متقاعدون أردنيون يحافظون على الألعاب التُراثية

00:19 صباحا
قراءة دقيقتين
عمّان ماهر عريف:
يتمسك بعض كبار السن أغلبهم من المتقاعدين في الأردن بممارسة ألعاب شعبية ليس من باب التسلية والترفيه فحسب، وإنما بوصفها جزءاً من التراث يجب المحافظة عليه في ظل ابتعاد الشباب جهة المستجدات التقنية.

ويؤكد أحمد الوشاح رئيس الجمعية الأردنية للحفاظ على التراث، مواصلة تنظيم دورات للألعاب الشعبية في مقدمتها «المنقلة»، التي يجري التجهيز لمسابقتها السنوية الخامسة عشر بمشاركة 44 متنافساً، ينقسمون إلى فريقين بحضور بعض أبنائهم وأحفادهم، حرصاً على حماية اللعبة من الاندثار.
ويقول: «هذه اللعبة جزء من عادات وتقاليد وتراث المجتمع، كان الأجداد يجدون فيها متنفساً ترفيهياً وملتقى حيوياً للحديث عن شؤون مختلفة، وتبادل التشاور والتباحث حول قضايا خاصة وعامة، وتحقيق التواصل والتزاور الاجتماعي».
ويضيف: «نحاول من خلال البطولات السنوية نشر اللعبة من خلال أجيال قديمة مارستها منذ عقود وتنظيم دورات للراغبين في تعلمها، وهناك مرافق مجهزة تكفل تواجد أفراد العائلة وتوافد السائحين، ونحرص على تقديم أنشطة مصاحبة، بينها توزيع ثياب تراثية على المشاركين أبرزها الشماغ الأحمر، وهو غطاء الرأس الوطني المعروف أردنياً». ويشدد الوشاح على مخاوف من هجر الألعاب الشعبية رغم الجهود التي تبذلها بعض الجمعيات المستقلة والرسمية في المملكة، وذلك في ظل مواجهة افتقاد الدعم اللازم لإنجاز برامج وفعاليات وخطط تنفيذية، يمكنها استقطاب الناشئة وطلبة المدارس تحديداً، قبل اندماجهم تماماً مع وسائط تكنولوجية تبعدهم نهائياً عن نظيرتها التراثية.
ويشير السبعيني محمد عطا المتقاعد من وظيفة حكومية، إلى اجتماعه مع عدد من المنخرطين في لعبة «المنقلة»، ممن تفوق أعمارهم 65 عاماً في ساحة العين في مدينة السلط، غربي عمّان من التاسعة صباحاً، حتى منتصف النهار، للتنافس على الفوز الذي يفصله جمع النسبة الأكبر من 98 حجراً، يجب توزيعها عكس عقارب الساعة على صفّين من الفراغات نصف الدائرية ضمن قاعدة خشبية وفقاً للعدد الفردي أو الزوجي المُحدد سلفاً.
ويقول: «يجب الترويج للألعاب الشعبية ضمن خطط سياحية في العاصمة والمحافظات، وتوفير حوافز تستطيع مخاطبة الشباب بأسلوبهم وأفكارهم لاستقطابهم، وتنفيذ مهرجانات وفعاليات سنوية واسعة النطاق، وسط أجواء تجمع الأجيال المختلفة».
ويصف السبعيني عيد خريسات لعبة «المنقلة»، بأنها «صديقة للمتقاعدين والمسنين»، ويقول: «نرفض الانزواء في منازلنا بعد التقاعد، ونجد في هذه اللّمة متعتنا ونتقاسم التنافس مع تبادل الذكريات، وسط ساحة تحيطها مبانٍ تراثية قديمة، تكفل طقوساً زاخرة بالأصالة الجميلة».
ويعتقد الستيني سليم الرعوي المتقاعد من مؤسسة رسمية، أن الألعاب التراثية بينها «السبجة» و«الفنيجيلة» و«الزقطة» و«الحيّب» و«الحجلة» و«التماليل» و«الجلول» و«الطابة وسبع حجار» وغيرها، ليست ضمن أولويات الجهات الثقافية والسياحية التي يحمّلها مسؤولية عدم الاهتمام بالمحافظة عليها، وتكريس العمل على إحيائها بوصفها جزءاً أصيلاً من العادات والتقاليد، مُشيداً بأمثلة مغايرة تمسّكت بتفاصيل الماضي في دول عربية وخليجية.
ويعقب: «لابد من إدخال فقرات حول هذه الألعاب ضمن أنشطة المدارس وعموم المهرجانات التراثية وفعاليات الحرف والمشغولات التقليدية ونشرها عبر البرامج التلفزيونية وتحويلها إلى مصدر جذب إضافي للسائحين وإظهار أهميتها للأبناء والأحفاد ودورها في يوميات الآباء والأجداد».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"