عادي
يراها بديلاً للحياة المعيشة

ممدوح عزام: الرواية محاولة لإعادة صنع العالم

02:40 صباحا
قراءة 3 دقائق

ممدوح عزام من أبرز كتاب القصة والرواية على الساحة السورية يبحث في كتاباته عن حقيقة ما رفيعة وبنية تخيلية قوية. صدرت له مجموعتان قصصيتان هما نحو الماء والشراع وأربع روايات هي: معراج الموت، وقصر المطر ، وجهات الجنوب ، وأرض الكلام كما يكتب المقالات النقدية والسيناريو.. كان لنا معه هذا الحوار:

بدأت رحلتك مع الكتابة في سن الثلاثين وهي متأخرة نسبياً.. لماذا؟

لا يوجد سبب موضوعي لذلك، وكل ما في الأمر أنني انتظرت حتى كنت راضيا عن العمل الأول الذي تقدمت به للنشر، ومع ذلك لو عاد بي الزمان إلى الوراء فسوف أتأخر أكثر من ذلك.

لماذا؟

في يقيني أن الكتابة القصصية والروائية تحتاج إلى النضج الفني قبل أن ينضج الكاتب آراءه الفكرية والثقافية بشكل عام، وأعتقد أن لدى كل كاتب جملة من الآراء فيما يخص الحياة، ولكن الشكل المناسب لتقديم تلك الآراء لا ينضج سريعا على الأقل بالنسبة لي، أي يحتاج إلى الكثير من التفكير، من أجل اكتشاف الطريقة الفنية والأسلوب المناسب لتقديم هذه الأفكار أو الحكايات أو القصص.

في روايتك أرض الكلام تسلط الضوء على طائفة الدروز فهل كنت تهدف إلى توثيق ذاكرة هذه الطائفة؟

أرفض مصطلح الطائفة، وأردت من خلال الرواية التأريخ لذاكرة مكان تعيش فيه مجموعة من البشر في هذه الجغرافيا دون أن يكون لديّ أي ميل لتمجيد المكان أو ازدرائه، أريد أن أقدم المكان الذي يحتضن هؤلاء البشر بالشكل المناسب.

المكان هو البطل الأول في الرواية.. لماذا هذا الاحتفاء بالمكان؟

ليس احتفاء وإنما أرى أن المكان شكّل حضور البشر، هو الإطار الذي يتجسد فيه الحضور الحقيقي للأفراد ومن ثم الجماعة.

رغم الواقع المؤلم الذي تتعرض له الشخصيات إلا أن مشاعر الحب حاضرة ومتدفقة فهل الحب سبيل للهروب من الواقع؟

الحب علاقة إنسانية طبيعية يعيشها البشر يتوافر الحب في زمن الحرب مثلما يتوافر في زمن السلم وزمن الجوع والتشرد، فالحب العلاقة الإنسانية الأكثر جمالا في حياة البشر ولكن عندما يتواجد الحب في ظروف قاسية فيكون وجوده تعبيرا عن رغبة البشر في استمرار الحياة.

الناقد فيصل دراج يرى أن الرواية التاريخية تعبر عن أمة مهزومة وكاتبها عاجز عن فهم الحاضر ما رأيك؟

أطلق بعض النقاد على روايتي قصر المطر رواية تاريخية ولم أعمد إلى التوثيق وإنما هي أحداث جرت من قبل حاولت من خلالها أن أتفحص مصائر البشر والشخصيات وهم أبطال هذه الرواية في لحظة وجدت أنها اللحظة النموذجية.

ماذا تعني باللحظة النموذجية؟

هناك احتلال وقهر محلي طبقي وكلاهما مارس اضطهادا على مجموعة من البشر هم أهل الفضل في رواية قصر المطر واضطر هؤلاء إلى الرحيل من المكان الذي استوطنوه منذ سنوات بعيدة إلى خرائب موجودة في مكان مقفر خال من البشر والكائنات الحية.

هذه اللحظة النموذجية وجدتها لأتفحص أهل الفضل كإخوة وأخوات وأرى كيف يقف كل واحد منهم تجاه الأحداث الفاصلة والقاطعة التي واجهت مسار حياتهم.

في أرض الكلام استخدمت لغة غنائية ذات طابع فلسفي.. لماذا؟

اللغة ليست أداة توصيل فقط وإنما جزء من بنية أي رواية ولا تقل أهمية عن تقديم الشخصيات والأحداث وفكرة الرواية، فاللغة ليست حاملا لنتكئ عليه من أجل تقديم ما نعني من الرواية، اللغة جزء جوهري يجب العناية به لأن الرواية أولا وأخيرا لغة والفنون جميعها لغة فإذا لم نعتن باللغة فماذا سنفعل؟

هل يمكن القول إن روايتك تعبير عن أحلامك ومعاناتك؟

في قصر المطر أستطيع أن أدعي بأني رويت وحكيت وسردت ما لم أتمكن في مرات كثيرة من الجهر به ككلام أو مراجعة، كل رواية هي محاولة لإعادة خلق العالم ربما كما نتمناه وربما كما لا نتمناه ولكن الرواية دائما هي استعارة أو هي بديل للحياة المعيشة.

كيف ترى المتون الروائية، على الساحة العربية حاليا؟

في رأيي الرواية العربية قطعت الشوط الأهم في حياتها على الرغم من أنها لا تزال فتية لم تصل حتى مرحلة الشباب، لأن عمرها تجاوز نصف قرن بقليل، ومع ذلك حققت إنجازات كبرى، ولا أعتقد أن الحداثة هي الصفة التي تكسب أي رواية أهميتها، الرواية الحقيقية هي التي تقدم شخصيات مملوءة ولغة رفيعة المستوى وفكرة عميقة وجديدة، ويكتب الكاتب بأي أسلوب، هناك تجارب عربية كثيرة شدتني لتميزها في جميع البلدان العربية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"