موسوعة عالمية لأمراض المناطق الحارة

بعد عمل استغرق خمس سنوات
01:45 صباحا
قراءة 3 دقائق

في الوقت الذي عادت الكثير من أنواع الفيروسات والميكروبات المسببة لكثير من الأمراض للظهور بعد اختفائها تماما من بلدان كثيرة مثل مرض شلل الأطفال في بلدان إقليم شرق المتوسط، وكذلك جرثومة الدرن والطاعون الذي بات يهدد الحدود المصرية الشمالية بعد الكشف عنه مجددا بأراضي الجماهيرية الليبية، وطفرات الفيروسات المسببة لأنواع الأنفلونزا بأشكالها وغيرها من الأمراض السارية والمستجدة في مناطق عديدة من العالم بغير منطقتها الجغرافية في هذا الإطار طالبت منظمة الصحة العالمية الأقطار التابعة لها باستخدام المراجع العالمية كالموسوعات الطبية التي ظهرت بكل إقليم أو كل عدة أقاليم قبل سنوات وأقرتها المنظمة.

كانت أولى هذه الموسوعات العالمية تلك التي ظهرت مؤخرا عن أمراض وجراحات أقطار المناطق الحارة والتي كان قد شارك في إعدادها 285 طبيبا وجراحا من 42 دولة وأشرف عليها الدكتور رفعت كامل أستاذ الجراحة بطب عين شمس والطبيب العالمي جون لوملي أستاذ الجراحة بجامعة لندن.

ويقول دكتور رفعت كامل إن اختبار ممثلي الدول المشاركة تم على مدى خمس سنوات حتى خرجت إلى حيز الوجود، وتهدف إلى أن تكون مرجعا عالميا للأطباء والباحثين والمتخصصين في أمراض وجراحات دول المناطق الحارة لمعرفة الأمراض المختلفة التي تصيب كل بلد وطرق تشخيصها وعلاجها الأمثل، وموقف الجراحة منها، ومتى يجب التدخل في الحالات المرضية المختلفة.

وتشير الموسوعة إلى وجود العديد من المشكلات الصحية التي تختلف من بلد لآخر وتوطن بعض هذه المشكلات في أقطار بعينها كوجود البلهارسيا والفيلاريا (داء الفيل) والأكياس الكلابية التي تصيب الكبد بصفة رئيسية، بالإضافة إلى أنها تصيب جميع أعضاء الجسم بداية من المخ والكلى والقلب والرئتين والبنكرياس.

وتنتشر هذه الأمراض بشدة في دول الجزائر وسوريا وإيران وتتسبب في مشاكل طبية وقومية عديدة لأنها تصيب أعدادا كبيرة من السكان وتظهر في صور مختلفة كتضخم الكبد أو نقص وظائف الرئتين أو ارتفاع في مستوى الصفراء بالجسم.

كما توجد في بعض دول الخليج أمراض الليشمانيا التي تصيب الطحال والكبد بالتضخم وتحدث تغيرات في لون الجلد، وقد كان هذا المرض يعد إحدى المشكلات الصحية التي واجهت جيوش التحالف البريطانية الأمريكية في منطقة الخليج والعراق.

وهناك أمراض خبيثة كسرطان المثانة تأتي نتيجة الإصابة بالبلهارسيا ومرض بركسيس الذي يحدث أوراما بالفك مع سقوط الأسنان وقد يمتد للعمود الفقري ويؤدي إلى الشلل الثنائي أو الرباعي، كما يصيب أجزاء من البطن بأورام مشابهة، وينتشر هذا المرض في اليمن وبعض أجزاء المملكة العربية السعودية، وهذه الأمراض لها علاقة وبعض الفيروسات التي تظهر بهذه المنطقة الجغرافية.

كما توضح الموسوعة أن هناك أمراضا خاصة بمنطقة هونج كونج تصيب الجزء الأعلى من البلعوم ويبلغ معدل الإصابة بها نحو 20 بين كل 100 ألف من السكان، أما في الهند فهناك أمراض تسبب التهابا من نوع خاص تصيب البنكرياس وتؤدي إلى رفع نسبة الصفراء في الدم ويصعب تشخيصها، كما يصعب تفرقتها عن الأورام الخبيثة.

وهناك أمراض تصيب العين مثل مرض انكوثيركيوس الذي يسبب فقدان البصر وينتشر بالمناطق الواقعة حول الأنهار بجنوب إفريقيا.

وفي نيبال تنتشر أمراض تصيب الأوعية الليمفاوية والكبد والطحال والحالب وتتسبب في تحول لون البول إلى اللون الأبيض المشابه للبن الحليب.

كما تتناول الموسوعة العديد من الأمراض التي تنتشر بمناطق عديدة من العالم.

ويقول الدكتور رفعت كامل بما أن العالم أصبح قرية كبيرة بتعدد وسائل الاتصال والانتقال وسرعتها المذهلة فإن هذه الأمراض التي يصعب الآن تصنيفها جغرافياً أصبح من السهل مشاهدتها في أي بلد نتيجة لسهولة وسرعة الانتقال من بلد إلى آخر، ليس فقط للبشر ولكن للحشرات والآفات والحيوانات وغيرها من الكائنات.

وتؤكد الدراسة اتساع دائرة تلك الأمراض واختلاف أعراضها وتنوعها مما تطلب وضع مثل هذا المرجع العالمي ليكون تحت عيون العلماء للتعرف إلى هذه المخاطر، فمشاكل صحية مثل الدوسنتاريا الأميبية مثلا قليلة الحدوث في أماكن كثيرة في العالم، بينما في بلاد كالمكسيك تتسبب في حدوث التهابات وخراريج بالكبد وغرغرينا في الأمعاء، وحتى الأمراض البسيطة مثل الدوسنتاريا الأميبية بسبب الشيجلا فهي تصيب الإنسان بإسهال شديد وفقدان لأملاح وسوائل الجسم، ولذلك فهي كانت من أهم أسباب سقوط الجيوش الألمانية والإيطالية في الحرب العالمية الثانية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"