علي الكندي: كنت أمشي من الطريف إلى الحيل للقاء والدي

لديه 20 ابناً و21 حفيداً
03:48 صباحا
قراءة 4 دقائق
الفجيرة: «الخليج»

يعد الوالد علي سالم خلفان الشاعر الكندي، من منطقة الحيل الجبلية التابعة لإمارة الفجيرة، من رجالات الرعيل الأول الذي عاش حياة الماضي القاسية، وعاصر قيام الاتحاد وتدرّج مع النهضة الحديثة التي تعيشها دولة الإمارات اليوم.

ولد علي عام 1954 ونشأ في أحضان والده، الذي ربّاه بعد أن توفيت والدته غزالة القايدي، وهو في السابعة من عمره، وعاش متنقلاً خلال طفولته ما بين أهل الحير في منطقة الحيل والطريف، وقبائل البدو في منطقة «كدرا» التابعة حالياً لإمارة الشارقة، حيث كانوا يرتحلون وراء المعيشة والمكسب أينما وجد.
ويقول الوالد علي الكندي: «على الرغم من الحياة القاسية التي كان سائدة في عقد الستينات من القرن الماضي، إلا أن خصال التعاون السائدة بين الأهالي كانت تهوّن شظف العيش عليهم».
عاش الكندي طفولته في مساكن بدائية مشيّدة من الحصى والطين والأعرشة، أو ما يعرف محلياً ب«الكرين»، أو «المخرن»، وكانت تقع بالقرب من حصن قلعة الحيل، وبعد وفاة والدته عاش جزءاً من حياته عند خالته في منطقة الطريف، وكان والده يعمل في إرثه الزراعي من والده في وادي قرية الحيل، أو منطقة «الظاهر»،
وأشار علي الكندي إلى أنه اكتسب من والده كثيراً، فقد كان قدوته في الحياة، وهو أول من علّمه القرآن والقراءة والكتابة حتى قبل انتسابه للتعليم النظامي. ويواصل: «عُرفت عن والدي الفطنة وسرعة البديهة، حيث أتقن القراءة والكتابة عبر المراسلة مع الكتاتيب والمعلمين من مناطق مجاورة، إلى أن اكتسب المهارة، وكان شاعراً من رواد الشعر النبطي القديم، له العديد من القصائد المسجلة صوتياً والمدونة كتابياً في ديوانه الخاص. والتحق إلى جانب عمله الأساسي في الزراعة بعدة وظائف، منها الحرس العسكري، أو ما يعرف قديماً ب«المطيرزي»، في بيت الحاكم الشيخ محمد بن حمد الشرقي، وانتقل فيما بعد للعمل لدى الشيخ صقر بن سلطان في مدينة كلباء، ومنها إلى المنفذ الحدودي «خطم ملاحه»، الذي يفصل مدينة كلباء عن سلطنة عمان، كما كان إماماً لأهالي قرية الحيل لما تمتع به من علم في الدين».
وأضاف الكندي: «انتسبت عام 1963 إلى التعليم النظامي بمدرسة سيف اليعربي، بمدينة كلباء، وواصلت تعليمي الأساسي في المدارس النظامية إلى مرحلة المتوسط، وكنت ارتحل مشياً على الأقدام في نهاية الأسبوع من منطقة الطريف إلى قرية الحيل الجبلية، للقاء والدي، الذي كان يعتني بإرث العائلة الزراعي هناك. وبعد ظروف مرضه تركت الدراسة في المرحلة المتوسطة، واضطررت إلى العودة لقرية الحيل للعناية بوالدي ومساعدته في المزرعة».
يتذكر الكندي طلائع حكم الشيخ زايد رحمه الله، حيث كان سكان الإمارات قبائل متناثرة تعيش في مناطق متفرقة دون وسائل تواصل، وكان التنقّل يقتصر على ركوب الحيوانات أو المشي على الأقدام لعدة أيام. وأكد أنهم كانوا يعيشون بمعزل عن العالم، حيث تفاجأوا عام 1966 بقيام المعلمين العرب في المدارس؛ كونهم الأكثر اطلاعاً على الأخبار عبر الراديو، بتهنئتهم ونقل تباشير الخير لهم بحكم الشيخ زايد رحمه الله لإمارة أبوظبي، بقولهم: «ابشروا بالخير.. زايد حكم».
وأوضح أن عجلة التغيير بدأت منذ ذلك الحين، حيث وزّعت الإعانات النقدية على الأسر جميعاً، وتوسعت أصناف المحاصيل الزراعية التي كانت تستخدم للمقايضة. كما ظهرت خدمات طبية متواضعة، وتوسعت حركة التعليم.
حياته
انتقل علي الكندي إلى العمل والسكن في الفجيرة بالقرب من قصر الحاكم عام 1973، حيث تزوّج زوجته الأولى، وحظي بأحد المساكن الشعبية التي بُنيت للمواطنين بعد قيام الاتحاد، وعاش فيها ما يقارب سنة بدون خدمات كهرباء، إلا أن الحياة كانت بسيطة وميسرة، فيما استكمل دراسته عبر التعليم المسائي حتى الصف الثاني ثانوي، وتزوّج فيما بعد من زوجته الثانية، وهي من سكان منطقة الحيل، ومنّ الله عليه بعائلة ممتدة من الأبناء، فهو أب ل20 من الأبناء، ولديه حالياً 21 حفيداً.
وحقق الكندي حلمة بإنشاء مزرعته الخاصة في منطقة الحيل، بأحد المواقع التي كانت جزءاً من إرث العائلة، وكان ذلك بمنحة من صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الفجيرة.

ميداليات وأوسمة
مشيداً بعجلة التطور التي عاش مراحلها منذ بداية الستينات وحتى يومنا هذا، قال الكندي: «إن إمارة الفجيرة بضواحيها مرت بمنعطفات عديدة، كان لها الأثر الكبير في حياة الناس، حيث انتقل سكان المناطق الجبلية للعيش في المساكن الحكومية، وانتشرت المدارس والمستشفيات، فضلاً عن المحلات التجارية التي كانت تقرّب لهم البضائع المستوردة».
يشير الكندي إلى أن انتسابه لسلك الشرطة تم في الفجيرة أول سبتمبر 1970، وهو في عمر 18 سنة. وخلال مسيرة حياته الشرطية التي استمرت 25 عاماً، تدرّج في عدة أقسام إلى أن استقر في قسم التحقيق، وحظي بعدة ميداليات وأوسمة منها: وسام الخدمة المخلصة، ووسام الشرطي المثالي، ووسام الخدمة الطويلة، وميداليات بمراكز أولى في الرماية والدورات الشرطية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"