إعداد: محمد كمال
استعاد أمريكيون نبوءة قديمة أطلقها الرئيس الراحل جيرالد فورد قبل ما يقرب من 35 عاماً، والذي دار حول تولي امرأة منصب رئيسة الولايات المتحدة إذا مات الرئيس الرجل.
ويعود التنبؤ إلى عام 1989 عندما وقف الرئيس السابق وقتها جيرالد فورد في غرفة مليئة بتلاميذ المدارس في ويست برانش بولاية أيوا، وواجه سؤالاً غير متوقع، على لسان إحدى التلميذات.
وسألت التلميذة فورد بعد فترة طويلة من انتهاء رئاسته قائلة: «ما هي النصيحة التي تقدمها لسيدة شابة تريد أن تصبح رئيسة للولايات المتحدة الأمريكية؟».
ورد فورد الذي تولى الرئاسة خلفاً لريتشارد نيكسون عندما استقال في عام 1974 في أعقاب فضيحة ووترغيت: «أستطيع أن أخبركم كيف أعتقد أن ذلك سيحدث.. لأنه لن يتحقق عبر المسار الطبيعي للأحداث».
واستطرد فورد في تفصيل السيناريو الذي تصل فيه نائبة الرئيس إلى المكتب البيضاوي، في حالة وفاة الرئيس، وفقاً لصحيفة واشنطن بوست.
- عندما يموت الرئيس
وأضاف: «سيقوم الحزب السياسي الجمهوري أو الديمقراطي بترشيح رجل لمنصب الرئيس وامرأة لمنصب نائب الرئيس، وسوف يفوز الرجل والمرأة.. لذلك سينتهي بنا الأمر برئيس رجل ونائبة رئيس امرأة».
وأضاف: «خلال فترة ولاية الرئيس تلك، سيموت الرئيس، وستصبح المرأة رئيسة بموجب القانون والدستور».
وعاد الفيديو إلى الظهور على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يشير الكثيرون إلى أوجه التشابه بين توقعات فورد، وانتخابات 2024، حيث انسحب بايدن من السباق الرئاسي نظراً لتردي حالته الصحية وقواه الإدراكية، ودعم نائبته كامالا هاريس، التي تحشد دعماً كبيراً من حزبها.
- تجارب نسائية سابقة
لكن في الوقت نفسه، فإن هناك اختلافات، فقد حصلت امرأة بالفعل على ترشيح حزب كبير، في عام 2016، عندما فازت هيلاري كلينتون بترشيح الحزب الديمقراطي، على الرغم من خسارتها في الانتخابات أمام دونالد ترامب. وبالطبع لا يزال بايدن على قيد الحياة.
وقبل سنوات قليلة من إلقاء فورد كلمة في هذا الحدث في ولاية أيوا، دخلت الديمقراطية جيرالدين فيرارو التاريخ في الانتخابات الرئاسية عام 1984 حيث أصبحت أول امرأة يتم ترشيحها لمنصب نائب الرئيس من قبل حزب كبير. وشغلت منصب نائب الرئيس المحتمل والتر مونديل، الذي خسر أمام الرئيس رونالد ريغان.
كما ستأتي المرشحة التالية لمنصب نائب الرئيس بعد عقود من الزمن في عام 2008، عندما اختار جون ماكين سارة بالين لتكون نائبة له لكنه خسر أمام باراك أوباما.
- أول نائبة رئيس
وفي عام 2021، أصبحت هاريس أول نائبة لرئيس الولايات المتحدة. وهنا يأتي الجزء المثير في توقع فورد الذي قال: إنه بمجرد أن تصبح المرأة رئيسة في نهاية المطاف، فإن الرجال سيكافحون في المنافسة على المنصب. وأضاف: «بمجرد كسر هذا الحاجز، فمن الأفضل للرجال أن يكونوا حذرين، لأنهم سيواجهون صعوبة بالغة حتى في الحصول على ترشيح في المستقبل».
ورغم توقع فورد حينها أنه من المحتمل أن يرى رئيسة امرأة، على الأقل في ظل الظروف التي حددها، خلال السنوات الأربع إلى الثماني المقبلة، وبعد مرور أكثر من ثلاثة عقود، لم يكن هناك رئيسة حتى الآن.
وبالنظر إلى تفاصيل التنبؤ الذي طرحه فورد، فمن المفيد التذكير أيضاً بأنه هو الأمريكي الوحيد الذي أصبح رئيساً من دون الفوز في الانتخابات العامة لمنصب الرئيس أو نائب الرئيس. حيث فاز بترشيح الحزب الجمهوري عام 1976 لكنه خسر الانتخابات.
- تنبؤات أخرى
وفي ظل مواسم الانتخابات والمراهنات، تشيع التنبؤات في الولايات المتحدة حول هوية الرئيس المقبل، وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً صوراً ومشاهد من مسلسل الرسوم المتحركة الشهير عائلة سيمبسون، ادّعى ناشروها أنها لتنبؤ المسلسل بفوز هاريس، خصوصاً بعد تنحي بايدن عن السباق، وإعلانه تأييد ترشيح نائبته.
وخلال الموسم ال11 من المسلسل، عُرضت الحلقة 17 تحت عنوان «بارت إلى المستقبل»، وظهرت شخصية ليزا سيمبسون في المسلسل كأول رئيسة للولايات المتحدة بعد الرئيس دونالد ترامب. وتناولت في خطابها أمام الجمهور أزمة الميزانية التي خلفها دونالد ترامب.
وظهرت ليزا سيمبسون وهي ترتدي ملابس متطابقة تقريباً مع ملابس كامالا هاريس، إذ كانت ترتدي بدلة أرجوانية وقلادة بيضاء. وارتدت كامالا هاريس هذا الزي أثناء أدائها اليمين الدستورية كنائبة للرئيس الأمريكي في 20 يناير/كانون الثاني 2021.
