مضاد حيوي في كبد سمك القرش

13:03 مساء
قراءة 3 دقائق

اكتشف العلماء دواء فعالاً في كبد سمكة القرش، يمكن استخدامه في مقاومة الفيروسات التي تصيب الإنسان . وربما يحدث هذا الاكتشاف ثورة علمية في مجال الدواء والاستشفاء، بحسب العلماء . يمكن استخدام هذا المركب كعقار جديد في علاج كثير من الأمراض بدءاً بحمى الضنك والحمى الصفراء، وانتهاء بالتهاب الكبد الوبائي بأنواعه الثلاثة بي، وسي، ودي .

يعرف العقار باسم squalamine ، وأثبت إمكانية استخدامه بطريقة آمنة كمضاد فيروسي واسع الطيف .

بحسب الدكتور ميتشيل زاسلوف، من جامعة جورج تاون قائد فريق البحث فقد أجريت دراسات عدة على تأثير استخدام المضاد الحيوي في الإنسان وتوصلت جميعها إلى أن له تأثيراً واسع الطيف .

وأثبتت التجارب المعملية، بما فيها ما أجري على حيوانات التجارب، أن العقار له تأثير قوي ونشط في محاربة مسببات الأمراض مثل مرض التهاب الكبد الوبائي الذي لم ينجح العلماء في علاجه حتى الآن .

وإضافة إلى كونه اكتشافاً علمياً مهماً، فمن الممكن أن يسهم العقار في تفسير قدرة أسماك القرش، بأجهزة مناعتها البسيطة، على مقاومة الفيروسات الفتاكة التي تصيب كل الكائنات الحية، مقاومة ايجابية .

وفي هذا الصدد يقول الدكتور زاسلوف أعتقد أن العقار ينتمي إلى عائلة من المركبات التي تحمي أسماك القرش والفقاريات البحرية البدائية الأخرى مثل أمبرى البحر، من الفيروسات . ويشير إلى أن العقار يحمي الجسم من الهجمات الفيروسية التي يتعرض لها الكبد والأنسجة الدموية، إضافة الى وجود مركبات مماثلة تقوم بحمايته من فيروسات الجهاز التنفسي، وغيرها . وربما نتمكن من تسخير الجهاز المناعي البدائي لأسماك القرش لتحويل هذه المركبات المضادة للفيروسات الى عقاقير تقي الإنسان هجمات عدد كبير من الفيروسات المميتة، وعندما نتمكن من ذلك، فسنكون قد حققنا تقدماً لا نظير له، فبالرغم من توافر أنواع كثيرة من المضادات الحيوية، إلا أنه ما يمكن للأطباء استخدامه في محاربة الفيروسات قليل العدد، إضافة إلى آثاره الضعيفة .

ويرجع الفضل في اكتشاف العقار إلى الدكتور زاسلوف في ،1993 واستخدم في تجارب سريرية لعلاج السرطان واضطرابات الرؤية . ويشير الدكتور زاسلوف إلى اهتمامه بأسماك القرش منذ فترة بعيدة بسبب جهازها المناعي القوي، ولم يتمكن أحد من تفسير سبب قوة هذا الجهاز، بالرغم من بساطته . وعندما بدأ تجاربه على المركب اكتشف قدرته على كبح جماح نمو الأوعية الدموية سريعة النمو، مثلما هو الحال في الأورام وبعض أمراض شبكية العين . وتم توليف المركب في المختبرات منذ ،1995 بدلاً من استخراجه طبيعياً من أكباد أسماك القرش .

وظل اهتمام الدكتور زاسلوف منصباً على جزيء الكولسترول الطبيعي الذي يحوي شحنة كهربية موجبة تعمل كحائط صد مناعي في أسماك القرش .

وعندما يدخل عقار الخلايا (يمكنه فقط دخول عدد محدود من خلايا الأوعية الدموية، والشعيرات الدموية والكبد)، يضخ بروتينات موجبة الشحنة لتحل محل البروتينات سالبة الشحنة الموجودة بغشاء الخلايا الداخلي . وتسخر الفيروسات بعضاً من هذه البروتينات السالبة في استنساخ نفسها، ومن دون البروتين تتعطل دورة حياة الفيروس، ما يسبب خمول الميكروب وموت الخلية المصابة به .

ويرى الدكتور زاسلوف أن العقار يبدو كأنه صمم لمحاربة بعض أنواع من الفيروسات، فعند دخول الجسم، يعدل من وقت فعاليته لتتناسب مع دورة حياة أغلبية الفيروسات .

وتستغرق معظم الفيروسات عدداً من الساعات لتكتمل دورة حياتها، وهو نفس الوقت الذي يستغرقه العقار ليحدث خمولاً في الأنسجة، ومن ثم مقاومة الفيروس . إضافة إلى أنه يعمل بسرعة لإيقاف استنساخ الفيروس ذاته، ما يطهر الجسم منه خلال ساعات . ويعمل العقار على تحصين الأنسجة ضد الإصابة بالعدوى الفيروسية . وتوصلت دراسات أجراها علماء أمريكيون على الحيوانات إلى أن العقار يعالج الحمى الصفراء، ويقاوم فيروس التهاب الدماغ الخيلي الشرقي، والفيروس المسبب لتضخم خلايا الفئران، واستطاع إشفاء بعض من هذه الأمراض .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"