عادي

زيلينسكي يؤكد نجاح عملية كورسك.. وروسيا تستبعد التفاوض

19:38 مساء
قراءة 4 دقائق

الخليج-وكالات
استبعد الكرملين الاثنين الدخول في مفاوضات سلام مع كييف، بعد هجومها المباغت في الأراضي الروسية والذي أكّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه يحقق أهدافه.
الخطوة هزّت موسكو
دخلت قوات أوكرانيا في السادس من أغسطس منطقة كورسك (غرب)، وسيطرت مذاك على جزء منها في أكبر هجوم يستهدف الأراضي الروسية منذ عملية موسكو العسكرية في فبراير 2022. وهزّت الخطوة موسكو وفاجأت حلفاء أوكرانيا الغربيين. وقالت كييف إن الهجوم يهدف للضغط على القوات الروسية وإقامة «منطقة عازلة» والدفع باتّجاه إنهاء النزاع بناء على شروط «منصفة».
المفاوضات بعيدة

لكن المساعد في الكرملين يوري أوشاكوف أكد الاثنين أن الهجوم أدى إلى استبعاد احتمال عقد مفاوضات سلام. وقال «في المرحلة الراهنة ونظراً إلى هذه المغامرة، لن نتحاور». واعتبر أن الدخول في عملية تفاوضية حالياً هو أمر «غير مناسب على الإطلاق»، مشيراً إلى أن الخوض في أي محادثات مستقبلية «سيعتمد على الوضع في ميدان المعركة، بما في ذلك في منطقة كورسك».
إجلاء عائلات
سيطرت موسكو التي تبدو عازمة على عدم السماح للهجوم بالتأثير في التقدّم الذي تحققه في شرق أوكرانيا، على قرية أخرى في منطقة دونيتسك الاثنين.
وتحسّباً لتواصل الهجوم، أمرت أوكرانيا بإجلاء العائلات من بوكروفسك الرئيسية مع اقتراب قوات موسكو من المدينة التي تعد مركزاً لوجستياً.
زيلينسكي: نحقق أهدافنا
وفي الأثناء، أفاد زيلينسكي أن قواته في كورسك تحقق أهدافها، علماً بأنها أقامت مراكز إدارية ونشرت تسجيلات مصوّرة ما كان من الممكن تخيّلها من قبل لجنود أوكرانيين يسيّرون دوريات في الشوارع الروسية. وقال زيلينسكي «نحقق أهدافنا. جددنا هذا الصباح صندوق تبادل (أسرى الحرب) في بلادنا»، في إشارة إلى احتجاز مزيد من الجنود الروس كأسرى حرب. والأحد، أكد زيلينسكي أن هدف العملية في الأراضي الروسية هو إقامة «منطقة عازلة».
شروط وقف الصراع
كان احتمال إجراء مفاوضات سلام بعيداً حتى قبل إطلاق أوكرانيا عمليتها في روسيا. وطالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوكرانيا بالتنازل عن أجزاء من أراضيها إذا أرادت وقفاً لإطلاق النار. ومن جانبه، يطالب زيلينسكي الذي استبعد إجراء مفاوضات مباشرة مع الكرملين بانسحاب روسي كامل من الأراضي الأوكرانية، بما في ذلك القرم، وبتعويضات. وفي الأيام الأخيرة، دمّرت أوكرانيا جسرين رئيسيين فوق نهر سيم داخل روسيا، سعياً إلى عرقلة طرق الإمداد الروسية إلى منطقة القتال. واستُهدف جسر ثالث فوق النهر نهاية الأسبوع، وفق ما أفاد محقق عسكري روسي في تسجيل مصوّر نشره المعلّق التلفزيوني البارز المؤيد للكرملين فلاديمير سولوفييف. ولم تترك الهجمات على الجسور خيارات كثيرة أمام روسيا، بحسب مدوّنين عسكريين روس. وذكرت وزارة الدفاع في موسكو الاثنين بأن روسيا أحبطت هجمات أوكرانية على ثلاث قرى أخرى في منطقة كورسك.
جنود بدون خبرة
تُتّهم روسيا أيضاً بإرسال مجنّدين يفتقرون للخبرة لحماية منطقة كورسك، إذ لا ترغب بإعادة نشر المقاتلين ذوي الخبرة من الخطوط الأمامية في شرق أوكرانيا.
وأثارت عملية أوكرانيا بشكل واضح قلق الروس، فيما يأمل البعض في كييف بأن يدفع ذلك السكان للاحتجاج على حرب الكرملين المتواصلة منذ أكثر من عامين.
وقال مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخائيلو بودولياك على «إكس» إن «الروس الذي اعتادوا متابعة الحرب وكأنها برنامج تلفزيوني، بدأوا الآن يختبرونها عن قرب وبشكل شخصي». وأضاف «إذ كنتم لا تريدون رؤية الحرب، فعليكم وضع حد لها عبر إجبار قيادتكم على تحقيق السلام بناء على شروط منصفة».
إخلاء بوكروفسك
وفي منطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا، أعلنت موسكو السيطرة على بلدة أرتيموفو المعروفة باسم زليزنه في أوكرانيا. وبلغ عدد سكان زليزنه نحو 5000 نسمة مطلع عام 2022، ما يعني أنها من أكبر المناطق التي تسيطر عليها القوات الروسية منذ أسابيع. كما أعلنت أوكرانيا أن الهجمات الروسية أودت بحياة أربعة أشخاص في بلدات على الجبهة الاثنين إذ قُتلت امرأة تبلغ من العمر 71 عاماً في حديقتها في توريتسك فيما قتل ثلاثة مدنيين في الستينات والسبعينات من العمر في قرية زاريشنه.
ومع انتقال الجبهة غرباً نحو مدينة بوكروفسك، أعلن مسؤولون أوكرانيون الإجلاء الإجباري للعائلات مع الأطفال. وأفاد حاكم دونيتسك فاديم فيلاشكين «سنبدأ الإجلاء القسري للعائلات التي تضم أطفالاً من سكان بوكروفسك»، مصدراً أوامر بالإجلاء «الإجباري» للأطفال وذويهم من بوكروفسك ونحو عشر قرى مجاورة. وأوضح أن أكثر من 53 ألف شخص يقطنون المنطقة بينهم نحو 4000 طفل. ووصف فيلاشكين قرار الإجلاء بأنه «ضروري ولا مفر منه». لطالما سعت روسيا للسيطرة على بوكروفسك الواقعة على تقاطع لطريق رئيسي للإمدادات التي تصل إلى الجنود الأوكرانيين.
41 جريحاً
في الأثناء، أعلن حاكم منطقة روستوف في جنوب روسيا فاسيلي غولوبيف بأن 41 عنصر إطفاء أصيبوا بجروح أثناء محاولتهم إخماد حريق اندلع في منشأة نفطية على مدى يومين عقب استهدافها بمسيرة أوكرانية. وأعلنت سلطات مدينة بروليتارسك الواقعة على بعد نحو 200 كيلومتر عن الحدود الأوكرانية، حالة الطوارئ الاثنين واستقدموا المزيد من المسعفين لمعالجة الجرحى. وأفاد غولوبيف بأن 18 من عناصر الإطفاء المصابين نقلوا إلى المستشفى، بينهم خمسة في قسم العناية المركّزة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2e4mdjkh

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"