مخيم النصيرات . . أرض لها تاريخ

ثالث أكبر تجمعات الفلسطينيين
04:49 صباحا
قراءة 4 دقائق

يعد مخيم النصيرات ثالث أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين بعد مخيمي جباليا والشاطئ في قطاع غزة، الذي يوجد به ثمانية مخيمات للاجئين الفلسطينيين، والتي أقيمت لإيواء الفلسطينيين الذين شردتهم العصابات الصهيونية إبان النكبة وقيام دولة الكيان الإسرائيلي على أنقاض فلسطين التاريخية في العام 1948 .

وسمي مخيم النصيرات بهذا الاسم نسبة إلى قبيلة عرب النصيرات التي كانت تسكن المنطقة قديماً .

يقع مخيم النصيرات على خاصرة قطاع غزة ضمن محافظة الوسطى جنوب غربي مدينة غزة على ساحل البحر الأبيض المتوسط، ويحده من الجهة الشرقية شارع صلاح الدين الرئيسي الذي يصل جنوب قطاع غزة بشماله، ويحد المخيم من الجهة الغربية البحر المتوسط، ووادي غزة شمالاً، ومن الجنوب تحده قرية الزوايدة، وتمتاز أراضي مخيم النصيرات بأنها سهلية تغلب عليها الكثبان الرملية خاصة المناطق المحاذية لساحل البحر، ويشتهر المخيم بوجود مساحات كبيرة من الأراضي المزروعة بكروم العنب والتين والنخيل .

وكانت منطقة النصيرات قديماً يغلب على أراضيها نبات الحلفا، وقد اهتم الجيش البريطاني إبان فترة الانتداب في فلسطين، بإقامة معسكرات كبيرة، وتوطين بعض العائلات اليونانية بعد ترحيلها من بلادها أثناء الحرب العالمية الثانية .

السكان والمساحة

تبلغ مساحة النصيرات حوالي 8 .9 كيلومترات مربعة، وترتفع المنطقة عن سطح البحر الأبيض المتوسط حوالي 25 متراً إلى 30 متراً، ويبعد مخيم النصيرات عن مدينة القدس المحتلة حوالي 87 كيلو متراً، وعن مدينة دير البلح (كبرى مدن محافظة الوسطى) حوالي 5 .2 كيلو متر، وعن مدينة غزة (التي تعد عاصمة قطاع غزة) حوالي 10 كيلو مترات، ويبلغ عدد سكان مخيم النصيرات حوالي 80 ألف نسمة، أغلبهم من اللاجئين الفلسطينيين الذين تعود أصولهم إلى مناطق جنوب فلسطين المحتلة قبل النكبة في العام ،1948 وتضم مدن أسدود وعسقلان ومنطقة بئر السبع، وأغلبيتهم ينحدرون من جذور فلاحية وبدوية، وقد قدّر عددهم آنذاك بحوالي 16 ألف نسمة، حيث قامت هيئة الأمم المتحدة ببناء مخيم لهم على أرض النصيرات، وتم تقسيمه إلى أحياء أو بلوكات وكل بلوك يضم لاجئين من قرية أو مدينة معينة في منطقة المنشأ قبل النكبة، مثل أهل اللد وبئر السبع وكوكبة وغيرها من القرى والمدن الفلسطينية .

ويعاني مخيم النصيرات كثافة سكانية عالية، حيث بلغت 6379 لاجئاً في الكيلو متر المربع، ومتوسط حجم الأسرة ثمانية أفراد، ومتوسط عدد الأفراد في الغرفة الواحدة أربعة أفراد، وذلك حسب تقديرات الجهاز المركزي للإحصاء عام 1997 .

وعمل سكان المخيم الأوائل في مهنة الزراعة لوجود مساحات كبيرة من أشجار الحمضيات وكروم العنب وكذلك زراعة أنواع مختلفة من الخضروات، لكن المهن تنوعت مع مرور السنين، إذ يعمل سكان المخيم حالياً في مهن كثيرة، أبرزها تتبع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا كالصحة والتعليم، ووظائف حكومية، وفي الصناعة والتجارة، علماً بأن الشباب وأغلبيتهم من خريجي الجامعات يعانون نسبة بطالة عالية .

المعالم الأثرية

يمتاز مخيم النصيرات بوجود بعض المعالم الأثرية والسياحية فيه، وأبرزها تل أم عامر وهو عبارة عن مدينة وكنيسة بيزنطية تم اكتشافها في العام ،1995 وتل عجول وهو منطقة أثرية وجد بها بعض الأثار والمصكوكات وتقع بالقرب من وادي غزة جنوب شمالي المخيم، ومقبرة الشوباني وهي قديمة جداً لا تعرف الحقبة الزمنية التي أقيمت خلالها هذه المقبرة .

وفي العام 1977 تم تشكيل لجنة محلية تولت مهمة إنشاء شبكة كهرباء في جميع أنحاء مخيم النصيرات، فضلاً عن قيام تلك اللجنة بأعمال النظافة بالتعاون مع قسم النظافة التابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا، وتمكنت اللجنة في العام 1980 من تأسيس شبكة مياه، واستمرت في القيام بأعمالها وتقديم الخدمات الحياتية لسكان المخيم حتى العام ،1987 حيث تحولت إلى مجلس قروي، وزاد هذا المجلس من الاهتمام بالخدمات المقدمة لسكان المخيم، إلى أن صدر في العام 1996 أي بعد نحو عامين من قيام السلطة الوطنية الفلسطينية، مرسوم رئاسي بتحويل المجلس القروي إلى مجلس بلدي يتبع وزارة الحكم المحلي .

المرافق العامة

يوجد في مخيم النصيرات عدد من المؤسسات الحكومية مثل مديرية التربية والتعليم ومكتب لوزارة العمل ومكتب الشؤون الاجتماعية ومكتب البريد ومكتب للداخلية، إضافة إلى ثلاثة مستوصفات صحية حكومية .

كما يوجد في المخيم مؤسسات تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا، وهي: مكتب التسجيلات ومكتب خدمات الشؤون الاجتماعية والتموين ومكتب الصحة والبيئة، ومكتب للإقراض والتنمية، وعيادتان صحيتان، ويتلقى طلاب المخيم تعليمهم بمراحله الثلاث في سبع مدارس ثانوية و7 مدارس إعدادية و12 مدرسة ابتدائية، فضلاً عن وجود فرع من جامعة القدس المفتوحة، كما ويوجد في مخيم النصيرات حوالي 30 مؤسسة أهلية وثقافية وأندية رياضية، تعنى جميعها بالطفل والشاب والمرأة والصحة والمعاق .

ويعد يوم الاثنين، يوم السوق الشعبي للمخيم، حيث يقصده التجار من مناطق قطاع غزة كافة لعرض بضائعهم، نظراً لكونه واحداً من أضخم الأسواق التجارية في قطاع غزة، لارتفاع عدد سكان المخيم .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"