“العولمة” بداية ونهاية

المؤلفة رصدت تاريخ الأحداث
13:37 مساء
قراءة 3 دقائق

العولمة أو الأمركة، عملت على حدّ تعبير المؤلفة د. نعيمة شومان في كتابها الصادر عن دار الفارابي في بيروت العولمة بداية ونهاية منذ بداية القرن الماضي في خندق واحد مع الصهيونية العالمية في جميع حروبها، إذ إن أمريكا، مع تظاهرها بالوقوف على الحياد، كانت، بالتعاون مع أموال الصهاينة فيها، خلف إشعال الحربين العالميتين: الأولى، والثانية، وحرب هيروشيما وقطف ثمارها. بحيث مكّنتهما تلك الحروب من الاستغناء عن الملوك والحكام، وطريقة الحكم في أوروبا الغربية والشرقية واليابان، وخلق الأحزاب السياسية الموالية لهما، والتربّع على رأسها، وذلك كما تؤكد خطط الصهيونية العالمية. كما أنهما عملا معاً على غزو أوروبا واليابان مالياً واقتصادياً وثقافياً.. إلخ عن طريق مشروع (مارشال) لإعادة بناء أوروبا مما ساعد على خلق الشركات الفرعية التابعة للشركات الأم المالية الصهيونية، ومن ثم الامتداد إلى بلدان العالم الثالث بحجة تحريرها من الاستعمار الغربي لتنافس أمريكا نفسها بفترة ضئيلة تقل كثيراً عما قطعته هي نفسها في تطورها.

إن هدف الصهيونية العالمية الرئيسي، عدا احتكارها للثروات والأموال، وامتصاص الدماء، وإبادة القسم الأكبر من الشعوب، عَبرت عن خططها في الصفحة 156 من خطط الصهيونية العالمية كالآتي: لا بد أن يستمر اضطراب العلاقات القائمة، في كل البلدان بين الشعوب والحكومات، فتستمر العداوات والحروب والكراهية والموت استشهاداً ايضاً مع الجوع والفقر وتفشي الأمراض، وكل ذلك سوف يمتد إلى أوروبا بحيث لا يرى الأمميون (غير اليهود)، أي مخرج من متاعبهم سوى أن يلجأوا إلى الاحتماء بأموالنا، وسلطتنا الكاملة.

ورأت المؤلفة أن هذه الخطط نفذت بالكامل في كل من إفريقيا وأمريكا اللاتينية، ويوغسلافيا والقوقاز، والهند والباكستان والجزائر والصومال، ومصر والسودان وسوريا وفلسطين ولبنان، وإلى أفغانستان، والحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001 حيث كشفت فيه أمريكا القناع عن وجهها، وتكتمها وراء الحجج والأضاليل، وأخذت تخوض حرباً مكشوفة في المنطقة ابتداءً بالعراق وفلسطين ولبنان، لصالحها فقط، ولصالح إسرائيل وحتى دون الحلفاء.

أما الخطط الأمريكية للعولمة حيث ابتدأت بعولمة أوروبا عن طريق دفعها إلى الحروب وتقديم الأسلحة والمساعدات الغذائية لها. وكانت أول مساعدة غذائية قدمت من أمريكا إلى فنزويلا عام 1912 لتغذية ضحايا الهزة الأرضية التي أصابتها.

وتحت عنوان ماذا استفاد الصهاينة من الحروب؟! أجابت المؤلفة بأنهم استفادوا من الحرب العالمية الأولى بمنحهم وعد بلفور من قبل الإنجليز. واستفادوا من الحرب العالمية الثانية، بتصويت الجمعية العمومية لمجلس الأمن على تقسيم فلسطين إلى دولتين. هذا بالإضافة إلى الأرباح الهائلة التي درّتها هذه الحروب على شركاتهم المالية والإنتاجية جراء احتكارها لتقديم المواد الغذائية والعتاد الحربي للمتحاربين اثناء الحرب، وغزوها المالي (مشروع مارشال، وإعادة بناء أوروبا واليابان بعد الحرب). واستفادوا من حرب 1948 مع العرب، بانسحاب الانجليز من فلسطين وتسليمهم إياها بعد إعلان قيام دولة إسرائيل...إلخ. وعليه تتساءل المؤلفة قائلة: فهل استفاد أحد غير إسرائيل والعولمة الأمريكية من مشاريع التطوير والتحديث التي فتحت الأبواب على مصراعيها للشركات العالمية في المنطقة بأسرها لتعيث فيها فساداً، وتقودها إلى حروب يندى لها الجبين، بين العرب فيما بينهم والعرب والمسلمين؟.

إلى جانب الحروب العسكرية تخوض الصهيونية أيضاً مع أمريكا في خندق واحد حروباً نفسية وثقافية ضد الشعوب، لتفقدها ثقتها بنفسها، وتجعلها مطية لمآربها. فالإمبريالية الثقافية هي عنف نفسي من نوع خاص، يرغم الغير على تحقير نفسه بنفسه، وغسل دماغه من كل ما علق به من علوم وحضارة وفكر وتراث، ليقر ويعترف بأنه غبي ومتخلف.. وتستعين أمريكا لهذه الغاية بالصهاينة لترويض عقول البشر على الخضوع الأعمى، لكل ما تأتي به أمريكا من أفكار، وهو ما يسمى السطوة الروحية الخارقة للعادة. تلك السطوة التي تجعل الشعوب متهافتة عليها، محتفلة بها بحماس منقطع النظير.

وتحت عنوان العولمة والصهيونية، وتحرير التجارة العالمية، رأت المؤلفة أنه ليس أدل على التقاء الصهيونية بالعولمة في نظام تحرير التجارة العالمية، من أن الاتفاق العام حول التعرفات الجمركية والتجارة العالمية تأسس عام ،1947 أي بعد الحرب العالمية الثانية، وخلق دولة إسرائيل، وأن المنظمة العالمية للتجارة التي حلت محله، لتوسيعه وشموله تحرير الخدمات المالية، والملكية الفكرية إلى جانب البضائع، أنشئت عام ،1995 أي بعد قيام مشروع السوق شرق الأوسطية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"