مسلمو المكسيك.. ثقة بالنفس رغم الضغوط

أصولهم تعود إلى تركيا وسوريا ولبنان
02:14 صباحا
قراءة 4 دقائق
ترجع أصول المسلمين في المكسيك إلى مهاجرين من تركيا وسوريا ولبنان، والسوريون واللبنانيون في المكسيك هم أغنى طائفة، ويزيد عددهم على 200 ألف وقد بدأ تأسيس المركز الإسلامي في المكسيك في عام 1988م على يد الداعية عمر واتسون، ثم تزايد عدد المصلين وانضم عدد من المسلمين إلى العمل الدعوي، وقد خصصت السفارة الباكستانية غرفة لأداء صلاة الجمعة، وبدأ عمر واتسون في دعوة غير المسلمين إلى دروس السيرة والتفسير والاحتفالات والمناسبات الدينية، وسمحت له باستعمال المكان مساء لجمع المسلمين الجدد وتعليمهم، الأمر الذي أدى إلى تزايد المسلمين حوله. في عام 1993م قدم سفراء دول إسلامية طلبا للحصول على أرض لبناء مسجد، ووافق عمدة العاصمة على ذلك وقدم لهم قطعة أرض، ولكن لعدم وجود المبادرة والتنسيق ضاعت الفرصة. وفي سبتمبر /أيلول 1995م سجل المركز الإسلامي في المكسيك رسميا لدى الدولة، وأصبحت الصلوات الخمس تؤدى يوميا، وتزايد عدد المسلمين الجدد الذين كانت تعطى لهم دروس في التوحيد والفقه، ثم قدمت الوجبات وعقدت اللقاءات في المركز. نشاط مكثفوتوجه دعاة المركز لزيارة المسلمين في مختلف أنحاء البلاد، ودعوة غير المسلمين، وأصبح الإسلام معروفا لدى شعب المكسيك، وأخذت الإذاعات والتليفزيونات تتحدث عن الإسلام، وعرضت كتب عن الإسلام في معرض الكتاب الدولي في مكسيكو وفي عدة مدن وعقدت مؤتمرات عن الإسلام في عدة جامعات ووضعت كتب عن الإسلام في المكتبات الكبرى ونشرت مقالات في الصحف الكبرى والمجلات وافتتح المركز الإسلامي قاعات للصلاة في مدن مونتيري وجوادالاخارا وثيوداد وأوبريجون وشياباس. وأرسل المركز 8 طلاب مسلمين للدراسة في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة. وترجم المركز الكثير من الكتب الإسلامية إلى اللغة الإسبانية وطبع بعضها. وقام ببناء مسجد صغير في مقاطعة شياباس وتميز بتعدد نشاطاته، خصوصا في رمضان، منها موائد إفطار للصائمين ضمت أعدادا كبيرة من الشعب المكسيكى الحريص على معرفة الإسلام. وفي مدينة مونتيري ثانية أكبر مدن المكسيك أسس المسلمون فرعا للمركز الإسلامي وفتحت قاعة للصلاة، وفي مدينة توريون بنى مهاجر سوري مسجدا جميلا، وفي مدينة جوادالاخارا ثالث مدن المكسيك افتتح المسلمون قاعة للصلاة، وفي مدينة سان كريستوبال في ولاية شياباس بني مسجد صغير، وأصبح للمركز الإسلامي في المكسيك اتصالات مع المسلمين في [20] مدينة مكسيكية.ثقة بالنفس وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، أصبح يُنظر إلى المسلمين نظرة يشوبها كثير من الريبة والشك، ولم تتوان السلطات المكسيكية في مراقبة أنشطة الأقلية المسلمة في المكسيك بناءً على طلب مباشر من الولايات المتحدة الأمريكية، في حين أن الجالية الإسلامية لا يتجاوز تعداد أفرادها أربعة آلاف نسمة على مستوى المكسيك كلها، والتي يبلغ تعداد سكانها (100) مليون نسمة، ولكن المسلمين بالمكسيك ضربوا مثلا مشرفا في الثقة بالنفس، ولم توقف هستيريا الغرب طموحاتهم لنشر الإسلام والتمسك بتعاليمه وقد اقتحمت سلطات الأمن مركزًا لتعليم النجارة للمسلمين، الأمر الذي ترك عشرات المسلمين في الإقليم دون عمل. ويقع المركز في مدينة سان كريستوبال دي لاس كاساس في إقليم تشياباس وانتهى الاقتحام بالإغلاق المؤقت لأحد أهم وأقدم مراكز تعليم الحرف للجالية الإسلامية، الذي يدعى ألبوخارا، حيث يتعلم عشرات من سكان البلاد الأصليين المعتنقين للإسلام مهنة النجارة. وعندما طالب مديرو المركز بطاقات هوية المسؤولين عن العملية وأمر التفتيش خرج معظم أفراد العملية من المكان، وعقب بضع دقائق لفقوا أمر تفتيش غير قانوني يشمل بيانات غير صحيحة تم تقديمه لمسؤولي المكان. وتم العثور على أقل من 3 أمتار مكعبة من الخشب، معظمها من مخلفات المركز، إلا أن أحد الصحافيين حول هذه الأمتار المكعبة الثلاثة إلى 15 مقطورة من الخشب، حيث ذكرت صحيفة تدعى ميريديانو أنه خلال عملية الغلق تم ضبط كمية كبيرة من الخشب يمكن أن تملأ 15 مقطورة.وفي لقاء مع مدير المشروع الحرفي فيكتور مانويل بالومو، أوضح المسؤول أن التراخيص المطلوبة لا تمت بصلة للمركز، مشيرًا إلى أن جدير بالذكر أن مجموعة إسلامية كانت قد نجحت في جذب نحو ثلاثمائة شخص من هنود المايا في تشياباس إلى الإسلام. وقد أثارت زيادة أعداد المعتنقين للإسلام في تلك المنطقة وكالة الاستخبارات المكسيكية، التي حذرت من إمكانية وجود نشاط إرهابي يستهدف الولايات المتحدة التي تعد جارة حدودية للبلاد.يدعو المركز الإسلامي في العاصمة المكسيكية مكسيكو طوال شهر رمضان المبارك عددًا من غير المسلمين لحضور مائدة الإفطار ودروس السيرة النبوية لفتح الباب لهم للتعرف إلى الدين الإسلامي. وتشهد صلاة التراويح حضورا طيبا من الأقلية المسلمة المقيمة في العاصمة المكسيكية، كما قام المركز الإسلامي بإعداد برنامج مفيد لأنشطة التعليم والعبادة، حيث تقام دروس القرآن الكريم قبل صلاة المغرب، بينما خصص الوقت بين الإفطار وصلاة العشاء لدروس السيرة النبوية التي لقيت إقبالاً طيباً من المسلمين المكسيكيين والوافدين. ويواجه عدد كبير من مسلمي المكسيك صعوبة في حضور الفعاليات التي يقيمها المركز، نظراً لأنهم يعيشون في أماكن بعيدة في أطراف العاصمة المكسيكية التي تشهد نشاطاً إسلامياً ملحوظاً.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"