عادي

التغير المناخي يهدد البشرية بويلات صحية

04:02 صباحا
قراءة دقيقتين
إعداد: عمر عدس وصباح كنعان
أطلقت مجلة مرموقة متخصصة في الطب إنذاراً بشأن ما سيتعرض له البشر من ويلات صحية إذا لم يتم التعامل منذ الآن مع أزمة التغير المناخي . وقد عرضت الباحثة والكاتبة انستازيا بانشيوس هذا الإنذار في مقال نشرته في موقع "الترنت" قائلة:
مرض فيروس إيبولا قد يكون درامياً أكثر، ولكن التغير المناخي خطر أكبر على الصحة العامة .
هذا هو الاستنتاج الذي توصلت إليه المجلة الطبية البريطانية، وهي مجلة طبية أسبوعية يراجعها ذوو اختصاص وكفاءة، وتصدر منذ العام 1840 . وفي الأول من سبتمبر/ أيلول، نشرت افتتاحية دعت فيها منظمة الصحة العالمية إلى إعلان التغير المناخي "أزمة صحية عامة" .
وقالت الافتتاحية، التي كتبتها رئيسة تحرير المجلة فيونا غودلي: "مهما تكن الوفيات الناجمة عن عدوى إيبولا مأساوية ومرعبة، فإنها تبقى قليلة الأهمية مقارنة مع البلية التي يمكن أن يواجهها أبناؤنا وأحفادنا إذا لم يفعل العالم شيئاً للجم انبعاثاته من الكربون" .
وأعادت غودلي إلى الأذهان واقعاً أنه عندما بدأت المجلة الطبية البريطانية تنشر مقالات حول التغير المناخي منذ أكثر من ثماني سنوات، واجهت انتقادات حادة بدعوى أن التغير المناخي ليس من اختصاص مجلة طبية، بل وحتى إن التغير المناخي حديث باطل وليس حقيقة . وكتبت تقول: "أصغينا بشكل مؤدب، ولكننا مضينا قدماً ونحن مقتنعون بوجود خطر على صحة البشر وبقائهم . وقد نشرنا افتتاحيات ومقالات، وشاركنا في استضافة مؤتمرات وندوات، وحملات لجمع التبرعات، وتحدثنا إلى صانعي السياسة والسياسيين، وعملنا بالتعاون مع الجمعية الطبية البريطانية، والمعاهد الملكية ونظيراتها في بلدان أخرى، وطوال ذلك الوقت كنا قلقين من ألا يكون ذلك كافياً . وكنا نأمل في أن يشجعنا الأطباء والاختصاصيون الطبيون الآخرون على الاضطلاع بدور قيادي في معالجة مشكلة التغير المناخي" .
وأوضحت أن مجلتها خطت الآن خطوة إضافية إلى الأمام، بنشرها تقريراً ليس فيه أي محتوى حول الطب والرعاية الصحية، وإنما يعرض وقائع تغير مناخي من صنع الإنسان يجب على كل طبيب أن يعرفها .
وقالت غودلي إن المندوبين إلى أول مؤتمر نظمته منظمة الصحة العامة في أغسطس/ آب في جنيف "اتفقوا جميعاً مع المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية مارغريت تشان على أن التغير المناخي هو التهديد الأكبر للصحة العامة، والمسألة المميزة للقرن الحادي والعشرين . وقد أطلق المؤتمر تحذيراً واضحاً: إذا لم يتم كبح التغير المناخي، فسوف يطرح أخطاراً غير مقبولة على الصحة العامة عبر العالم كله" .
ومضت غودلي تدافع عن اقتناعها بأن التغير المناخي هو بالفعل أزمة صحة عامة، وعددت تأثيراته . وقالت: "إحراق الوقود الأحفوري يتسبب بنحو سبعة ملايين وفاة قبل الأوان نتيجة تلوث الهواء في الأماكن المغلقة والأماكن المفتوحة . والضباب الدخاني في بكين ومدن كبرى أخرى ينبه الناس إلى الخطر، ويدق ناقوس الخطر لتحذير السياسيين" .
وخلصت غودلي إلى القول: "منظمة الصحة العالمية أظهرت حسن قيادة بشأن التغير المناخي، ولكنها أحجمت عن إعلان أزمة صحة عالمية . وهذا أمر يمكن تفهمه في وقت ينتشر فيه فيروس إيبولا . ولكن هذا ما يجب أن تفعله منظمة الصحة العالمية الآن" .
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"