عادي

طبعة جديدة من «فقه التسامح» لعبد الحسين شعبان

19:35 مساء
قراءة دقيقتين
فقه التسامح غلاف

صدرت عن دار النهار في بيروت الطبعة الثانية من كتاب «فقه التسامح في الفكر العربي – الإسلامي» للدكتور عبد الحسين شعبان، ويتناول فيه التسامح الذي يرى، أن الحديث عنه لا يزال في بلداننا مبعث ارتياب لدى الكثير من النخب الفكرية والثقافية بوجه عام، وتعود أسباب ذلك في نظره إلى الاستقطابات الحادة وأبعادها الإقليمية والدولية، إضافة إلى أن جزءاً منها يتعلق بالفهم القاصر والمحدود لمعنى التسامح ومبناه، وتوظيفاته في الكثير من الأحيان.

وبالنسبة للمؤلف، لم يعد الحديث عن فكرة التسامح بمعناها المعاصر واجباً أخلاقياً وسلوكياً أو مبادئ ودعوات دينية أو سياسية فحسب، بقدر ما هو واجب قانوني لإقرار التعايش والتعددية والتنوّع وحق الاختلاف والدعوة إلى المشترك الإنساني، ولذلك، فلا بدّ من بحثها في إطار التطور الدولي، وخصوصاً في المباحثات التي سبقت وهيّأت لقيام الأمم المتحدة، حتى وصلت إلى ما وصلت إليه، الأمر الذي يستوجب الحديث عن الفكرة وفهم حيثياتها القانونية وخلفياتها الفكرية ومرجعياتها النظرية، إضافة إلى تطبيقاتها الفعلية.

ويرى المؤلف قياساً على الدراسات والكتابات التي عرفها الغرب عن التسامح والمعالجات التي أعقبت والنزاعات الدينية والطائفية، التي عاشتها أوروبا لدرجة النزيف البشري، المادي والمعنوي، تمّ التوصل بالتدرّيج وبعد معاناة، إلى أن يصبح التسامح حالة قانونية بعد أن كان حالة دينية ومن ثم حالة ثقافية، مقرونة ببعد أخلاقي وسياسي.

ولذلك كله اكتسبت فكرة التسامح أهميتها وراهنيتها، خصوصاً في منطقتنا ولدى شعوبنا بسبب طغيان اللّا تسامح الخارجي واستلاب اللّا تسامح الداخلي، ولعلّها ضرورة لا غنى عنها لترميم حياتنا السياسية والاجتماعية والثقافية، بعيداً عن الكيدية والانتقامية والثأرية وردود الأفعال السلبية إزاء الآخر، والأمر يحتاج إلى نشر ثقافة التسامح وتعميمها ووضعها موضع التطبيق الحيوي بالمراكمة عليها مع تطوّر مجتمعاتنا، فالإنسان هو الأصل على حد تعبير الفيلسوف الإغريقي بروتوغوراس.

عبد الحسين شعبان، أكاديمي عراقي، ولد في مدينة النجف، ونال درجة الدكتوراه في القانون، من أكاديمية العلوم التشيكوسلوفاكية في براغ، وبالإضافة إلى العمل الفكري والحقوقي والتدريس الجامعي، اشتغل على نصوص سردية ثقافية وأدبية، تأليفاً ونقداً ومراجعة، في أجناس متنوّعة وحقول مختلفة، وهو حائز على وسام أبرز مناضل لحقوق الإنسان في العالم العربي سنة 2003 من القاهرة.

الصورة
1
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3a5wek25

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"