العطور ثقافة برائحة التاريخ

02:58 صباحا
قراءة دقيقتين

الشارقة:أمل سرور

العطور الإماراتية المصنوعة من الطبيعة ليست تلك التي لا تخلو منها البيوت الإماراتية منذ القِدم وحتى تلك اللحظة فحسب؛ بل إنها ثقافة إماراتية شديدة الخصوصية، فالعود والعطور الشرقية بكل أنواعها باتت أسطورة الجنسين المفضلة، وخاصة المرأة المحبة للعطر بطبعها، والتي تملك ذوقاً رفيعاً في اختيار الروائح الطيبة.
واعتمد الأجداد على النباتات والخلطات الطبيعية في التعطير الشخصي والمنزلي، خاصة في الأعياد والأعراس والمناسبات المختلفة، مستخدمين أوراق النباتات والأشجار العطرية التي تصنع بشكل يدوي في كل بيت، وبين المشموم أو الريحان، والزعفران، والصندل، والزباد، والمسك، والعنبر، وماء الورد ومسحوقه، وأوراق الياس العطرية، أنواع كثيرة استخدمتها المرأة الإماراتية في صنع خلطات العطور التي كانت تستخدم في تعطير البيت والفراش والملابس كان الأهل في الإمارات قبل عقود يعتمدون على خامات البيئة المتاحة في تصنيع العطور، فكانت «المخمرية» أفضل الخلطات التي اعتمدت عليها المرأة الإماراتية في تعطير نفسها في ليلة العرس والأعياد والمناسبات المختلفة، وكانت السيدات يتنافسن في تنوع مكوناتها المعروفة، لكن النسب تختلف باختلاف الذوق وتفضيل عطر على الآخر.
و«المخمرية» عادة ما تتكون من الزعفران والمحلب، وبعض العطور العربية، وتُمزج في طاسة معدنية حتى تشكل عجينة، ومن ثم تدفن في الرمل لمدة 40 يوماً، وما أن تخرج إلا ويفوح طيبها، ويعرف الجيران أن «أم فلان» أخرجت المخمرية، فيتطيب منها أفراد الأسرة ويهدى منها لأهل الفريج، وتخزن لتعطير البيت والملابس والجسم في المناسبات والأعياد والأعراس. و«المشموم»واحد من أهم النباتات العطرية التي استعانت بها الجدات بها لصنع الخلطات أو استخراج العطر، كما استخدمت أوراق الريحان لحشو الوسائد لإكساب الفرش رائحة طيبة، وكانت النساء يقطفن أوراق «المشموم» فتغسل وتجفف، ثم توضع
في إناء وترش بعطور أخرى كالمسك، والعنبر، والورد، والزعفران، والصندل، والزباد، وتوزع على أرجاء البيت لتظل رائحتها تفوح بالطيب لأيام عدة، كما كن تعلقن أوراقه الكبيرة في نهاية ضفائرهن لتعطير شعرهن.
ويصل اهتمام الجدات بالعطور إلى حد أنها كانت من الأشياء الأساسية التي يتضمنها جهاز أو «ذهبة العروس»، وكان من بين هذه العطور المشموم أو الياسمين، والفيجي، والموتيا، والزعفران، والمحلب، والمخمرية، إضافة إلى دهن العود، والسدر، والياس، والصندل.
وتظهر أهمية العطور الإماراتية القديمة في ليلة الحنة والزفاف أيضاً؛ حيث كانت تتطيب بها العروس قبل لبسها الرداء الأخضر من يوم الحنة الذي يكون في العادة يوم الأربعاء، وفي يوم الخميس أو الزفاف، تعود لتتطيب بنفس العطور ويوضع الياسمين على الرأس، والمخمرية على الجسد، وتُرش الملابس بماء الورد، وتتبخر بالعود والعنبر.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"