عادي
في كلمته إلى مؤتمر دبي الدولي للإغاثة والتطوير

محمد بن راشد يدعو إلى وضع الخطط الاستراتيجية لمواجهة التحديات والكوارث

05:33 صباحا
قراءة 6 دقائق
دعا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إلى متابعة وضع الخطط الاستراتيجية وإعداد البرامج اللازمة لمواجهة التحديات التي تصيب المجتمعات في كثير من أنحاء العالم، وأشار سموه إلى أن هذه التحديات تشمل الكوارث الطبيعية التي تضرب كثيراً من دول العالم والتي لا تفرق بين دول غنية أو فقيرة، أو الكوارث الناتجة عن النزاعات والحروب والتي لا تزال قائمة في العديد من دول العالم والتي بدورها تؤدي يوميا إلى إلحاق الضرر الكبير بين المجتمعات وبين البشر.أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في كلمة سموه بمناسبة افتتاح مؤتمر ومعرض دبي الدولي للأغاثة والتطوير ديهاد 2008 الذي انطلقت فعالياته أمس في مركز دبي الدولي للمعارض وألقاها نيابة عنه المستشار إبراهيم محمد بوملحة، أن مؤتمر ومعرض دبي الدولي للإغاثة والتطوير الذي ينظم سنويا في دبي يفتح الباب أمام جميع المهتمين في العالم لمناقشة ومتابعة آخر المستجدات والبرامج التي يمكننا الاستفادة منها عندما نقوم بدورنا في عمليات الإغاثة والمساعدات الإنسانية.رؤية حضاريةومن جهته، أشار سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس هيئة الهلال الأحمر في كلمته التي ألقاها نيابة عن سموه الدكتور علي عبدالله الكعبي رئيس مجلس إدارة الهيئة، إلى أن هذا الحدث الإنساني الكبير يجسد رؤية الدولة الحضارية وسعيها الحثيث لتنمية وتطوير مجالات العمل الإنساني الذي أرسى دعائمه المغفور له بإذن الله الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وسار على هديه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله.وأضاف سموه أن هذا المؤتمر المهم الذي يحظى برعاية كريمة من صاحب السمو نائب رئيس الدولة يأتي في وقت أحوج ما يكون له العمل الإنساني والاغاثي من تضامن وتآخٍ وتنسيق في المواقف والبرامج المشتركة من أجل مواجهة النتائج السلبية التي تعود على الشعوب من جراء النزاعات والكوارث، موضحا أن عالم اليوم يشهد تحولات كبرى في مختلف المجالات، وقال إنها تحولات جوهرية ولكنها تحمل في طياتها الكثير من المفارقات، ففي الوقت الذي انحسرت فيه المسافات والأزمنة وتقاربت الشعوب إلا أننا نجد أن الأوضاع الإنسانية في ترد كبير.وأضاف أن آلام البشرية وأوجاعها في ازدياد مستمر، والهوة بين الأغنياء والفقراء في اتساع، ومؤكدا ان هذه المعطيات أفرزت واقعا جديدا على عمل المنظمات الإنسانية والتي وجدت نفسها أمام تحديات كبيرة تجب مواجهتها لضمان استمرارية عملها وتعزيز وجودها في مختلف الميادين والساحات، وذلك للحد من تفاقم أوضاع الشرائح الفقيرة والمحتاجة والتي تستهدفها الهيئات والمؤسسات الإنسانية.وقال إنه كان لزاما على هذه الهيئات إقامة شراكات هادفة وبناءة لمقابلة الاحتياجات المتزايدة للعمل الإنساني خاصة بعد ظهور ما تسمى الكوارث الصامتة المتمثلة في أمراض العصر التي تفتك بالدول الفقيرة والتي تعتبر مرتعا خصبا لانتشارها، إلى جانب التغيرات المناخية المهددة للبيئة.وأوضح سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان أن هيئة الهلال الأحمر لم تكن بعيدة عن تلك التطورات والمستجدات على مسيرة العمل الإنساني، مدركة أهمية تعزيز الشراكة مع الهيئات والمنظمات العاملة في الحقل الإنساني، إلى جانب إشراك قطاعات المجتمع بأفراده ومؤسساته في جهودها الإنسانية والإغاثية التي امتدت للقريب والبعيد.وقال سموه إن الهيئة واكبت عبر برامجها المتميزة تطورات الأحداث على الساحة الملتهبة، ووفرت احتياجات الكثير من الشعوب التي طالتها النوائب والمحن، مؤكدا أن قيمة أنشطتها على الساحة الإنسانية الدولية حتى الآن وصلت إلى أكثر من ملياري درهم.الافتتاحوكان قد شهد افتتاح فعاليات المؤتمر والمعرض سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس مؤسسة دبي لإدارة وتنظيم الفعاليات بحضور المستشار إبراهيم محمد بوملحة رئيس اللجنة العليا المنظمة للمؤتمر، والدكتور علي عبدالله الكعبي رئيس مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، والسير جون هولمز، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة وعدد من ممثلي منظمات الإغاثة الوطنية والإقليمية والعالمية ورجال الأعمال وكبار المسؤولين. وصرح المستشار إبراهيم محمد بوملحة أن هذه الفعالية الإقليمية والعالمية المهمة يتم تنظيمها بالتعاون مع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية وبدعم رسمي من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي ومنظمة الأمم المتحدة، وأكد أن اجتماع هذه المؤسسات الدولية والمحلية العريقة في تنظيم هذا الحدث هو خير دليل على الاهتمام الكبير والمتزايد الذي توليه دولة الإمارات العربية المتحدة لأعمال الإغاثة والتطوير باستضافتها وتنظيم هذا الحدث المهم.وقال إن مؤتمر ومعرض دبي الدولي للإغاثة من المؤتمرات الرائدة عالميا وذلك بسبب تسخير كافة الإمكانات اللازمة من اجل إنجاح تنظيم الفعاليات الخاصة بالمؤتمر. إضافة إلى الموقع الاستراتيجي لدبي والثقة المطلقة في قدراتها في أن تكون المقر الدائم لانعقاد هذا الملتقى الدولي ونقطة الانطلاق لتقديم يد العون للدول المنكوبة في أسرع وقت.وأكد أن دولة الإمارات العربية المتحدة تطمح إلى أن تكون دائما الرائدة في تقديم يد المساعدة والدعم لكافة شعوب العالم، حيث حرصت الدولة وبناء على توجيهات سامية من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وإخوانهما أصحاب السمو الشيوخ حكام الإمارات على مد يد العون بشكل دائم من اجل تخفيف المعاناة وإزالتها عن كاهل الدول المنكوبة، ومشيرا إلى أن الإمارات تعتبر من الدول السباقة في مساهماتها الإنسانية والخيرية حيث تبادر للعمل في مجال التنمية والتطوير وإغاثة تلك الدول بكافة الوسائل المتاحة.وأشار بوملحة إلى أن ديهاد في هذا العام يتميز بمشاركة أكثر من 40 شخصية من أهم القادة العاملين في مجال تقديم الإغاثة الإنسانية في العالم، إضافة إلى مشاركة أكثر من 90 منظمة دولية وأكثر من 450 مؤسسة وشركة عارضة من 60 دولة.وأضاف أننا حرصنا في هذا العام على أن يقوم المؤتمر بإلقاء الضوء على تحديات الإغاثة المستقبلية حيث ستتم مناقشة مدى جاهزيتنا لعالم الغد والتحديات الطبيعية والمناخية والصحية والاجتماعية والإنسانية التي ستواجه مجتمعاتنا. وتقدم بوملحة بالشكر لكل من شارك وساهم في إنجاح هذا الملتقى الدولي المهم وخص بالشكر اللجنة العلمية ديساب برئاسة جيرهارد بوتامان كرامر وفريق العمل الذي ساهم في إعداد البرنامج العلمي لهذا الملتقى، وشكر جميع المحاضرين والمؤسسات والشركات الداعمة لإنجاح هذا الحدث الإنساني المهم، خاصة المؤسسة الوطنية لتنظيم المؤتمرات والمعارض اندكس القابضة على دورها الرائد في التنظيم المميز لديهاد.مركز إبداعوأشاد السير جون هولمز وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والطوارىء ومنسق شؤون الإغاثة بكثرة المشاركين في مؤتمر ديهاد ،2008 مشيراً إلى دور دبي التي تتطلع دائماً إلى إيجاد الحلول المستقبلية لكافة التحديات.وقال إن دور دبي كمركز للإبداع يجعلها موقعاً مثالياً لانعقاد المؤتمر، لافتاً إلى ضرورة تجاوز القدرات التقليدية المتاحة لدى الجهات العاملة في الحقل الإنساني.ولفت إلى النجاح الباهر الذي حققته مبادرة دبي للعطاء بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والتي استطاعت أن تجمع مبلغاً مذهلاً قدره 4.3 مليار دولار لتحسين حياة الأطفال في العالم.وأشار إلى الدور الذي لعبته الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي وهيئات الهلال الأحمر والمنظمات غير الحكومية الإسلامية في توفير المساعدات لعشرات الملايين من الأشخاص في جميع أنحاء العالم.وكشف وكيل الأمين العام للأمم المتحدة أن دول مجلس التعاون الخليجي مجتمعة خلال الأعوام الثلاثة الماضية قدمت مساعدات قدها 488 مليون دولار، كما تعهدت بتقديم 320 مليون دولار إضافية.ولفت إلى حياد الأمم المتحدة في توزيع المساعدات، ولاسيما تلك الشكوك المبنية على اعتبارات دينية، موضحاً أن المسلمين المحتاجين حظوا باهتمام كبير في تخصيص المساعدات التي تقدمها الأمم المتحدة، حيث قدمت منذ عام 1992 إلى البلدان الإسلامية نحو 25% بما يعادل 10 مليارات من أصل 39 مليار دولار، مضيفاً إذا أخذنا في الاعتبار دور الدول التي تعتبر إسلامية جزئياً مثل السودان وغرب إفريقيا فإن الرقم يرتفع إلى 23 مليار دولار ما يمثل 60% من الأموال التي جمعتها الأمم المتحدة لاغراض إنسانية.وذكر أنه رغم مرور خمس سنوات على أزمة دارفور، إلا أنه لا يوجد مؤشر على نهاية أعمال العنف والسلب والتشريد على الرغم من نشر قوة يونايد التي ستحتاج بالضرورة لبعض الوقت، لافتاً إلى وجود 4.2 مليون مشرد بسبب أزمة دارفور، وأن 13 ألف عامل إغاثة أغلبهم من السودانيين يشاركون في أكبر عملية اغاثة.وأشار إلى أن 5.1 مليون شخص يحتاجون للمساعدات في الصومال، مشيراً إلى ما شاهده في غزة من الظروف الصعبة التي يعيشها 5.1 مليون شخص داخل سجن عملاق مفتوح، حيث يعتمد 80% من السكان على المساعدات الغذائية التي تقدمها الأمم المتحدة.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"