مكياج المراهقات.. لمسات خلاف داخل الأسر

الشركات ومواقع التواصل تغيّر المفاهيم
04:51 صباحا
قراءة 3 دقائق
الشارقة: فدوى إبراهيم

تروّج العديد من شركات مستحضرات التجميل لأنواع مخصصة للمراهقات، وتدعوهن علناً إلى استخدام تلك المستحضرات على أنه واحد من أساسيات الطلة اليومية الأنيقة، في حين يرفض بعض الأهالي أن تستخدم بناتهم المكياج لصغر سنهن وعدم وجود دواعٍ لذلك، خاصة أن الفتاة ما زالت تدرس ما قبل المرحلة الجامعية.
خلافات أسرية عدة تحدث بسبب رغبات فتيات في سن المراهقة بوضع المكياج في ظل ترويج بعض الفنانات المراهقات ومواقع التواصل الاجتماعي التي باتت منصة إعلانات ومصدراً لتعليم فنون التجميل، كما كان لها دورها في تعزيز فكرة الجمال الخارجي، إلا أنها لم تغيّر رأي فئة من الأسر.
تقول إيمان آل ربيعة «مصممة أزياء» وأم لفتيات بعمر المراهقة، إنها ليست مع أو ضد فكرة وضع المراهقة لمساحيق التجميل، ولكنها ترى فيه إفساد لبشرتهن ووضعه سوف يجعل الفتاة تبدو بمظهر أكبر من عمرها، وهي هنا تتحدث عن سن ما بين 12-14 سنة، أما ما بعد هذا العمر فتفضل آل ربيعة وضع الخفيف جداً من المكياج كمرطب الشفاه وقليل من الكحل، وتضيف: العمر الأنسب لمن ترغب بوضع المكياج هو بعد العشرين أو السن الجامعي، ولا أتكلم هنا سوى عن المكياج الذي يضمن تلطيفاً للشكل لا تغييره كما نرى اليوم من مبالغة.
في حين ترى ماريا عزمي «موظفة» أن وضع المراهقة للمكياج ممكن لكن بحدود، فيمكنها أن تتعلم الاهتمام ببشرتها وتغطي العيوب، خاصة إذا كانت عيوب حب الشباب بواسطة كريم الأساس والباودر، على ألا تبالغ في ذلك، فالكحل البسيط وأحمر الشفاه الفاتح كافيان دون خلاف، أما تحديد الحواجب والرموش اللاصقة وما إلى ذلك فغير مقبول إطلاقاً، ولا يمكن أن أقبل به لابنتي وإن طلبت وأصرت، فلكل شيء حدوده.
وفي فكرة مغايرة ترى نبيلة رزاق «موظفة» أن المشكلة من وجهة نظرها باتت لا مبالاة الأهل بفتياتهم، بمعنى آخر فإنهم يتركون لهن حرية وضع المكياج كما يرغبن ودون اكتراث للمبالغة من عدمها، وذلك يأتي رغبة منهم في «إراحة بالهم» من وجع وصداع المشاكل التي قد تتأتى من المشاحنات والرفض والقبول حسب رأيها، وتضيف: بت أرى مراهقات من أجسامهن يبدون كذلك أما وجوههن فتعطي من العمر أكبر، وهنا أقول لنفسي: أليس لديهن من يحاسبهن على هذا المنظر؟
التجمل بوضع المكياج هو أمر مقبول فقط في حال تزوجت الفتاة وأصبحت في بيت زوجها، ما عدا ذلك لا تسمح أم عبدالله «ربة بيت» بأن تضع بناتها المكياج ولا بأي حال من الأحوال سوى في المناسبات المقتصرة على النساء والخفيف جداً منه، من باب كونها مناسبة لهن فيها حرية الملبس المغاير والتجمّل، مؤكدة أن هذا ما تربت عليه وما تغرسه في بناتها، ولا تنكر أم عبدالله رغبة إحدى بناتها بوضع بعض مستحضرات التجميل ذات اللون الفاتح، لكن مواجهتها بالرفض الحازم وبإقناعها بأنها أجمل من دون المكياج وأن بشرتها ستتضرر بسببه كان كفيلاً لإنهاء الخلاف.
وتنوه أروى الرفاعي إلى أن الفيديوهات المنتشرة على يوتيوب والتي تعلم الفتيات وضع المكياج كانت سبباً في تعلم ابنتها ذلك، فأصبحت تتقن وضعه في المنزل وتُطلب بالاسم ضمن نطاق العائلة لتضع المكياج لنسائها، لقدرتها الدقيقة على إتقانه، كما تضع لنفسها في المنزل، ولكن لم يسمح لها رغم كل محاولاتها بأن تخرج به خارج حدود المنزل، مؤكدة أن إقناع ابنتها بأن السن الجامعي هو ما يسمح به وضع المكياج كان حلاً للمشكلة بعد نقاشات طويلة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"