تواصل الفرز السياسي والقبلي في اليمن بشكل حاد خلال الساعات القليلة الماضية كترجمة عملية لطبيعة الأزمة القائمة في البلاد منذ أكثر من شهر عندما انطلقت التظاهرات المطالبة بإسقاط النظام الذي يتزعمه الرئيس علي عبد الله صالح منذ أكثر من ثلاثة عقود، بعدما شهدت العاصمة صنعاء وغالبية مناطق البلاد خروج مئات الآلاف من المتظاهرين المطالبين بإسقاط النظام، في وقت تعرض فيه محافظ مأرب لمحاولة اغتيال واستولى المحتجون على مقري الأمن العام والأمن السياسي بمحافظة الجوف، وراوحت المواقف السياسية مكانها رغم مبادرة أطلقت اول أمس من قبل القيادي في المؤتمر الشعبي العام الحاكم الشيخ محمد أبو لحوم تؤمن للرئيس صالح رحيلاً آمناً عن الحكم مطلع العام المقبل .
وفي صنعاء شهدت ساحة التغيير انضمام مزيد من أبناء المحافظات المجاورة لصنعاء والبعيدة عنها، إلى المعتصمين، كان من أبرز هذه المحافظات محافظة عمران التي وصل منها الآلاف من الشباب للانضمام إلى الساحة، بالإضافة إلى الآلاف من شباب قبائل بكيل، وذلك بعد نداءات وجهها معتصمو ساحة الجامعة لمؤازرتهم في وجه التهديدات التي قالوا إنهم يتعرضون لها،مثل اقتحام الساحة وفض الاعتصام بالقوة وإحراق الخيام .
وبعد يومين داميين سقط فيهما أكثر من ألف مصاب بغازات سامة ألقتها الشرطة تمكن المواطنون أمس من المرور بعدد من الشوارع التي قطعت من قبل ما يسمى اللجان الشعبية بالحارات دون أي معوقات، والوصول إلى ساحة التغيير والانضمام إلى المعتصمين الذين حصلوا على دعم كبير من مشائخ البلاد وعلمائها ومثقفيها، والذين وصلوا إلى ساحة التغيير لإعلان انضمامهم إلى المطالبين بإسقاط النظام . كما شهدت الساحة حضوراً نسائياً كبيراً وعددا من الأطفال . وكتب المعتصمون عبارات تدل على مطالبهم بإسقاط نظام الرئيس صالح، وتكدست مجموعة من الأحجار على مداخل الساحة استعدادا لأي هجوم قد يطالهم، فيما انتشرت قوات الجيش التابعة للفرقة الأولى المدرعة التي يقودها علي محسن الأحمر، الأخ غير الشقيق للرئيس صالح لحماية المتظاهرين في الاتجاه الاخر .
وبدت ساحة التغيير بصنعاء رغم الاعتداءات المتواصلة عليها على نحو طبيعي، وظهر المعتصمون في وضع اعتيادي متزن، فالكل توزع في مكانه كاللجان الأمنية والخدمية وغيرها .
وفيما خفف عدد من تلك اللجان حصارها للمواطنين ومنعهم من الدخول باتجاه ساحة التغيير، رصدت 3 نقاط تمنع دخول المواطنين القادمين من اتجاه شارع العدل وشارع الزراعة وشارع الكويت، بذريعة منع مشتبهين من الدخول .
وكانت اللجنة الأمنية للمعتصمين قد اعلنت القبض في ساعة متأخرة من ليل الاحد الاثنين على عنصرين مندسين كانا يحملان أسلحة نارية ملتصقة بإحكام على جسديهما . وذكرت اللجنة أن عناصر أمنية اختطفت 4 شبان قدموا من مدينة عمران مساء الأحد، واودعوا سجن قسم شرطة الجديري بصنعاء بعد أن تعرضوا للتعذيب والضرب المبرح، بعد وضع قنابل وأسلحة في سيارتهم وتصويرها . وحذرت اللجنة من إقدام الأجهزة الأمنية ووسائل الإعلام الرسمية على إكمال مشاهد مسرحيتها الهزيلة وتقديم المختطفين بأي صورة خُطط لها كعادة هذا النظام الأسري الفاسد .
من جهتها، قالت مصادر أمنية إنه تم ضبط سيارة تحمل أسلحة وقنابل و4 أشخاص من المعارضة متوجهة إلى ساحة الجامعة، ومشيرة إلى أن أجهزة الأمن في العاصمة اوقفت عند الساعة الواحدة والنصف من فجر أمس سيارة تقل 4 أشخاص من عناصر المعارضة بحوزتهم أسلحة وقنابل، كما ضبط بحوزتهم خيمة وشعارات تابعة لأحزاب اللقاء المشترك المعارض كانوا في طريقهم لإدخال تلك الأسلحة والقنابل إلى ساحة الاعتصام بجامعة صنعاء .
في الأثناء قالت مصادر أمنية إن أجهزتها المختصة استوقفت فجر أمس الإثنين ثلاثة أشخاص عثر بحوزة أحدهم على وصية لأهله يطلب منهم أن يسامحوه ويسددوا عنه ديونه لأنه متوجه لالاستشهاد في ساحة الجامعة، كما عثر بحوزة الثلاثة على كمية كبيرة من الكمامات .
وفي منطقة حرو الواقعة على بعد عشرة كيلومترات من محطة المعالجة المركزية لشركة كنيديان نكسن بمحافظة حضرموت تظاهر ظهر أمس العشرات من شباب المنطقة العاطلين عن العمل والمطالبين بحقوقهم من الثروات التي ترفد خزينة الدولة بما يوازي 70% من إيراداتها، وقطع الشباب الطريق الرئيسي الواصل بين قطاع المسيلة النفطي ومدينة المكلا لمدة أربع ساعات .
وفي مدينة الحوطة، عاصمة محافظة لحج أصيبت الحياة العامة بالشلل اثر دعوة للعصيان المدني، فيما تواصلت التظاهرات الطلابية بمدينة عدن لليوم الثاني على التوالي للمطالبة بإسقاط النظام ورحيل الرئيس صالح، وبحسب مصادر محلية فإن المئات مما بات يعرف بشباب الثورة السلمية في الحوطة خرجوا في تظاهرة حاشدة طافت أرجاء المدينة للمطالبة بإسقاط النظام ورددوا هتافات مناوئة، وأصيبت الحياة في الحوطة بحالة شلل تام بعد استجابة أصحاب المحلات التجارية وامتناع الطلاب والدارسين عن الذهاب إلى مدارسهم استجابة لدعوات للعصيان المدني .
وفي عدن شهدت كل من خور مكسر والمعلا وكريتر والمنصورة تظاهرات لشباب الجامعة وطلاب الثانويات والمدارس الابتدائية للمطالبة بإنهاء حكم صالح حيث انطلقت تظاهرة خور مكسر من أمام كلية التربية التي أوقفت عمادتها إجراء امتحانات كان مقرراً لها أن تتم أمس بسبب سوء الأوضاع في المدينة، كما شهدت المعلا تظاهرة طلابية منفصلة لاحقا لطلاب جامعة عدن طافت الشارع الرئيسي بالمدينة لذات المطالب .
وقدم أعضاء المجلس المحلي في مديرية خور مكسر استقالتهم الجماعية من عضوية المجلس ودعوا إلى تشكيل لجان شعبية للحفاظ على الممتلكات العامة .
وامتدت أعمال العنف إلى محافظتي مأرب والجوف، حيث أصيب ما لا يقل عن 15 متظاهراً في محافظة مأرب برصاص تقول المعارضة إنه صدر من مرافقي محافظ مأرب العميد ركن ناجي الزايدي، إلا أن السلطات الأمنية نفت ذلك، وقالت إن المحتجين اقتحموا مقر المحافظة واعتدوا على المحافظ بسلاح أبيض في رقبته نقل على أثرها على متن مروحية عسكرية إلى المستشفى العسكري بصنعاء لتلقي العلاج وهو في حالة خطيرة .
قلق أمريكي وفرنسا تطالب رعاياها بمغادرة اليمن
أعربت الولايات المتحدة عن قلقها العميق لسقوط قتلى وجرحى في المظاهرات التي حدثت في جميع أنحاء اليمن الأسبوع الماضي، وقال البيت الأبيض إن الناس يتشاطرون في كل مكان نفس الحقوق العالمية في التظاهر السلمي وحرية التجمع والتعبير عن أنفسهم، وطالبت واشنطن الحكومة اليمنية ب وقف العنف فوراً، وتسريع التحقيق في هذه الأحداث واتخاذ الخطوات كافة اللازمة لحماية حقوق جميع مواطنيها . وجددت دعوتها لجميع الأطراف إلى الالتزام بالمشاركة في عملية علنية وشفافة لمعالجة الهموم المشروعة للشعب اليمني، وإيجاد مسار منظم نحو بلد يستجيب وبشكل أكبر للتطلعات السياسية والاقتصادية للشعب اليمني .
من جهة ثانية دعت وزارة الخارجية الفرنسية عائلات الفرنسيين المقيمين في اليمن إلى مغادرته بسبب ما وصفته بتدهور الوضع الأمني، وجاءت هذه المناشدة للمواطنين الفرنسيين بمغادرة اليمن بعد مناشدة ماثلة لوزارة الخارجية الألمانية والهولندية والبريطانية والأمريكية، فيما حثت السلطات السعودية رعاياها في اليمن إلى توخي الحذر عند تنقلاتهم في العاصمة صنعاء وبقية مناطق البلاد بسبب ارتفاع حدة التوتر السياسي في البلاد . (وكالات)
اتهام الزنداني باستخدام القاعدة لتنفيذ هجمات ضد النظام
صنعاء - الخليج:
اتهمت مصادر مقربة من الحكومة اليمنية الشيخ عبدالمجيد الزنداني بجمع عناصر تنظيم القاعدة لاستخدامهم في عمليات ضد السلطة، مشيرة إلى أن الشيخ قام بالاحتماء في قريته (زندان بمنطقة أرحب) خارج صنعاء، والتحضير لعمليات ضد النظام مستغلاً علاقته بتنظيم القاعدة .
وأشارت هذه المصادر إلى أن الشيخ المغضوب عليه من قبل سلطات صنعاء بسبب موقفه المؤيد لحركة الاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام، قام في قرية زندان قام بنصب عدد من الأسلحة الرشاشة المضادة للطائرات في سطح منزله وأسطح المنازل المجاورة في قرية زندان بمديرية أرحب بمحافظة صنعاء وذلك بعد أن شوهدت طائرة من دون طيار تحوم في سماء المنطقة التي يقع بها معقل الشيخ الزنداني الذي فر إليها بعد أن تلقت السفارة الأمريكية بصنعاء توجيهات من الإدارة الأمريكية بضرورة استغلال الخلاف الدائر في اليمن ومطالبة الحكومة اليمنية تسليمها الشيخ الزنداني بعد أن أعيد إدراج اسمه في القائمة السوداء لأخطر الإرهابيين العالميين هو ويمنيين آخرين .
وأوضحت المصادر أن مجاميع من طلاب جامعة الإيمان التي يديرها الزنداني انتقلت إلى قرية زندان حيث يتواجد الشيخ استعدادا لمواجهة الطائرة بدون طيار والتي تبحث عن الزنداني لاغتياله باعتباره مطلوباً أمنياً لدى السلطات الأمريكية خاصة في ظل الظروف والأوضاع التي يعيشها اليمن راهنا . وقالت إن قيادات وعناصر تنظيم القاعدة المتواجدة في اليمن انتقلت هي الأخرى إلى المنطقة نفسها .
وقالت إن لقاء الزنداني بقيادات التنظيم جاء في إطار ترتيب لعمليات قادمة لتنظيم القاعدة مستغلاً حالة الفوضى وحالة الاحتقان السياسي الذي تشهدها اليمن حالياً .
اتهام الأحمر بالتخطيط للاستيلاء على مستشفى حكومي
صنعاء - الخليج:
اتهمت وزارة الداخلية الشيخ حميد الأحمر، الأمين العام للجنة التحضيرية للحوار الوطني، وأحد أنجال رئيس البرلمان السابق الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر زعيم قبائل حاشد الراحل، بالتخطيط للاستيلاء على مستشفى حكومي بعد إحضاره مجاميع مسلحة تسللت إلى ساحة الاعتصام أمام جامعة صنعاء .
وأوضح مصدر في الوزارة أن تلك المجاميع المسلحة من أتباع حميد الأحمر والتي يتم الزج بها إلى أوساط المعتصمين تسعى إلى إثارة الفوضى وإشعال الفتنة من خلال التحرش بالمواطنين ورجال الأمن، وحذر من النوايا السيئة من وراء الزج بتلك المجاميع المسلحة إلى ساحة الاعتصام وذلك بهدف إثارة فتنة لا يمكن التنبؤ بعواقبها .
كما أشار إلى أن تلك المجاميع تسعى لاقتحام مستشفى الكويت الجامعي والاستيلاء عليه .
إقالة مسؤول أمني في المهرة على خلفية هروب سجينين
صنعاء -الخليج:
أقالت السلطة المحلية في محافظة المهرة، أقصى شرق اليمن، مدير السجن المركزي المقدم علي الجماعي بعد فرار اثنين من تجار المخدرات من السجن المركزي بمنطقة الغيضة للمرة الثانية خلال أسبوعين .
وذكرت مصادر محلية أن مدير الأمن أصدر قراراً بتعيين صف ضابط سعد صالح العرامي مديراً للسجن، ما أثار حفيظة الضباط العاملين في السجن .
مصادر رسمية تؤكد انضمام أعضاء من "الاشتراكي" للمؤتمر الحاكم
صنعاء - الخليج:
أعلنت مصادر رسمية بمديرية رحبة بمحافظة مأرب، استقالة الشيخ حسين ناجي الغزي وأربعة آخرين من الحزب الاشتراكي اليمني السبت الماضي، وانضمامهم إلى المؤتمر الشعبي العام الحاكم احتجاجا على رفض اللقاء المشترك الحوار كوسيلة لحل الاختلافات السياسية وعدم تجاوبهم مع المبادرة الوطنية التي أعلنها رئيس الجمهورية، وكذا نزوعهم إلى تأزيم الحياة السياسية والإضرار بالمصالح الوطنية العليا .
وأشارت المصادر إلى أن الشيخ الغزي يعمل في الحزب الاشتراكي اليمني منذ عام ،1973 وله أدوار سياسية ووطنية مشهودة في سبيل الوطن والوحدة والحرية والديمقراطية .
علماء ينضمون إلى المطالبين بـ "إسقاط النظام الفاسد"
صنعاء - الخليج:
انضم عشرون عالم دين زيدياً إلى المطالبين بالخروج على الحاكم الظالم، ودعا هؤلاء العلماء كل أبناء الشعب المسلم في اليمن للنزول إلى ساحة التغيير لمؤازرة إخوانهم لردع الفتنة وإسقاط النظام .
وأكد بيان صادر عن هولاء العلماء أن ما حدث من اعتداءات على المتظاهرين لم يكن ليحدث إلا بتراخي الناس عن الخروج مما شجع النظام على هذه الاعتداءات، وناشدوا الجيش والأمن والشرطة لحماية إخوانهم والانضمام إليهم في سبيل إسقاط النظام الفاسد الظالم .
وأشار البيان إلى أن القتل العمد جريمة لا تغفر، مؤكدين أنه لم يكن يخطر بالبال مثل هذه الاعتداءات في بلد الإيمان والحكمة، تجاه شباب وشيوخ ورجال ونساء وأطفال يعتصمون مسالمين لا يحملون سلاحا يطالبون بحقوقهم يقتلون ويعتدى عليهم أمام العالم بدون خوف ولا رادع، ووصفوا الهجمات على المعتصمين سلمياً بالفعل بالمشين، محملين النظام كل المسؤولية وكلما يترتب على ذلك من تبعات .
