“المحمول” كاميرا سينمائية

إذا أردت أن تكون مخرجاً سينمائياً حراً، وتسعى الى تصوير أحد الأفلام التي يمكن أن تعرض على الشاشة الكبيرة، فإنك تستطيع تحقيق حلمك من خلال هاتفك المحمول، لا سيما هواتف الجيل الثالث (3).

وينبني الجيل الثالث على مجموعة من المعايير التي وضعها اتحاد الاتصالات العالمية في إطار برنامج الاتصالات الجوالة العالمية، المعروف اختصاراً ب IMT-2000.

تكمن تقنيات الجيل الثالث في تقديم باقة من الخدمات الأوسع والأكثر تقدماً، نظراً لأنها تتميز بسعة شبكية عالية، بفضل فعاليتها الطيفية حزمة موجاتها الواسعة.

وضمن هذه الخدمات، الاتصال الهاتفي الصوتي اللاسلكي ممتد التغطية، ونقل البيانات اللاسلكي واسع النطاق، كل ذلك في بيئة متنقلة أو جوالة.

واذا أردت بالفعل ان تشرع في تصوير فيلمك، فإليك ثلاث طرق تمكنك من انتاج فيلم خاص على غرار افلام التجسس، لكنه يجمل عنواناً هنا اسمه فيلم محمول، وأول هذه الطرق ان تكون كاميرا هاتفك ثابتة في مكان يجعلها لا تهتز كثيراً حتى لا تتأثر جودة الصورة كأن تضع هاتفك على دعامة متحركة، يضاف الى ذلك أن تكون نقطة المشاهدة على علو يصل الى امتار عدة وفي هذه الحال ستبدو الصور وكأنها مقبلة من قمر تجسس اصطناعي، ومن المسائل الأساسية في هذا الأمر، عملية تتبع المشاهد اثناء التصوير خاصة إذا كانت المشاهد تدور في الشارع، وهنا ليس ثمة طريقة افضل من ركوب الدراجة الهوائية لهذا الغرض، حيث يمكنك تثبيت هاتفك المحمول على هيكل الدراجة في مكان ما، ولو أنك وضعت هاتفك بين فرجة قميصك، فإن الصورة ستعطيك الانطباع بأنك تخفي جاسوساً بين اضلاعك.

ويمكنك عن طريق الشبكة 3 من الجيل الثالث، ارسال رسائل MMS فيديو لا تتجاوز مدتها نصف دقيقة، الأمر الذي يعني أنه حتى لو بقيت جالساً في بيتك فإنه من الممكن أن تطلب من صديق لك أن يسجل مشهداً ما في مكان وجوده إن كان في عطلة مثلا، وذلك بغية اثراء مادة الفيلم الذي تقوم بتصويره، وهو ما يعتبر أمراً عملياً لا سيما ان أراد أحدنا ان يجري اتصالاً بين الجاسوس ومركز قيادته في بلد بعيد مثلاً.

والمرحلة الثالثة في عملية تصوير الفيلم بالهاتف المحمول، تتمثل في معالجة المونتاج، فبعد ان تكون كل الخطط قد تمت أي تم تصوير المشاهد كلها، يتوجب عليك عندئذ تقطيعها والربط فيما بينها لتكوين الفيلم بنسخته الكاملة، وهو ما يعرف في السينما بالمونتاج.

وفي العادة تتطلب هذه العملية بعض الوقت حيث يمضي المتخصصون في هذا المجال في العادة، نصف يوم لكل دقيقة مصورة، أما عن افلام الهواة فغالباً ما تكون غير كاملة الانجاز، ولذا فمن الأفضل لفيلم منتج من أجل الويب لا تتجاوز مدته 3-4 دقائق، أن يتم مونتاجه على مدى يوم كامل من العمل ليخرج بالصورة المطلوبة، وفي هذا الصدد ثمة برمجيات عدة، يمكن تحميلها دون مقابل من النت أو موجودة أصلاً مع الويندوز في جهاز الكمبيوتر مثل (Windows movie maker).

والآن إذا كان لديك ألعاب قديمة كنت قد اشتريتها لأولادك، أو كنت تحتفظ بها لسبب ما، فمن الممكن ان تساعدك على إنتاج فيلم من الرسوم المتحركة التي لم يكن لك ان تتخيلها في يوم من الايام، وذلك عن طريق كاميرتك الرقمية فقط، والفيلم المتحرك يتمثل في اجراء تتابع سريع لصور ثابتة لاعطاء الانطباع للمشاهد أنها متحركة، فعلى سبيل المثال كان على مخرجي الافلام المتحركة المنتجة من المعجون الصلصال كفيلم (Wallace) أو (Gromit) و(chicken run) تحرك شخصياتهم الصلصالية 15 مرة كل ثانية في الفيلم، وهو ما يعتبر ضرباً من التدرب الصارم على ضبط الاعصاب وتعلم الصبر.

وحتى تقوم بإنشاء استوديو تصوير خاص بك، لا بد لك امتلاك بعض الأدوات مثل المسلاط جهاز تسليط الضوء، وبعض قطع الكرتون البنية، وشخصيات مصنوعة من البلاستيك سوبر مان، سبايدر مان، وخيوط رفيعة وعدد من الاكسسوارات الأخرى، وبعض الصور الملونة لبنايات شاهقة، وأخرى عادية يمكن سحبها من الانترنت لتكون بمثابة الخلفية لمشروعك.

يضاف الى ذلك، ضرورة امتلاك كرسي لتثبيت الكاميرا حتى لا تتعرض الصور الملتقطة للاهتزاز، ولو أردت التقاط 25 صورة في الثانية، فعندما ستجد أن فيلمك المتحرك سيكون تام السلاسة، أما اذا أردت أن تختار 5 صور لكل ثانية، فإن حركة الصور ستكون اقل بطئاً، ولذا فمن الضروري العمل على تقسيم زمن حركة الصور بشكل مضبوط، فعندما تتحرك الدمية مثلاً فلا بد أن تكون حركتها متناغمة ومتزنة، فإذا تحركت الدمية خطوة نحو الأمام فإن ذلك يولد خللاً في توازنها ويجعلها تميل نحو الجانب، لكن حركة الذراع المقابلة لحركة الساق والمتحركة بدورها نحو الأمام تعوض حركة عدم التوازن، بمعنى أن الحوض يبقى مستقيماً.

ومن الضروري أن تكون منهجياً في عملك، بمعنى أن تجري بنفسك العملية الحسابية للمدة الزمنية لكل المشاهد، فعلى سبيل المثال، اذا كانت مدة الفيلم بأكمله لا تتجاوز ال 3 دقائق بمعدل 10 صور في الثانية في المتوسط، فسيكون لديك حوالي 1800 صورة تقريباً خاضعة لضبط الوقت في البرنامج المستخدم لهذا الغرض. ومن هذا المنطلق، من الأفضل ترتيب المشاهد بشكل تصاعدي ومنهجي، كلما تم التقاط عدد من الصور، وحفظها في الكمبيوتر داخل الملف المعني، وفي نهاية المطاف ما عليك إلا أن تدمج كل الصور في برنامج ويندوز موفي ميكر وتحديد المدة الزمنية لكل مشهد، عندها ستظهر كل الكلاشيهات بشكل مصغر، وكأنها فيلم حقيقي، وكلما ازداد عدد الصور الملتقطة في الثانية الواحدة، كانت سرعة الفيلم أكبر وأكثر وضوحاً.