عادي
عضوية فخرية لحاكم الشارقة باتحاد كتّاب مصر

سلطان يدعو الأدباء العرب لمواجهة مخاطر العولمة والهجمة الشرسة الساعية إلى مسخ هويتنا

01:13 صباحا
قراءة 8 دقائق
في أجواء ثقافية وفكرية، منح اتحاد الكتاب المصريين العضوية الفخرية لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تقديراً لعطائه الأدبي ورعايته للمثقفين في مصر.وقام محمد سلماوي رئيس اتحادي الكتاب المصريين والعرب، بإهداء سموه درع الاتحاد، تكريماً له، في الوقت الذي منحه باسم اتحاد المصريين، بطاقة عضوية الاتحاد المصري، مؤكداً في حيثيات هذا التكريم، أن لسموه ما يزيد على 20 مؤلفاً، في مجالات الآداب من رواية ومسرح، بجانب مؤلفاته التاريخية، فضلا عن رعايته ودعمه لأعضاء الاتحاد.ومن جانبه، أهدى سموه جميع مؤلفاته إلى الاتحاد، في الوقت الذي أكد فيه سلماوي، أنه سيتم ضم هذه المؤلفات إلى المكتبة، وهو الإهداء الذي وصفه بأنه قيم من شخصية تقدّر العلم والثقافة، وترعى الأدب والأدباء.وحرص على تقديم مفاجأة إلى سموه والحضور، في ختام الأمسية، عندما قدم مشاهد من مسرحية هولاكو، وهي من تأليف سموه، وهي المشاهد التي قدمها الفنانون أحمد ماهر، مصطفى حشيش، حلمي فودة، عمر فرج، سحر حسن، ومن وراء الكواليس المخرج د. هناء عبد الفتاح.وأكد سلماوي أن لسموه رؤية ثاقبة ومواقف واضحة، فهو صاحب مواقف وطنية وقومية، انعكست على كتاباته ومؤلفاته، منها ما تمت ترجمته إلى اللغة الإنجليزية. مشيراً إلى أن مآثر سموه كثيرة، سواء ما قدمه لدولة الإمارات، على النحو الذي أصبحت تبدو عليه الشارقة، حتى أصبحت قلب الإمارات، ما يجعل أهلها في حالة زهو وافتخار، بجانب ما قدمه لأمته العربية، وللأدب العربي، بموافقته على ترجمة 100 رواية عربية إلى اللغات الأجنبية لاتحاد الكتاب العرب، فضلاً عن دعمه ورعايته للاتحاد المصري.مع الكتاب وفي بداية حديثه، أعرب سموه عن سعادته في لقائه بأصحاب الفكر والدرب والأدب وأهل القلم، وقال سموه: لست بعيدا عن الأسماء التي أمامي، وقصتي مع الكتابة بدأت منذ طفولتي، حيث كنت أميناً للمكتبة المدرسية، كما كانت لديّ مكتبة في بيتي، وكان عمري وقتها 11 عاماً، وكنت أجلب الكتب من البحرين، كما كان يتم إهدائي الكتب فأقرأها من ثلاث إلى أربع مرات، الأولى لنفسي، والثانية لبيتي، والثالثة لزملائي وتلاميذي، والأخيرة لروايتها للغير.ويضيف سموه: لا يعرف قيمة الكاتب، إلا من يعرف قيمة الكتاب، وهنا وجه حديثه إلى أبناء الأمة العربية، قائلاً: اقرأوا تاريخكم وآدابكم إلى أبنائكم، فهو تاريخ مملوء بسير العظماء، في كل المجالات.وأشار سموه إلى أن الكتاب يعد مشكلة ينبغي أن يتم قياسها بميزان حساس، مثل ميزان الذهب، حتى يعطي المصداقية، فهناك، حسب قول سموه، من يكتب للسلطة، وهناك من يكتب ضد السلطة، وآخرون يتم استكتابهم، ما ينبغي أن يضع الأدباء أنفسهم في الموضع الصحيح.وخلال حديثه مع الأدباء، والذي اتسم بالصراحة والمصداقية، حذر سموه من خطورة تشويش الحقائق التاريخية وتزييفها، إرضاء للغير، وأن يكون منهج الكاتب في الكتابة، عدم القفز على الحقائق أو تشويهها.وتناول سموه يومه في الكتابة. مؤكداً أنه يخلد إلى نومه مبكرا. ويبدأه بالتالي مبكراً، حيث يبتدئ في الرابعة صباحاً، مع السكينة وصفاء السماء، فيبدأ في القراءة، وعندما سئل عن كيفية توفيق سموه بين وقته في القراءة، والآخر في الحكم، قال سموه: إن الله تعالى حباني وقتاً، فوقتي دائما منظم، ومواعيد نومي منظمة، كما أن مواعيد غذائي أيضاً منظمة، وبالتالي فإن مواعيد قراءاتي منظمة. ويقول سموه: في مكتبتي كتب يزيد عمرها على 300 عام، يعز عليّ فراقها، الأمر الذي جعلني أنهل منها بشدة، ما جعلني عاشقا للكتب، أشم رائحتها.ووجه حديثه إلى الأدباء المصريين قائلاً: إن العدد قد يكون كبيراً، مقابل اللقمة الصغيرة، الأمر الذي يتطلب منكم أن تكونوا كالبساط، ودعاهم إلى ترتيب نظامهم في العضوية، لتحفيز الإبداع، بحيث يصبح كل من يؤلف كتاباً مثلاً، متمتعاً بنظام العضوية المنتسبة، ومن كان له أكثر، فمن الممكن أن ينتقل إلى جدول أعلى، وهكذا، ليكون هناك تشجيع على الإبداع، وليكون كل عضو مكملا لخلايا أخرى، حسب قول سموه.ويشير سموه إلى أنه ليس بالضرورة أن يكون صوت الأدباء سياسيا، أو المتاجرة بالسياسة، ومن الممكن أن يكون هناك صوت ضد كل من يهدد هويتنا الثقافية.وفي هذا السياق، دعا سموه الأدباء إلى التواصل العربي المشترك في ما بينهم، لمواجهة مخاطر العولمة، ومواجهة الهجمة الشرسة التي تهدد هويتنا وتسعى إلى مسخها، مما يتطلب مراجعة الذات، والتواصل العربي المشترك، لتقوية الجسد العربي، ضد أية محاولات تسعى إلى اختراقه.من جانبهم أثنى المثقفون والكتاب المشاركون في الاحتفالية الثقافية على إبداعات سموه، ودعمه للثقافة والمثقفين في مصر والعالم العربي، ودوره الكبير في تحفيز المبدعين، ورعايته لهم، فضلا عن دوره الرائد في ترجمة الأعمال العربية إلى اللغات الأجنبية، بجانب القفزة الكبيرة التي تشهدها الشارقة على مختلف المستويات.الصحافي والكاتب وفي مداخلته، تساءل محمد السيد عيد نائب رئيس الاتحاد، عن عدم وجود شخصيات نسائية في روايات سموه، وعدم وجود حوار بها، واعتمادها فقط على السرد التاريخي.وأجاب سموه بأن مسرحية مثل صورة طبق الأصل، بها شخصيات نسائية، كما أنه يسعى في رواياته إلى الاعتماد على المصادر الصحيحة، دون أن يلعب بالخيال، أو يسعى إلى الجنوح إليه.وردا على سؤال لسموه عن كونه ككاتب وحاكم في الوقت نفسه، فكيف يمكن لسموه إيجاد اللحظة الفاصلة بين كونه كاتباً وكونه حاكماً، أوضح سموه أنه ليس بالضرورة أن يهاجم الكاتب السلطة، وقال مداعبا السائل: إن الصحافي هو الذي يهاجم السلطة، وإن الكاتب عليه أن يقدم رؤية للعلاج، وأن تكون أعماله بعيدة عن التجريح، بدعوى النقد.أما الكاتب سعيد الكفراوي، فقد سأل عن الدور المطلوب من اتحاد الكتاب العرب، لمواجهة حالة الطغيان الإعلامي لبعض الفضائيات، التي قفزت على حدود المادة الجيدة والهادفة، وهو ما رد عليه سموه بدعوة الأدباء إلى عدم الالتفات إلى كل ما هو غير جاد، مؤكدا للحضور أن الشارقة بها محطة إذاعية وقناة تلفزيونية، تحدى من خلالها، من يثبت أنهما تناولتا مرة تجريحا، أو أنهما أسهمتا في نقل ما يخالف الحياء، وقال سموه: إنني أتواصل معهما عن طريق الهاتف من 3 إلى 4 مرات يوميا، لإبداء ملاحظاتي، ليظلا على طريق الجادة.وخاطب سموه الأدباء بتقوية اتحادهم، ليكون نقطة انطلاق لتطوير اتحاد الكتاب العرب، فضلاً عن الارتقاء بالنفس ذاتها، قبل كل ذلك، وأن تكون كتاباتهم إضافة للساحة، وأن تكون هذه الإضافة ذات قيمة كبيرة، مؤكدا حرصه على أن يكون قريبا من داخل بعض الجمعيات والاتحادات العربية، ولذلك ينضم لعضويتها، في محاولة من سموه، لإثبات وضع الذات في موضعها الصحيح، حتى يكون الإنسان صادقاً مع غيره، مثل عضوية سموه في الجمعية التاريخية، واتحاد الأثريين العرب، وغيرهما.ووجه سموه حديثه للأدباء قائلاً: إن كانت هناك رغبة منكم في التغيير، فعليكم أن تبدأوا بذاتكم، مشيراً إلى أن دعمه لمصر ومؤسساتها الثقافية، هو رد للدين، الذي وصفه بالجميل، تجاه مصر عليه.ومن جانبه اقترح الكاتب مدحت الجيار بحث أفق للتعاون بين الاتحاد ومؤسسات الشارقة الثقافية، في ظل حالة الزخم الهائل الذي تشهده الشارقة حاليا، على يد سموه، وهي الدعوة التي قابلها سموه بالترحيب مبديا استعداده للتعاون مع الاتحاد في ترجمة الإبداعات الجيدة التي تحتاج إلى ترجمات، بعد الوقوف على حاجة قراءات الغرب لها. لافتا إلى النشاط الثقافي الثري في الشارقة، وتواصله مع المؤسسات الأجنبية الجادة. مخاطبا الأدباء المصريين: أعتبركم بحارة أقوياء، نريد أن نصل بكم إلى الشاطئ، والوصول إلى الآخر، والتواصل معه.وبسؤال سموه من الشاعر الدكتور محمد أبو دومة عن رؤيته في الحل للخروج من أزماتنا العربية. أكد سموه أنه حريص على أن تكون أعماله تحمل جوانب خير لأمته، خاصة أن الأمة بها من الخير الكثير، وأننا لو تمسكنا بالدين الإسلامي الحنيف بحق، لكان للأمة شأن آخر، خاصة أن سطرا في القرآن الكريم يحمل علاجا لأي شخص، كما أنه علاج لكل أمة تريد الاستنهاض، كما أنه دين يقوم على التربية، والحث على التعلم.وطالب سموه الأدباء بالمشاركة الدائمة لخدمة أمتهم، وعدم التقاعس أو التأخر، في خدمتها، وقال سموه: لو وضعنا حجرا للبناء، خير لنا من ألف كلمة، فنحن نريد بعث الحياة والروح في أنفسنا، وختم حديثه معهم قائلاً: سطروا أنتم الخير من الكلام.الشيخة جواهر تلتقي سوزان مبارك وتدعوها للاطلاع على تجربة المجلس الأعلى لشؤون الأسرةالتقت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة بمقر رئاسة الجمهورية في مصر الجديدة حرم الرئيس المصري السيدة سوزان مبارك رئيسة المجلس القومي للمرأة وذلك في اطار الزيارة التي تقوم بها لجمهورية مصر العربية الشقيقة.وأطلعت الشيخة جواهر القاسمي خلال اللقاء السيدة سوزان مبارك على اهتمام وتركيز امارة الشارقة على بناء الإنسان بالجوانب الاجتماعية والثقافية والاقتصادية بما يكفل تنميته لخدمة بلده ومجتمعه في كافة المجالات.. مؤكدة أن المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة يسير على نفس الخط والاتجاه لتنمية الأسرة وشرائح المجتمع بالامارة ثم الانطلاق نحو تنمية وخدمة المجتمع الإماراتي والعربي والدولي من خلال دعم قضايا الطفل وحمايته ورعايته وكذلك المرأة وتنمية المجتمع. وتحدثت الشيخة جواهر عن انجازات المجلس الأعلى لشؤون الأسرة ومؤسساته وأهم الفعاليات التي يدرجها على خارطة أعماله كبينالي الفنون الدولي الأول للطفل والذي سيعقد في ابريل/نيسان المقبل ومهرجان القراءة الثاني للطفل ويقام على غرار مشروع القراءة للجميع المصري الى جانب البرامج الخاصة بالمرأة والفتاة والمعاق واليتيم. ووجهت الشيخة جواهر القاسمي الدعوة للسيدة سوزان مبارك لزيارة إمارة الشارقة والاطلاع على تجربة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة والتعرف عن قرب إلى مشاريعه التنموية.. متمنية تعزيز سبل التعاون بين الجانبين لدعم قضايا المرأة وأهداف المجلس الأعلى لشؤون الأسرة. من ناحيتها قدمت السيدة سوزان مبارك نبذة عن المشاريع التنموية التي تقوم بها كمشروع تطوير المائة مدرسة والذي دخل حيز التنفيذ والمرحلة الأولى منه بعد ان انتهت جمعية تنمية خدمات مصر الجديدة برئاسة حرم الرئيس المصري من تنفيذه بمشاركة مؤسسات المجتمع المدني في نهضة مجتمعية شاملة. وأوضحت ان المشروع يستهدف الأحياء المحيطة بالمدارس وهي /السلام والنهضة والزيتون والمرج/ تشارك من خلاله الوزارات المعنية ومحافظة القاهرة والصندوق الاجتماعي في رفع كفاءة جميع الخدمات الصحية والخدمية.. مشيرة إلى أن المشروع يهدف الى بناء نموذج جديد للمؤسسة التربوية المتكاملة يأتي من خلال النهوض بمائة مدرسة حكومية وتطويرها وتحديثها لتواكب تحديات الحاضر وطموحات المستقبل.وتناولت السيدة سوزان مبارك دور المجلس القومي للمرأة في تحقيق تنمية المرأة من خلال تنفيذ برامج تنموية ومعالجة العوائق التي قد تقف حجر عثرة في طريق المشاركة والمساهمة الجادة للمرأة في تنمية مجتمعها.. مشيرة الى ان مهمة المجلس القومي للمرأة تتمثل في تعزيز وضع المرأة المصرية وزيادة مساهمتها في تنمية المجتمع والتركيز على تضييق الفجوة النوعية القائمة ومخاطبة الاحتياجات الاستراتيجية للمرأة بما في ذلك التمكين الاجتماعي والاقتصادي والسياسي وتفعيل ذلك عبر إدماج قضايا المرأة وأساليب مواجهتها ضمن منظومة التخطيط للتنمية وتحليل القوانين والتشريعات لتقييم آثارها على وضع المرأة وتحديد الخدمات الاجتماعية التي تستهدف تحسين أوضاع المرأة إضافة الى محاولة وضع قضايا المرأة في مقدمة جدول أعمال الحكومة وزيادة الوعي بمختلف المجالات. عقب ذلك حضرت الشيخة جواهر مأدبة الغداء التي أقامتها السيدة سوزان مبارك تكريما لها.كما حضر المأدبة الوفد المرافق لقرينة صاحب السمو حاكم الشارقة وعدد من الوزيرات وقرينات كبار المسؤولين في مصر.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"