عادي

رسالة اليوم ... 29-07-2010

03:14 صباحا
قراءة دقيقتين

الحنان الأسري نقطة ضوء للمعاق

تنتظر الأم ومعها كامل أفراد العائلة سواء من قريب أو من بعيد بشوق وأحلام وآمال لرؤية مولودها الجديد واستقباله بحب وضمه في حنان ودفء حضنها، ولكن في بعض الحالات تتبدد هذه الأحلام وتتحول هذه الآمال إلى آلام وصدمة لخلق هذا المولود طفلاً معاقاً، وتتحول مشاعر الوالدين وتشتد الضغوط وتتأزم المفاهيم، وكل منهما يلقي اللوم على الآخر ويتناسى الآثار السلبية وانعكاساتها على طفلهما المعاق.

أسئلة كثيرة تطرح في هذا المجال، هل يرفض هذا الطفل لكونه معاق؟ وهل تنتهي العلاقة بين الوالدين بالطلاق؟ وما أهمية وجودهما في رعايته؟ وكثيراً ما تخلق النزاعات وتتلاشى الروابط العائلية وأفراد الأسرة بإنجاب طفل معاق لا ذنب له من كل هذا، فمن اللحظة التي يعرف الأهل بإعاقة طفلهما يعيشون نقطة تحول لعل أصعبها حين يعلمون أن ابنهم يعاني إعاقة ما، وتنقلب المشاعر رأساً على عقب ويصعب تفهمها ومواجهتها، فقد تصاب الأسرة بحالة من الصدمة والذهول يرافقها الشعور بالقلق والخوف الشديد من المستقبل، وينتقل الوالدان من مشاعر الصدمة إلى الإنكار والتشكيك وعدم الثقة، ومن ثم إلى حالة الحزن الشديد والأسى والألم خاصة عندما يعون بأن الأطباء مجتمعون على تشخيص واحد وفي هذه المرحلة تسيطر مشاعر الغضب والاتهام والعجز والوحدة على الوالدين، لكن من الصعب والمؤسف أن تصل هذه المشاعر وتتحول إلى أشد مراحل القسوة، وفي لحظة من لحظات قلة الوعي وقلة الضمير وانعدام لفهموم الإنسانية وبعد خلافات لا مبرر لها يقرر الوالدان ترك طفلهما الرضيع بعد علمهما أنه مصاب بإعاقة شلل دماغي رافضين تسلمه، فكيف تغادرين أيتها الأم تاركة فلذة كبدك حبيس القفص الزجاجي؟ وكيف ترفض أيها الأب تسلم ابنك الذي يحمل اسمك ودمك هل وصلت بكما القسوة إلى هذا الحد أين الاستغفار والصبر والإيمان بقدر الله عز وجل.

للأسف أن تعيش عائلات عربية حالات واقعية كهذه، ينتهي أغلبها بالطلاق أو بتفكك عائلي وبروابط ضعيفة يكون ضحيتها في الأول والأخير هذا الشخص من ذوي الإعاقة، ومع هذا كله من الخطأ أن ننكر وجود عائلات متميزة قد تكون قدوة مثالية.

ومن المهم مناشدة الأسرة والوالدين وخاصة الأم، فهي التي تستطيع أن تحيا بابنها المعاق وترفعه إلى مراتب من التقدم ومن ثم يحقق نتائج إيجابية، وعلى الأسرة أن تجتمع لإعطائه الآمان والحب وإشباع حاجته النفسية والاجتماعية، ويجب على الأسرة أن توفر كل هذه الاحتياجات النفسية والمعنوية لكي ينمو هذا الطفل المعاق كغيره من الأطفال غير المعاقين ويحصل على كامل حقوقه الإنسانية والاجتماعية العادلة، وتبقى رعاية الطفل المعاق من أبويه هي الأفضل نفسياً وصحياً من الرعاية في المؤسسات مهما ارتفعت مستويات الخدمات فيها.

وفي الختام من المهم أن نقوي إيماننا بالله سبحانه وتعالى والثقة به والتوكل عليه، وعلينا أن نعلم أن إنجاب طفل من ذوي الإعاقة هو ابتلاء وامتحان نكرم فيه أو نهان، ويمكننا عبر هذا الابتلاء التكفير من ذنوبنا والتفكير في الجانب الإيجابي وليس السلبي فقط.

صبرينة متنان

مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"