مي صايغ: «عروس بيروت» نقلة في الدراما اللبنانية

تحب لعب الأدوار المركبة
04:34 صباحا
قراءة 3 دقائق

بيروت:هدى الأسير

مي صايغ فنانة لبنانية مخضرمة، بدأت مشوارها الفني مع عمالقة الفن اللبناني أمثال فيليب عقيقي، إبراهيم مرعشلي، محمود سعيد عام 1986 في مسلسل «الصقيع» للكاتب أنطوان غندور، وتوالت أعمالها الناجحة منها: «رماد»، «ذكرى»، «حلو الغرام»، «زمن الحب»، وغيرها من المسلسلات التي كانت تعتمد في أدائها لشخصيات مختلفة ومؤثرة على موهبتها الفطرية.. وتستعد حالياً لتصوير الجزء الثاني من مسلسل «عروس بيروت».
*كيف تنظرين إلى «عروس بيروت»؟
- «عروس بيروت» شكّل نقلة نوعية هامة، خصوصاً مع عرضه على محطة «أم.بي.سي» المنتشرة في دول العالم العربي وأوروبا وأمريكا وإفريقيا، ما أتاح فرصة كبيرة لمشاهدته، لكن هذا لا ينفي أن الدراما اللبنانية سبق أن حققت انتشاراً لافتاً قبل فترة الحرب الأهلية التي أعاقت مسيرتها.
*ولكن زمن الفضائيات اليوم فتح آفاقاً كثيرة أمامها لم تكن موجودة؟
- هذا صحيح، إنما في الفترة التي سبقت الحرب كان من الصعب على الدراما اللبنانية أن تحقق انتشاراً لافتاً كحالها اليوم.
*أيهما أهم الدراسة الأكاديمية أم الموهبة الفطرية؟
- شخصياً أفضّل العمل من خلال الفطرة والموهبة والإحساس خصوصاً في التلفزيون. في المسرح يمكن اعتماد التقنيات الأكاديمية أكثر، حيث يشكّل الصدق والإحساس أساس الدراما التلفزيونية، باختصار كلما كان الفنان عفوياً كلما صدقه الجمهور أكثر. وهناك ممثلون يعتمدون على إحساسهم وموهبتهم الفطرية رغم تخرجهم من الجامعات الأكاديمية، والبعض يعتمد النظريات حيث يبقى المشاهد الحكم بين الاثنين. شخصياً أعمل بإحساسي وموهبتي الفطرية التي أمارسها كهواية.
*هل حققتِ هدفك من العمل التمثيلي؟
- ربما أكون حققت رغبة دفينة بإطلاق هواية طالما أحببتها، ليس أكثر، فأنا أصلاً لم أتطلع لأكثر من ذلك. أنا مؤمنة بأن الفنان عندما يشعر بأنه حقق مبتغاه، فهذا يعني أنه انتهى، وأنا لا يزال أمامي الكثير لتحقيقه. وفي الوسط الفني، ليس هناك شيء اسمه رسالة فنية، خصوصاً أننا نقدّم فناً من واقع الحياة. ربما أوجه رسالة من خلال إعلان محدد، كأن أقول، «لا ترموا شيئاً في البحر»، وهذا ما لا تحتمله الدراما التي يجب أن تكون بعيدة عن الوعظ.
*لكن هناك رسائل توجيهية غير مباشرة؟
- ربما، ولكن هذه الرسائل موجودة أيضاً في الحياة، من خلال نماذج نعايشها. عندما قدّمت مثلاً دور «المدمنة» على المخدرات، لابُدّ أن أكون قصدت أن أقول للمجتمع، انظروا ماذا يحصل للمدمن. لكن السؤال هل تلقى هذه الرسالة وقعاً لدى المتلقي بحيث يتجنب هذه الآفة؟
*لعبت دور «المدمنة». إلى أين تصل حدود جرأتك في اختيار الأدوار؟
- تصل لحدود عدم خدش عين المشاهد، وأنظر إلى العمل الفني من وجهة نظر المشاهد العادي، فإذا شعرت بأن الدور يمكن أن يخدش نظري، لا أقبله.
*أي الأدوار تجذبك بعد مسيرتك الطويلة؟
- أحب لعب الأدوار المركبة، والتي تبعد عن إطار شكل المرأة الجميلة. ولعبت دور المرأة القوية والمتمردة..
*أي امرأة أنتِ في الواقع؟
- أنا امرأة طبيعية بعيداً عن كل الأدوار التي أديتها. أعني أنني امرأة مثل غيري من النساء وإن كنتُ فنانة. دوري في الحياة لم ألعبه بعد على الشاشة التي تبتعد عن واقع المرأة في كثير من الأحيان، وخصوصاً بعد الأربعين، ومعاناتها الاجتماعية والنفسية، وأيضاً المرأة المطلقة أو الأرملة والأم. والغريب أن الدراما لا تزال تتمحور حول قصص الحب والخيانة، علماً بأن الحياة أعمق بكثير من مشاكلها وأبعادها المختلفة.
*هل شاركتِ في الحراك الأخير للشعب اللبناني؟
- بصراحة، كنت من الحالمين بالتغيير، ولكن عندما رأيت الأمور سائرة باتجاه مختلف لا يمثلنا، فضلّت الابتعاد لأن القصة أكبر منّا.
*ما هواياتك؟
- أعيش إجازة قصيرة، بانتظار البدء بتصوير الجزء الثاني من مسلسل «عروس بيروت» مطلع العام الجديد. وأستغل هذا الوقت في القراءة ومتابعة الأخبار وممارسة رياضة المشي التي أعطيها وقتاً لا بأس به من يومي. خصوصاً أني لا أفضّل الخروج من المنزل كثيراً.
*وهل تتابعين مسلسل «عروس بيروت» عبر الشاشة؟
- عندما يتوفر لي الوقت.
*تنتقدين نفسكِ من خلال المشاهدة؟
- لابُدّ أن أنتقد نفسي لأصل إلى مكان أفضل، خصوصاً مع التحضير لتصوير جزء ثانٍ، وبصراحة أنتقد نفسي قبل انتقاد الآخرين.
*هل توقعتِ كل هذا النجاح لمسلسل «عروس بيروت»؟
- المسلسل ربح قدراً كبيراً من النجاح. إضافة للخلطة الدرامية السورية -اللبنانية - التونسية التي أعطت المسلسل زخماً كبيراً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"