عادي
الرعاية الطبية في الدولة تتم وفق أرقى المعايير العالمية

الإمارات تنفذ استراتيجيات صحية تواجه التحديات وتواكب التقنيات

05:25 صباحا
قراءة 6 دقائق

حرصت دولة الإمارات العربية المتحدة منذ قيامها على توفير أفضل الخدمات الصحية وتقديم رعاية نوعية عالية المستوى ترقى إلى المعايير العالمية، شملت الخدمات العلاجية والوقائية والتعزيزية، إضافة إلى تنفيذ برامج استراتيجية لمكافحة الأمراض المزمنة والسارية ورعاية الطفولة والأمومة، وذلك من خلال تنفيذ استراتيجيات صحية تواجه التحديات وتواكب التقنيات .

وانتشرت في جميع مستشفيات الدولة المراكز التخصصية العلاجية مثل وحدة جراحة القلب المفتوح وزراعة الأعضاء ووحدة الاستسقاء الدموي لمرضى الفشل الكلوي، ووحدة الطب النووي والمناظير الجراحية ومراكز علاج السكري والسرطان .

كما تم تزويد هذه المستشفيات بأحدث المختبرات والمعدات الطبية، منها أجهزة التصوير الطبقي والتصوير الإشعاعي الرقمي والأمواج الصوتية ثلاثية الأبعاد والرنين المغناطيسي .

وبلغ حجم الإنفاق على الرعاية الصحية في الإمارات خلال العام 2011 نحو 36 مليار درهم، موزعة على الميزانيات الكبيرة لوزارة الصحة وهيئة الصحة في أبوظبي وهيئة الصحة في دبي والاستثمارات الكبيرة للقطاع الخاص ويتوقع أن يصل إلى 40 مليار درهم في العام 2015 .

وقد وصل عدد المستشفيات في الدولة إلى 92 مستشفى وأكثر من 246 مركزا للرعاية الصحية الأولية، من بينها 15 مستشفى تابعة لوزارة الصحة و67 مركزاً عاماً، إضافة إلى 11 مركزاً رئيساً للصحة المدرسية و10 مراكز لرعاية الأمومة والطفولة و110 وحدات متخصصة للأمومة والطفولة، داخل مراكز الرعاية الأولية والمستشفيات إلى جانب ألف و162 من المستشفيات والمراكز المتخصصة والعيادات الطبية الخاصة، مقارنة مع سبعة مستشفيات و12 مركزاً صحياً فقط عند قيام الاتحاد في عام 1971 .

وأنجزت وزارة الصحة خلال عامي 2011-2012 عدداً من المشاريع الصحية الجديدة ضمن خطتها لتنفيذ 35 مشروعاً في جميع المناطق الشمالية من الدولة بتكلفة 3،5 مليار درهم وتشمل هذه المشاريع المنفذة والجاري استكمالها، مستشفيات تخصصية وعامة ومراكز للرعاية الصحية الأولية ومراكز لطب الأسنان ومختبرات مركزية وبنوكاً للدم، إضافة إلى تحديث البنية التحتية للمرافق الصحية والمختبرات المركزية ومراكز الأشعة والمعدات والأجهزة الطبية، كما أعلنت وزارة الصحة في شهر فبراير/شباط 2012 عن سبعة

مشاريع صحية جديدة بتكلفة مليار و694 مليون درهم ستدخل حيز التشغيل خلال عامي 2012 و2013 ضمن مبادرات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة لدعم القطاع الصحي، وتشمل أربعة مستشفيات تخصصية وعامة في عجمان ورأس الخيمة والفجيرة وأم القيوين .

استراتيجيات صحية

أكد عبدالرحمن بن محمد العويس وزير الصحة حرص واهتمام دولة الإمارات على دعم القطاع الصحي وتقديم أرقى الخدمات والبرامج العلاجية والوقائية على مدى 41 عاماً، وقال إن الدولة شهدت نهضة حضارية شاملة حظيت خلالها الخدمات الصحية وبرامج الصحة العامة بأهمية قصوى، مشيراً إلى أن وزارة الصحة خطت خطوات حثيثة لتطوير استراتيجيات صحية وطنية قادرة على تقييم التحديات الصحية المختلفة بصورة علمية ودقيقة لتستوعب التقنيات والمعارف الحديثة المتاحة .

وأشار وزير الصحة إلى أهم معالم الاستراتيجيات الصحية في دولة الإمارات ومن بينها تطوير برامج وطنية شاملة لمكافحة الأمراض المعدية والتخلص منها وفق توجهات منظمة الصحة العالمية حيث تم إطلاق برنامج لاستئصال مرض شلل الأطفال وإشهار دولة الإمارات خالية منه ومن مرض الملاريا، كما كان لتعزيز برامج الترصد الوبائي للأمراض المعدية والأمراض المستجدة الدور المهم في هذا المجال، وأكد أن تفعيل إدخال اللوائح الصحية الدولية حيز التنفيذ في مايو/أيار 2007 في دولة الإمارات وكل الدول أسهم في رفع قدراتها للتأهب والاستعداد للتدخل فور حدوث أي مشكلة صحية طارئة أو جانحة تهدد الأمن الصحي العالمي .

كما أكد وزير الصحة أن التحديات الصحية الحديثة ممثلة بالأمراض غير المعدية حظيت باهتمام خاص، حيث شاركت وزارة الصحة في جميع اللقاءات العلمية وفعالياتها وقامت بوضع استراتيجية متطورة لمواجهة الأمراض غير المعدية مثل داء السكري وأمراض القلب وعوامل الأخطار المسببة لها مثل السمنة ومكافحة التبغ وتشجيع الممارسات البدنية .

وقال إن تأهل الدولة وإشهار خلوها من عوز اليود خلال هذا العام يجسد التعاون البناء مع المنظمات الدولية وخاصة منظمة الصحة العالمية واليونيسيف ومنظومة الأمم المتحدة والمجلس الدولي لمكافحة عوز اليود .

ونوه بأن دولة الإمارات كان سباقة في انتهاج استراتيجيات مستقبلية واعدة لتطوير برامج شاملة كان من أهمها برامج الفحص المبكر للوقاية من الأمراض الوراثية والتي تتضمن الاكتشاف المبكر لأمراض حديثي الولادة لإرساء سجل وطني للتشوهات الخلقية والأمراض الوراثية في دولة الإمارات . فيما تهدف هذه البرامج إلى حماية الأطفال من الإعاقات الذهنية والجسدية وخفض نسبة الوفيات الناتجة عن الإصابة بهذه الأمراض بينهم، مؤكداً أن البرنامج الذي أنشئ منذ العام 1999 نجح في اكتشاف العديد من هذه التشوهات بنسبة واحد لكل ألف طفل يتم فحصهم حيث بلغ إجمالي الذين تم فحصهم منذ بداية البرنامج ما يقارب المليون طفل .

وحققت دولة الإمارات نجاحاً قياسياً في معدلات وفيات الأطفال وصنف المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية للشرق الأوسط في عام 2012 دولة الإمارات في مقدمة خمس دول في الإقليم في خفض معدل وفيات الأطفال حيث بلغت أقل من 10 وفيات لكل ألف مولود، وكانت منظمة الصحة العالمية أعلنت في نهاية عام 2002 خلو دولة الإمارات من شلل الأطفال ومرض الملاريا .

وتطبق دولة الإمارات في إجراء سبقت به الكثير من دول العالم المتقدم نظام التأمين الصحي كشرط إجباري في تقديم الرعاية الصحية الشاملة للمواطنين والمقيمين في الدولة وتشدد على أصحاب العمل سواء في الحكومة أو القطاع الخاص والشركات والمؤسسات وحتى الأفراد على إصدار بطاقات التأمين الصحي للعاملين معهم كشرط إلزامي لمنحهم تأشيرات الإقامة في الدولة .

هيئة الصحة في أبوظبي

تأسست هيئة الصحة في أبوظبي عام 2001 بهدف توفير أرقى الخدمات العلاجية للمواطنين والمقيمين في الإمارة وتطوير نظم رعاية صحية عالي المستوى للسكان وإعداد المخططات التنفيذية الاستراتيجية لتطوير خدمات الرعاية الصحية ومراقبة وتقييم أداء المؤسسات والمرافق الصحية مع التأكد من التزامها بالقواعد المهنية .

ووصل حجم الإنفاق على الخدمات الصحية في إمارة أبوظبي خلال عام 2011 نحو 11 ملياراً و500 مليون درهم بعد افتتاح وتشغيل عدد من المنشآت الصحية الجديدة وإجراء توسعات في منشآت قائمة .

وبلغ عدد المنشآت الطبية في إمارة أبوظبي في العام 2012 نحو 954 منشأة والمنشآت الصيدلانية 529 فيما بلغ عدد الأسرة في مستشفيات الإمارة ثلاثة آلاف و659 سريراً .

وتتولى شركة أبوظبي للخدمات الصحية التي تأسست في ديسمبر/ كانون الأول 2007 كشركة عامة برأسمال مليار درهم تنفيذ السياسات والمشاريع الاستراتيجية المعتمدة من قبل هيئة الصحة في أبوظبي لتطوير العمل الصحي والعلاجي في إمارة أبوظبي وإدارة المنشآت الصحية مباشرة وتكليف الغير بإدارتها أو إسنادها لذوي الكفاءات والخبرات العالمية، وقد دخلت الشركة لهذا الغرض في شراكات مع أرقى المؤسسات العالمية في مجال الرعاية الصحية لضمان توفير خدمات صحية بجودة عالية تتماشى مع المعايير الدولية الصحية . وطرحت شركة أبوظبي للخدمات الصحية في 27 مارس/آذار 2013 مناقصة إنشاء مدينة خليفة الطبية الجديدة في وسط مدينة أبوظبي التي ستكون أكبر مستشفى في دولة الإمارات، حيث تم تصميمها على شكل مدينة طبية متكاملة، وتمتد مدينة الشيخ خليفة الطبية الجديدة على مساحة تصل إلى قرابة 300 ألف متر مربع وستضم ثلاثة مستشفيات منفصلة هي المستشفى العام ومستشفى الولادة وأمراض النساء المخصص للأمهات الحوامل ومستشفى متخصص للأطفال وتحتوي على قرابة 826 سريراً وتوفر خدمات الرعاية الصحية ذات المستوى العالمي لمختلف أفراد المجتمع، كما تنفذ الشركة حالياً مستشفى المفرق الجديد .

هيئة الصحة في دبي

تأسست هيئة الصحة في دبي في يونيو/حزيران 2007 وتختص بإعداد الخطط الاستراتيجية الشاملة المتعلقة بالقطاع الصحي في الإمارة والإشراف عليها وإعداد وتطوير تنفيذ السياسات الخاصة بأنظمة التأمين الصحي بما يضمن تقديم الخدمات الصحية الإلزامية لجميع الشرائح المستهدفة، إضافة إلى إعداد وتطوير وتنفيذ السياسات بمنح تراخيص المهن والمرافق والمنشآت الصحية والعلاجية في الإمارة والإجراءات المتصلة بالقطاع الصحي بشقيه العام والخاص .

وحددت هيئة الصحة في دبي أربعة أهداف رئيسة في استراتيجيتها التي تمتد من العام 2013 وحتى العام 2025 وتتمثل في تحقيق الوقاية والتوعية وشمولية الخدمة والكفاءة مع الفاعلية والاستثمار مع التنافسية، كما حددت 17 هدفاً تشغيلياً و43 مبادرة لتنفيذ هذه الأهداف تعززها خطة لمراقبة الأداء ومؤشرات لقياس مستوى هذا الأداء لضمان تحقيق الأهداف المنشودة وترجمتها على أرض الواقع .

وافتتح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في احتفالية أقيمت في مجمع محمد بن راشد الأكاديمي الطبي في مدينة دبي الطبية في الأول من ابريل/ نيسان ،2013 مؤسسة الجليلة للأبحاث الطبية وهي مبادرة غير ربحية ستعمل على إطلاق المشاريع البحثية التي تتناول الاشكالات الصحية والأمراض التي تعانيها المنطقة ككل، إضافة إلى دعم التعليم الطبي . كما ستسهم في تنظيم حملات للتوعية في مجال الرعاية الصحية وتعزيز أنماط الحياة الصحية والإجراءات الوقائية . (وام)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"