب.
عبير جاسم الحوسني ، مدير برنامج المتطوعين في إكسبو 2020 دبي، هي القائد لذلك الفريق الذي يعمل على قدم وساق من أجل تلك المناسبة الحاسمة التي ينتظرها العالم.
منذ اللحظة الأولى التي تحط بقدميك فيها على أرض الحدث، وما إن تستقبلك تلك اللافتة التي تعلن وصولك إلى هدفك المنشود، وما إن تعبر مدخل المقر، سرعان ما تكتشف أن خلف بواباته الضخمة خلية من النحل لا تهدأ ولا تمل من عملها، ملامح صغيرة شابة تبادلك عبارات الترحاب، تستقبلنا الحوسني وسط مجموعة من فريقها الشبابي لترافقنا في رحلة معهم نقترب فيها من تفاصيل ومحطات الفريق الذي تقوده لتركب به الصعاب.
تتحدث الحوسني بهدوء شديد قائلة: إنه أول إكسبو عالمي تستضيفه منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا، ومن المتوقع أن يرحب
ب 25 مليون زائر خلال الأشهر الستة للانعقاد، وسيأتي 70 % من الزوار من خارج الإمارات. ولا شك أن استضافة هذا العدد الكبير من الضيوف يتطلب تضافراً للجهود ودعماً من جميع أطياف المجتمع، بهدف تقديم تجربة زيارة تجسد السمعة الحضارية التي تتمتع بها الإمارات بين شعوب دول العالم وليعم نفع إكسبو على البشرية.
وتستكمل الحوسني : بالنظر إلى حجم الحدث الهائل، فإننا بحاجة ل 30 ألف متطوع على أقل تقدير، حيث يتوزع الوقت على ساعات ويقسم على مدى فترة الاستضافة، فمن المتطوعين طلاب وموظفون وربات بيوت وأصحاب شركات ومؤسسات وأصحاب همم، ونسعى لأن يكون وقت التطوع مرناً بحيث يناسب الجميع.
ولتسهيل عملية التسجيل في البرنامج، أنشأنا بوابة إلكترونية لبرنامج المتطوعين، بحيث يجري استخدامها لجميع المتطلبات الخاصة بالتطوع من الآن وحتى موعد انطلاق الحدث. ونوفر جميع المعلومات الخاصة بالتدريب وساعات العمل مع اقتراب موعد الانطلاق، والحقيقة أننا حرصنا خلال وضع أهداف البرنامج على توفير الفرص القيمة للتعلم والتواصل للناس من جميع شرائح المجتمع، بغض النظر عن الخبرة أو الخلفية أو الجنسية.
وتضيف الحوسني: في سبتمبر الماضي دشنا «مركز المتطوعين» الجديد في موقع الحدث بهدف احتضان العدد المتنامي من المتطوعين الراغبين في أن يكونوا جزءاً من هذا الحدث العالمي، والمساعدة على إعدادهم وتدريبهم للمشاركة في الترحيب بالعالم في الإمارات حال انطلاق فعالياته في 20 أكتوبر2020.
وعن طبيعة هذا البرنامج و النتائج المرجوة منه،تقول الحوسني: برنامجنا يتيح فرصة للتعلم وتنمية القدرات الذاتية للأفراد المشاركين في التخطيط وتنفيذ وتنظيم أول حدث. أمّا عن مدى النجاح في تحقيق النتائج المرجوة فمن المبكر التحدث عنها، ونعمل لنشر الوعي بأهمية التطوع واستقطاب العدد المستهدف. ولكن المؤشرات الأولية مبشرة للغاية، بما يعزز قيم إكسبو دبي، المتمثلة في التعاون والعطاء، وتعزيز روح العمل التطوعي، وهي متجذرة في عمق ثقافة الإمارات وتراثها، وهو فرصة للأفراد لرد الجميل والمساهمة إيجابياً في الدولة والمجتمع وتسليط الضوء على قدراتها وإنجازاتها أمام العالم بما يجسد تنوعها وغناها الثقافي والاجتماعي.
وتقول حول العدد المتوقع من المتطوعين للمشاركة في البرنامج: تلقينا ما يزيد على10 آلاف طلب تسجيل عبر موقعنا ، وهذا العدد مبشر للغاية بالنسبة لنا في هذا التوقيت ويجسد الوعي المجتمعي المسؤول في الدولة وحب الخير المتأصل بنفوس المواطنين والمقيمين، واهتمامهم الكبير بسمعة الإمارات وإنجاح جميع مشاريعها الوطنية.
وبالنسبة لمعايير اختيار أو قبول المتطوعين ، تؤكد الحوسني أن الباب مفتوح لجميع أفراد المجتمع ممن تتجاوز أعمارهم ال 18 عاماً، ويشمل جميع الجنسيات. وكما نعلم فإن أرض دولة الإمارات تحتضن أكثر من 200 جنسية. وتشير إلى تخصيص أدوار التطوع على أساس مهارات الناس الشخصية واهتماماتهم، متى كان ذلك ممكناً وأن إكسبو 2020 يقدر أن الظروف الشخصية يمكن أن تتغير وبالتالي يمكن سحب طلبات التقديم في أي وقت.
وعن الدور الحيوي الذي يقوم به الفريق، تقول: دور المنتسبين ينطوي على أسمى معاني العمل الإنساني، فهم سوف يعملون على ما فيه مصلحة الوطن ومشروعه الكبير، ويتم ذلك من خلال الترحيب بالزوار وتنظيم رحلتهم، ولنعمل معاً ليكون إكسبو استثنائياً يستمر إرثه الإيجابي للأجيال المقبلة في المنطقة والعالم، ويؤدي المتطوعون أدواراً رئيسية في كل مرحلة من مراحل تجربة إكسبو، ليقدموا خدمات مثل العمل مع فريق البروتوكول وكبار الشخصيات، وخدمات الضيوف وأجنحة المواضيع والفعاليات والاحتفالات والأنشطة والدعم التقني.
قائمة تدريبات المتطوعين، وفق الحوسني، تختلف بحسب المهام الموكلة إليهم وهي كثيرة ومتنوعة.
وتؤكد أن المشروع وطني، ويهم المجتمع الإماراتي بكل أطيافه، ومؤسسات الدولة جميعاً، وأن الكل متحمس ليكون جزءاً منه، وتقول : أطلقنا منصة متنقلة تجوب المؤسسات الحكومية المختلفة لتسهيل آلية التسجيل، وبدأنا مع بلدية دبي وجمارك دبي وكان الإقبال كبيراً، ونحن مستمرون في التعاون مع جميع الجهات.

تجربة رائعة

يتحدث يوسف عبدالله المزيني، (29 عاماً)، موظف بجمارك أبوظبي، وتخرج في جامعة زايد تخصص شؤون دولية، وتعرف إلى برنامج المتطوعين التابع لإكسبو 2020 من أحد أصدقائه الذي أشاد بفريق العمل قائلاً: تجربتي التطوعية أكثر من رائعة مع حدث فريد من نوعه، حيث تلقيت دعماً غير محدود من المنظمين والمشرفين على البرنامج. مما ساهم في تطوير الذات وصقل المهارات لدي ولدى وزملائي المتطوعين، بالإضافة إلى إعطائنا فرصة للتعبير عن آرائنا وأفكارنا بحرية تامة، والتشجيع على تطبيقها، مما أدى إلى رفع الثقة بالنفس فيما بيننا، كما أن هنالك جانباً إيجابياً آخر، وهو بناء علاقات اجتماعية مع أشخاص جدد من دول مختلفة حول العالم، وهو الذي يميز برنامج إكسبو عن البرامج المحلية الأخرى.

استضافة مميزة

مريم محمد الحوسني (35 عاماً)، تعمل مديراً للتميز المؤسسي في شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك»، وأم لطفلين، وكانت قد قدمت فكرة تطوعية لجمع بصمات يد كبار السن في دور المسنين والمستشفيات، ووضعت تلك البصمات لكل من شهد لحظة قيام الاتحاد في لوحة طولها خمسة أمتار وعرضها سبعة أمتار، وعرضت في أحد مراكز التسوق في العام 2013، وتطوعت في إكسبو دبي، وشاركت بالعديد من الفعاليات للتعريف بالحدث العالمي.
تقول الحوسني: رغبت بالتطوع بعد أن عرفت أن الباب مفتوح، للتعرف أكثر إلى فعالياته، وكيف يكون مميزاً ومبهراً، وأنا اليوم أعلم أولادي أهمية التطوع، وأشكر زوجي الذي يساعدني دوماً لأوفق بين عملي وتربية الأطفال والتطوع، لكونه عملاً إنسانياً أحرص على تأديته، وكانت لي تجارب سابقة في مبادرة «كلنا شرطي» التي تهدف إلى تعزيز الأمن والأمان في دولة الإمارات، وضمان راحة المجتمع، وكل من يعيش على أرضها. وفي إكسبو أتعلم الكثير وكيف أنظم وقتي لخدمة وطني الغالي، وأكون جزءاً من هذه الاستضافة المميزة.

اكتساب الخبرات

خلود عمر (22 عاماً) طالبة في جامعة الإمارات، تخصص ترجمة، تطوعت في برنامج تكاتف الإماراتي، الذي أتاح لها السفر إلى إكسبو أستانة، وشاركت في استقبال الزوار بجناح الإمارات. وعن تجربتها في الحدث الدولي تقول: أيقنت أن إكسبو دبي سيكون مميزاً جداً، وبعد عودتي من أستانة قررت التطوع فوراً، وشاركت في الكثير من الفعاليات، وفي كل حدث أشارك فيه أتعلم الكثير، وهذه الخبرات من الصعب أن أكتسبها من مراحلي التعليمية المختلفة، كما أن العمل بروح الفريق أبرز ما استفدت منه.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"