فاطمة رشيد: «إكسبو 2020».. فرص نادرة للشباب

تدعو أقرانها إلى النهل من معارف الحدث العالمي
03:04 صباحا
قراءة 5 دقائق
دبي: «الخليج»

يعد إكسبو 2020 في دبي نقلة جديدة في تاريخ الإمارات، فهو مشروع وطني استثنائي تتمحور موضوعاته حول الفرص والتنقل والاستدامة، ويهدف إلى استقطاب الشباب للاستفادة من طاقاتهم لتقديم أفضل الابتكارات.
ولأن القيادة الرشيدة توقن بأن الشباب جزء رئيسي في تنظيم حدث مميز مثل إكسبو 2020، تتاح لهم فرص الإسهام في كل مراحله لتعزيز خبراتهم العملية بمعارف عالمية ربما لا تتوافر في مناسبات كثيرة.
حول الاستعانة بطلبة الجامعات والخريجين الجدد للعمل في هذا المشروع الضخم، ونسبتهم من إجمالي الموظفين العاملين خلال المعرض والبرامج التدريبية والمبادرات التي وجّهت إليهم، حاورت «الخليج» فاطمة رشيد مديرة مشروع بقسم المشاريع الخاصة لمكتب إكسبو 2020. وتالياً نص الحوار:

كم تبلغ نسبة الشباب في المشروع؟ وما المبادرات التي تستهدفهم؟
- هم يمثلون 23% بأعمار تتراوح بين 18 و30 عاماً، منهم 43% مواطنون، وتتنوع المبادرات ما بين برنامج يوفر فرصاً لتدريب الطلاب للتعلّم واكتساب الخبرات مع الموظفين الذين ينتمون إلى 62 جنسية، ومنهم خبراء عالميون في مختلف المجالات.
ويصبو هذا البرنامج إلى جذب مئات الشباب والشابات للانخراط في العمل اليومي ومواجهة التحديات وسرعة اتخاذ القرار الصائب، الأمر الذي يعطيهم خبرة نادرة، ويكسبهم معرفة بأدوار محورية في إدارات إكسبو المتنوعة، مما يؤهلهم لاستضافة أحداث عالمية كبرى في المستقبل.
ويضم المعرض فريق عمل متمرساً، سبق للكثير من أعضائه أن ساهموا في تنظيم عدد من أهم الفعاليات العالمية الرائدة، كمعارض إكسبو الدولية، والألعاب الأولمبية، وكأس العالم لكرة القدم.
وتحت إشراف هؤلاء الموظفين، سيحظى المتدربون بفرصة لصقل مهاراتهم من الخبرات الجديدة.
ومن المبادرات أيضاً برنامج «إكسبو لايف» الذي يستهدف الشباب بشكل خاص، وجميع فئات المجتمع في الدولة والعالم، ولدينا أيضاً برنامجا التطوع وإكسبو للمدارس.
ما الابتكارات التي يبحث عنها «إكسبو لايف»؟
- يبحث عن مشاريع تتماشى مع أحد أهداف التنمية المستدامة التي نصت عليها أجندة الأمم المتحدة 2030، وهي قائمة من 17 هدفاً، ستسهم في حال تحقيقها في تحسين جودة الحياة على الأرض من خلال توفير مقوماتها الأساسية للبشرية بأسرها. وهو برنامج ابتكار وشراكة أطلقه إكسبو 2020، وخصصت له ميزانية 100 مليون دولار لتمويل وتسريع عملية تطوير حلول مبتكرة، تسهم في تحسين حياة البشر وحماية كوكب الأرض. ويشجع البرنامج المشروعات الإبداعية المبتكرة والتي عادة ما يكون أصحابها من فئة الشباب الإماراتي، وحرصاً على استقطابهم، أطلق برنامج الابتكار للجامعات، ونعمل من خلاله على دعم الابتكارات مادياً، بالإضافة إلى الاستشارات التي يحتاجها أصحاب هذه المشاريع لمواصلة نجاحهم وتحقيق أهدافهم.
ماذا عن دور الشباب في برنامج التطوع؟
- استقطبنا نحو 25 ألف شخص، أبدوا رغبتهم بالتطوع، وهذا العدد يجسد مدى الوعي في المجتمع الإماراتي وحبّه للخير، والمشاركة في جميع المشاريع الوطنية للدولة.
وكما نعلم جميعاً، فإن العمل التطوعي جزء مهم من رؤية قيادة الإمارات التنموية، وسيكون المتطوعون واجهة الحدث العالمي واستقبال ملايين الزوار، ويقدّمون جانباً من الثقافة الأصيلة للدولة وحسن الضيافة، فضلاً عن القيم المتمثلة في الاحترام والتسامح، والتي تمثل كل البشر.
وبهدف تيسير عملية التطوع على المجتمع بمختلف أطيافه من جميع أنحاء الدولة، أُنشئت بوابة إلكترونية لتسجيل طلبات الاهتمام بالتطوع، كما ساهم مركز المتطوعين في موقع إكسبو 2020 دبي باستقطاب المزيد من الطلبات، ونحن على ثقة بأن الشباب سيمارسون دوراً حيوياً في العمل مع المنظمات المشاركة واستقبال ملايين الزوار وتحقيق شعار الحدث: «تواصل العقول وصنع المستقبل».
ما أهداف برنامج إكسبو للمدارس؟
- يرمي إلى توعية الطلاب، فهم شباب المستقبل، ويهدف لاجتذابهم من المدارس الحكومية والخاصة من كل أنحاء الإمارات، ومن خلال مركز زوّار إكسبو 2020 دبي، نقدم لمحة عن التجربة التي سيعيشها الطلبة في المعرض، كما ننظم ورش عمل تفاعلية شائقة، تتمحور حول موضوعاته المتمثلة في الفرص والتنقل والاستدامة، واستقبلنا أكثر من 60 ألف فرد من الطلبة والكادر التعليمي.
ومركز الزوّار ضمن المقر الرئيسي لمكاتبنا في إكسبو يتميز بتصميم فريد يثري تجربة تعلم الطلاب على اختلاف فئاتهم العمرية، إذ يتيح لهم التعرف إلى ما قدمته الدورات السابقة لإكسبو الدولي والأدوار المهمة التي لعبتها، والتعرف إلى الابتكارات التي خرجت منها لتحدث تأثيراً إيجابياً في مسيرة البشرية.
ما دور الشباب في مرحلة التحضير وخلال الفعاليات والإرث المرتقب؟
- ساهم فريق عمل الإرث بدور رئيسي في التخطيط للبنية التحتية والتصاميم الهندسية للموقع، ومنها الأجنحة لضمان انسجامها مع رؤية الحدث لإرثه المرتقب ومتطلبات شباب المستقبل والشركات والمؤسسات المحلية والعالمية. ومن المتوقع أن تضيف المشروعات المستمرة أثناء الحدث وبعده إرثاً حيوياً إلى الاقتصاد الوطني يشارك به الطلبة والخريجون الجدد، فضلاً عن الدور الحيوي المحفز لشركات الخدمات القائمة على المعرفة، التي ستتخذ من الموقع والمنطقة المحيطة مقار لها. ويسهم الشباب اليوم بشكل كبير، فهم يعملون بمختلف الأقسام وسيكون لهم دور كبير خلال الاستضافة من خلال عملهم موظفين ومتطوعين.
والشباب في صميم بناء الإرث، ففي مراحل التخطيط المتقدمة أخذ بعين الاعتبار ما يتطلبه المستقبل للعيش والعمل واعتماد بنية تحتية قابلة للتكيف مع المتغيرات التقنية المستقبلية. وعلى سبيل المثال تقنية الجيل الخامس في الموقع، وهذا ما سيساعدهم على مجاراة التكنولوجيا المتقدمة والتي باتت عنصراً رئيسياً في حياتنا اليومية.
وسيكون للشباب دور محوري في «دستركت» 2020 وهي الوجهة التي أعلن عنها إكسبو 2020 دبي لتحويل موقع الاستضافة بعد إسدال الستار على فعالياته، وأعلنت شركة «سيمنس إيه جي» عزمها إنشاء مقر لوجستي عالمي لها، وكذلك تعتزم «أكسنتشر»، الشركة العالمية لخدمات التقنية المتخصصة، افتتاح مركز للتكنولوجيا الرقمية، وهاتان الشركتان وغيرهما ستحتاج للطاقات الشابة لمواصلة التقدم والازدهار.
ولا يقتصر إرث إكسبو على هذا، بل هناك جزء معنوي لا يقل أهمية، فهو أول حدث من نوعه في الشرق الأوسط، وإفريقيا وجنوب آسيا، الأمر الذي يعزز مكانة المنطقة ويجذب المزيد من الشباب من الإمارات وخارجها، ويتيح لهم فرصاً استثنائية للابتكار والإبداع في جميع المجالات.
كونك شابة تعمل في هذا الحدث، ما الرسالة التي ترغبين بتوجيهها للشباب؟
- أدعو جميع أبناء جيلي للانضمام للمسيرة المتجهة نحو 2020 والنهل من معارف هذه التجربة العالمية، والمشاركة في أن يكون إكسبو دبي منصة جديدة لمرحلة نمو وتطور وتعاون تخدم الإنسانية، وليكونوا جزءاً من هذه الاستضافة لكي نعرّف شعوب العالم بالثقافة الإماراتية الأصيلة، وطموح أبنائها والمجتمع الإماراتي المتنوع الذي يعمل بإخلاص. وسيكون الحدث مكاناً مثالياً لتعزيز التواصل والتعاون بين الدول والشعوب مما يعود بالفائدة على الجميع.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"