مجاعة البنجال... وفاة 10 ملايين في 4 سنوات

04:26 صباحا
قراءة دقيقتين

الشارقة: مها عادل

أسوأ مجاعة تم تسجيلها في العصور الحديثة، تسببت في وفاة 10 ملايين إنسان على مدى أربع سنوات وقضت على ثلث سكان الأراضي التي ضربتها، إنها مجاعة البنجال التي وقعت بين عامي 1769 و1773، ومثلت واحدة من أبشع فصول الاستغلال الذي مارسه الاستعمار الأوروبي في بلدان العالم الثالث.
وقعت المجاعة بسبب سياسات شركة الهند الشرقية البريطانية التي كانت تحتل منطقة البنجال في الهند، وبصفتها شركة تجارية، كان أول أهداف الشركة هو تعظيم أرباحها، ومن خلال حقوق جباية الضرائب، كانت الأرباح التي يتم الحصول عليها من البنجال تأتي من الضرائب المفروضة علي الأراضي، بالإضافة إلى التعريفات التجارية. ولكن بعد نجاحها في السيطرة الكاملة على الأراضي، تمت مضاعفة ضرائب الأراضي إلى خمسة أضعاف ما كانت عليه، لتصل إلى حوالي 50% من قيمة الإنتاج الزراعي ما أسفر عن معاناة حقيقية للسكان وصعوبة في العيش وضيق في الرزق وجوع وفقر مدقع، ومع اقتراب المجاعة من ذروتها في إبريل عام 1770، أعلنت الشركة أن ضرائب الأراضي في العام القادم ستتم زيادتها بنسبة 10% إضافية. كما ذهبت القرارات بعيداً حيث قامت الشركة بتدمير المحاصيل الزراعية الغذائية مثل حبوب القمح والأرز وغيرها من المواد غير الأساسية، من أجل زراعة محاصيل تجارية مثل الخشخاش والنيلة الزرقاء التي تستخدم في الصباغة بدلاً من الأرز، ومنع ذلك على التجار والموزعين تخزين احتياطيات الحبوب التي كان من الممكن أن توفر الدعم الغذائي للسكان على مدار الفترات العجاف. وعندما بدأ الجفاف عام 1768 وضرب منطقة وسكان حوض نهر الجانج، حدث انخفاض كبير في إنتاج الحبوب في الأراضي القليلة الباقية للإنتاج الغذائي، تبعته في أواخر عام 1769 أحوال أكثر صعوبة وقسوة على السكان. وبحلول سبتمبر من عام 1769، حدث جفاف حاد، وكانت التقارير التحذيرية حينها ترد بالاستغاثات من المناطق الريفية بوجود وفيات وهزال وأمراض بسبب نقص الغذاء. إلا أن مسؤولي الشركة، رغم ذلك، كانوا يتجاهلونها.
وبحلول عام 1770، خرجت المجاعة عن السيطرة ومات الملايين من البشر من مختلف الأعمار، بسبب الجوع وعدم القدرة على سد ما يقيم أودهم.
وبسبب تلك المجاعة، هجر السكان مساحات شاسعة من أراضيهم،وعادوا إلى الغابات ليسكنوها لعشرات السنين ليعيشوا حياة بدائية قائمة على الجمع والصيد والالتقاط، كما أسفرت هذه المجاعة عن زيادة معدلات الجريمة و السرقات وظهور مجموعات كبيرة من الخارجين على القانون،ومنذ عام 1772، أصبحت عصابات الخارجين على القانون والمجرمين من العلامات المميزة للبنجال، ولم تتم السيطرة عليهم إلا من خلال الإجراءات العقابية التي تم إصدارها في الثمانينات من القرن الثامن عشر.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"