مزيج خلاق

فكرة
03:24 صباحا
قراءة دقيقتين
محمد إسماعيل زاهر

في كل مكان من ربوع الوطن قبس من ثقافة، لعل تلك النتيجة واضحة جداً لمتأمل المشهد الإماراتي على اتساع آفاقه. في كل يوم من روزنامة الفعاليات والأنشطة، يوجد معرض تشكيلي أو أمسية شعرية أو ندوة نقدية أو عرض مسرحي أو معرض لكتاب، يتقاطع المكان والزمان الثقافيين هنا في بلاد لم تدخر جهداً من أجل الارتقاء بالآداب والفنون والمعرفة، حتى يمكن القول إن الثقافة أصبحت مثل الماء والهواء.
يتسع إطار الصورة، لنطل من خلالها على الوطن العربي الكبير؛ حيث باتت جهود الإمارات الثقافية واضحة، فالهموم واحدة. في جغرافيا ربوع ذلك الوطن سنعثر على أثر إماراتي واضح، بيوت الشعر العربي في الأردن ومصر وتونس والمغرب وموريتانيا، تشهد بقوة على ذلك الأثر، وستصادفنا مهرجانات المسرح العربي في هذا البلد أو ذاك على مدار العام، أما جهود الإمارات في حفظ التراث والمعمار العربي التاريخي فيدعو إلى الفرح، ويأتي تحدي القراءة العربي ومشروعات الترجمة الإماراتية من وإلى العربية لتجسير فجوات عانتها الثقافة العربية لعقود، وتكتمل المنظومة في اهتمام إماراتي لافت بكل ما يتعلق بشؤون وشجون لغة الضاد.
ينفتح إطار الصورة على أقصى مدى، فمنذ سنوات والجهود الإماراتية لا تنقطع في الوصول بالثقافة العربية إلى العالم، مؤخراً فازت الإمارات بمقعد في اليونسكو، وفي هذا العام نحتفل بالشارقة عاصمة عالمية للكتاب، أما أنشطة مثل «فن أبوظبي» و«أرت دبي» و«بينالي الشارقة»، فتؤكد كلها ذلك التفاعل بين الداخل والخارج، الأنا والآخر، هي صلة وصل أو بوتقة ترحل بنا إلى الحداثة، وتذهب بالتراث إلى العالم؛ حيث يتكثف الزمان والمكان الثقافيين في مزيج خلاق هنا في الإمارات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"