عادي
عدوان تمرد الحوثي - صالح يهجر 800 ألف من سكان المحافظة

تعز اليمنية تعيش مرارة الحرب والحصار والعقاب الجماعي

05:24 صباحا
قراءة دقيقتين
صنعاء عبدالرحمن أحمد عبده:

يتحدث نشوان نعمان، وهو أحد أبناء مدينة تعز، بمرارة عن معاناة مدينته والمآل الذي وصلت إليه جراء الحرب والحصار المتعاظم عليها من قبل مليشيات صالح والحوثي الانقلابية، ويقول إن الحصار على المدينة ازدادت حدته مع منع دخول المواد الغذائية والخضراوات وتعليق المسافرين والمتنقلين عند مداخل المدينة، «لا لشيء إلا لإذلالهم والتضييق عليهم من قبل عصابات الانقلابيين».

ويضيف نعمان: ما يحز في النفس أن كل صور الجرائم الممارسة ضد سكان تعز يقابل ببرود ولامبالاة من المنظمات الدولية ولاسيما الإغاثية، ربما لعدم قدرتها على التواصل، الأمر الذي زاد في تدهور الوضع الإنساني بالمدينة. وبحديثه هذا قدم الناشط المدني نشوان صورة مرعبة عن الوضع في تعز، كاشفاً حالة الحصار الشامل الذي تضربه الميليشيات على المدينة وأهاليها، بالتزامن مع انعدام المياه النظيفة وطفح المجاري في كل مكان وانقطاع الكهرباء وانعدام الغاز المنزلي، وآخرها انقطاع خدمة الإنترنت والاتصالات عن المدينة.
ووفقاً لرأيه، فإن الحديث عن معاناة تعز، حديث لا ينتهي، فحجم المعاناة كبيرة، فهي مدينة منكوبة، تعاني مرارة الحرب ومرارة الحصار المفروض عليها، فضلاً عن الدمار الذي حل بها والنقص في الغذاء والدواء وانعدام النظافة، وانعدام المشتقات النفطية. ويشير إلى أنه مع توقف المستشفيات عن تقديم خدماتها، في ظل الحصار المطبق على المدينة، انتشرت الأمراض، وأبرزها حمى الضنك، كما انعدمت كلياً الأدوية عن مرضى السكر والسرطان، فيما عجزت المنظمات الدولية عن إغاثة تعز وعدم قدرتها على التواصل مع ناشطيها، وتوقف أعمال اللجنة الدولية للصليب الأحمر بسبب مقتل موظفيها.
مدينة تعز هي عاصمة محافظة تعز وسط اليمن التي تحمل نفس الاسم وتضم 23 مديرية، وتعد الأكبر كثافة سكانية في البلاد، ولذلك مثلت على الدوام مخزوناً بشرياً لليمن، ينتشرأبناؤها في كل أرجاء البلاد، وهي اليوم تعيش وضعاً كارثياً بكل معنى الكلمة، وحسب تقارير أولية، فقد نزح أكثر من 800 ألف من سكانها خلال الحرب. ويشير نشوان إلى جوانب من مظاهر الحصار الخانق على المدينة، والذي امتد بالتالي إلى أجزاء واسعة من ريف المحافظة، فيقول: سبع مديريات في المحافظة تمثل مساحة جغرافية كبيرة وسكانها يتجاوز مليوني نسمة، جميعها محاصرة نتيجة الحرب الحاصلة في منطقة الضباب، غرب مدينة تعز، حيث لا يستطيع أحد الدخول أو الخروج.
ويمضي بحديثه: وتعاني هذه المناطق مثل ما تعانيه مدينة تعز وبقية المديريات بالمحافظة حرمان كل شيء وزاد عليها نزوح العديد من أبناء تعز إلى هذه المديريات، وكذلك نزوح العديد من المحافظات.
ويوضح أكثر: هذه المناطق تفتقر لأبسط الخدمات الطبية والعلاجية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"