نبيل اليوسف: أطالب الشباب باختراق عالم القطاع الخاص

الرئيس التنفيذي لكلية دبي للإدارة الحكومية وشارك في وضع استراتيجية 2015
14:10 مساء
قراءة 5 دقائق

نبيل اليوسف الرئيس التنفيذي لكلية دبي للإدارة الحكومية، ورئيس مجلس إدارة معهد دبي لتنمية الموارد البشرية، شخصية لا تعرف الفشل فقد تنوعت إنجازاته التنموية وشملت ثلاثة محاور تعنى بالقطاع الحكومي والتنمية البشرية وتنمية المجتمع، فمن بداية تعليمه الثانوي اظهر تفوقا ملحوظا ساعده إلى حد كبير في عدد من النقلات النوعية المتميزة واستطاع في مجال التطوير الحكومي أن يشارك في وضع استراتيجية دبي ،2015 بالإضافة إلى استحداث نظام مؤشرات الأداء وتعزيز مفهوم المساءلة في القطاع الحكومي، وفي مجال التنمية البشرية وتنمية المجتمع عمل اليوسف على إنشاء معهد دبي لتنمية الموارد البشرية، كذلك قام بتأسيس كلية دبي للإدارة الحكومية، وعمل على تأسيس برنامج دبي لتطوير الكوادر الوطنية، وساهم في فتح التعاون المشترك بين اعرق الجامعات العالمية، ويتميز برصانته، ويتمتع بثقافة تجعل احد أحلامه تغيير واقع العالم العربي دون أن يجد هذا الأمر مستحيلا، يمتلك الكثير من الافكار المستقبلية لتطوير الشخصية، لا يرضى بالحلول الوسطى بل يحسم كل أموره ويجدول حياته وفق منظومة خاصة تحمل في ملامحها خلطة النجاح والتميز، التقيناه في هذا الحوار للتعرف إليه من قرب.

لكل منا حلم يبدأ في الطفولة ويكبر معه ويتوافق مع شخصيته، هل دعمت سنوات الدراسة هذا الحلم؟

- درست المرحلة الثانوية في ثانوية دبي، وبعد التخرج سافرت إلى أمريكا ودرست هندسة صناعية في جامعة أريزونا، وهي التي تعنى بالربط بين الهندسة والإدارة وخاصة إدارة المنشآت مع التركيز على الصناعة، وكان هذا الاختيار بناء على تخرج احد الأقارب في نفس التخصص وكنت الأول على الدفعة كما أنني كنت الإماراتي الوحيد بين الدارسين، وحصلت على جائزة تقدير نتيجة هذا التفوق، وبعدها تقدمت لنيل الماجستير في بحوث العمليات وقبلت في معهد جورجيا للتكنولوجيا وواصلت تفوقي وحصلت على المركز الأول أيضا.

ما المواقف التي تعرضت لها خلال دراستك بالخارج؟

- لم تكن الإمارات معروفة كما هو الحال هذه الأيام وكنت أحاول أن اشرح لهم موقع الدولة، وتراثها وتاريخها وكذلك العادات والتقاليد الموجودة فيها.

أطلقت مؤخرا مبادرة الشباب العربي والتي تهدف إلى إيجاد فرصة عمل ل 100 مليون شاب عربي، فهل تعتقد أن هذه المبادرة ستؤتي ثمارها خاصة مع اختلاف ظروف كل دولة؟

- عندما أطلقنا هذه المبادرة وضعنا في حسابنا تنفيذها على مدى العشر سنوات المقبلة ودرسنا أهم التحديات التي تواجه العالم العربي، ونحن كمؤسسة بحث نقدم الحلول لصناع القرار، وبالفعل درسنا ظروف 12 دولة في الشرق الأوسط، ونحن بصدد عقد مؤتمر عربي لتقديم نتائج هذه الدراسة والحلول المقترحة لتنفيذها، وأؤكد أننا درسنا حالة كل دولة على حدة.

ما رأيك في الشباب الإماراتيين الذين يعانون البطالة؟

- هذا الموضوع يحتاج إلى كثير من الوقت للفصل فيه والبحث في أسباب وجود بطالة بين الشباب من المواطنين والمواطنات فهناك بعض الأسباب التي ترجع إلى التمسك بمجال معين أو وظيفة معينة والكف عن اختراق مجالات أخرى، وهناك جانب آخر مهم وهو النظرة الخاطئة السائدة لدى البعض والتي تفيد بأن الحكومة هي المسؤولة عن كل شيء وهي المخولة بإيجاد وظائف للشباب وهذا الكلام يجب أن يتغير فالقطاع الخاص شريك في تحقيق التقدم وبالتالي فانه يجب على الشباب اختراق عالم القطاع الخاص دون خوف والخروج من خانة الوظيفة الحكومية.

بحكم مناصبك المتعددة فأنت على احتكاك مباشر بالعديد من العاملين والموظفين، فهل تتبع سياسة معينة تعتبرها سبب نجاحك؟

- السياسة التي اتبعها بسيطة جدا فهي تعتمد على الشفافية والإخلاص والتفاني في العمل، كما أنني أؤمن بمبدأ مكافأة المتميزين على اختلاف مستوياتهم كنوع من التحفيز لهم، وأركز على أن يكون لكل موظف هدف بعيد وآخر قريب يسعى إلى تحقيقه وبذلك نحصد النجاح المنشود في زمن قياسي.

هل هناك تركيز على دعم المرأة الإماراتية خاصة في المناصب القيادية؟

- تسعى حكومة دبي إلى إبراز الجانب القيادي في المرأة ودعمها بكل السبل خاصة بعدما أثبتت المرأة الإماراتية أنها قادرة على القيادة الحكيمة، وقد تم التركيز على هذه الاستراتيجية ودعمها في حكومة دبي والدليل هو بروز أسماء لامعة من النساء في سماء قيادات وزارات وهيئات كبرى.

بعيدا عن المسؤوليات، ما البلد الذي تفضله للاسترخاء والسياحة؟

- أفضل الذهاب إلى أمريكا حيث الكثير من ذكرياتي هناك، كما أنها دولة سياحية وتتضمن كافة التضاريس والمناخات المختلفة.

هل يسلك أولادك نفس طريق أبيهم؟

- اترك لأولادي الحرية كاملة في اختيار الطريق الذي يناسبهم ولكنني أرى أن ابني الأكبر الذي يدرس في استراليا حاليا يسلك الطريق نفسه، ويحمل جيناتي القيادية والإدارية.

لو رجع بك الزمن للوراء، هل كنت ستختار نفس الطريق؟

- أكيد سأختار نفس الطريق فقد تعلمت من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الصمود والكفاح، وبالنسبة لي فانا فخور بمشواري وخبرتي ووطني.

ما نصيحتك للشباب من المواطنين؟

- لا تركزوا على الكم بل اهتموا بالتركيز على الكيف والعمل بذكاء، ومعرفة نقاط الضعف والقوة.

هل مازلت تحتفظ بصداقات الماضي؟

- أكيد فانا احرص على ذلك، وأحاول التواصل مع أصدقائي عبر الهاتف أو من خلال الزيارات في المناسبات العائلية.

كيف توفق بين مسؤولياتك الكبيرة وواجباتك العائلية؟

- اعترف بأنني مقصر في هذا الموضوع ولكنني أحاول دائما تعويض أولادي من خلال أيام الإجازات.

كيف تقضي وقت فراغك؟

- الحمد لله لا وجود لوقت الفراغ في حياتي ولكنني احرص على ممارسة الرياضة كلما أمكنني ذلك.

ما الحلم الذي تحاول تحقيقه؟

- أتمنى تغيير واقع العالم العربي من خلال دبي.

الدكتوراه ليست في حساباتي

وعن عدم استكمال مشواره الأكاديمي والحصول على الدكتوراه إوضح قائلاً: بطبعي لا أميل إلى الجانب الأكاديمي، وأفضل العمل الإداري لذلك لم أضع الدكتوراه في حساباتي، ولكن بعد عودتي من أمريكا اتجهت إلى العمل في بنك دبي الإسلامي قسم المشاريع الإنشائية وأنشأت مصنعاً تابعاً للبنك وعملت على إدارة هذا المصنع لمدة ثلاث سنوات، وكانت منتجات المصنع تصدر بالكامل إلى الخارج، وكان هذا أول درس لي في علمي الإنشاء والإدارة وعلم التعامل مع الدول الأخرى من خلال استيراد المنتجات الأولية وتصدير المنتجات إلى دول مختلفة، وخلال تلك الفترة درست الماجستير في إدارة الإعلام عن طريق الدراسة عن بعد، وبعد ذلك عملت في ايبكو، وانتقلت بعدها إلى مدينة دبي للإعلام كمدير التخطيط، وبعدها نقلت إلى المكتب التنفيذي كمدير التخطيط الاستراتيجي، ومن بعدها اسند إلي الإشراف على جائزة محمد بن راشد للإدارة العربية وكنت المنسق العام لبرنامج الأداء الحكومي المتميز، وبعدها بدأنا مبادرات جديدة مثل قياس الأداء الوظيفي لحكومة دبي، بالإضافة إلى برنامج إعداد القادة، وفي نفس الوقت كنت نائب رئيس اللجنة المنظمة للمنتدى الاستراتيجي العربي، ثم انتقلت للإشراف العام على استراتيجية دبي التي تم الإعلان عنها مؤخرا.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"