كتاب «الرياضة في فكر زايد» لمحمد الجوكر

04:50 صباحا
قراءة 3 دقائق
بقلم: عبدالغفار حسين

هناك كتب وكتابات صدرت عن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، تناولت سيرته السياسية والاجتماعية والفكرية. وإذا تتبعنا هذه الكتب، فإننا نجد أنها تشكل حيزاً واسعاً في المكتبة الإماراتية والعربية. وفي عام 2005، كتبت في كشاكيلي الرمضانية التي أكتبها لجريدة «الخليج» منذ أعوام كثيرة، إحدى وعشرين حلقة عن حياة الشيخ زايد، وهي قد تملأ صفحات كتاب كامل مُعد للطباعة، أرجو أن تتاح لي فرصة قريبة لإعداده ونشره.

وفي هذه الكتب العديدة التي تتحدث عن الشيخ زايد ودوره الريادي، كزعيم يُشار إليه بالبنان في تاريخ العالم العربي الحديث، هناك بيان عن الجوانب المتعددة من ثقافية وسياسية واجتماعية وفكرية في سيرة هذا الزعيم، لكن القليلين من يعرفون عن زايد الرياضي، وزايد المحب للرياضة، فجاءنا كاتب هذا الكتاب، الأستاذ محمد الجوكر، ليلقي أضواء كاشفة على هذا الجانب من شخصية زايد، ودوره في تشجيع الرياضة، وجعلها ركناً في أركان البناء والتعمير في جسم الدولة الحديثة والمجتمع الحديث.

ومن المعروف أن الشيخ زايد، رحمه الله، عاش ردحاً من الزمن حتى عام 1966، الذي تولى فيه الحكم في إمارة أبوظبي، في الواحات وفي الصحاري المحيطة بهذه الواحات، واحات العين، والمناطق التابعة لها. وهذا النوع من العيش الطبيعي في الأجواء الصحراوية، الذي أتاح لمن عاشوا في تلك البقاع، وفي تلك الفترات من الزمن قبل أن تغزونا وسائل الترفيه والراحة، هذه المعايشة الصحراوية، جعل من الشيخ زايد، رحمه الله، قوي البنية مُتفتح الذهن. ويحدثنا عن هذه المعايشة الصحراوية للشيخ زايد أحد كبار الرحالة الإنجليز الذين زاروا المنطقة نحو عام 1946، وهو ألفريد تسيجر، في كتابه المشهور «رمال العرب» Arabian sands

تسيجر قابل الشيخ زايد، رحمه الله، وقال عنه ما يلي: «كان نحو ثلاثين أعرابياً جالسين تحت شجرة شوكية أمام القلعة، وهنا أشار دليلنا قائلًا: (الشيخ جالس)، فأرقدنا جمالنا على بعد ثلاثين ياردة، واتجهنا نحوهم حاملين بنادقنا وعصيّنا، ولم ألبث أن حييتهم وتبادلت الأخبار مع الشيخ زايد، وكان رجلاً قوي البنية في الثلاثين من عمره، ذا لحية بُنية، ووجه ينم عن قوة الذكاء، مع عينين ثابتتين يقظتين، وهو يلبس ببساطة قميصاً لونه مُغبر من قماش عُماني، وسُترة مفكوكة الأزرار، يتميز عن زملائه بعقاله الأسود، والطريقة التي يضع بها كوفيته منسدلة على كتفيه، بدلاً من أن تكون مبرومة حول رأسه بالطريقة المحلية.. كنت أتوق إلى رؤياه، لأنه ذو شهرة كبيرة بين البدو، فهم يحبونه لعاداته البسيطة غير المتكلفة، ولطفه الزائد، وقوته الجسدية، وكانوا يتحدثون عنه بإعجاب: «زايد بدوي.. إنه يعرف عن الجِمال الشيء الكثير ويستطيع أن يركب كواحد منا، ويصطاد، ويعرف كيف يقاتل».

ويُعتبر الأستاذ محمد الجوكر، مؤلف هذا الكتاب وجامع محتوياته، أحد أبرز الرياضيين في الإمارات، إضافة إلى أنه من الكُتّاب المواطنين القلائل الذين برزوا بروزاً كبيراً في مجال التاريخ الرياضي والأندية الرياضية، لاسيما كرة القدم التي يُعتبر الأستاذ الجوكر في مقدمة المتضلعين في تاريخها وتطورها لأكثر من نصف القرن الذي مضى على تاريخ هذه اللعبة أو منذ نشأتها قبل ذلك في أواخر العشرينات من القرن الماضي من قِبَل بعض الطلبة من أولاد التُجار المبتعثين إلى الهند وانضم إليهم شباب من زملائهم في ديرة وبر دبي قبل إقامة النوادي الرياضية المعروفة.

وللأستاذ محمد الجوكر، إصدارات توثيقية عن الرياضة تصل إلى خمسة عشر إصداراً مما يدل على أنه يتصدر بجدارة قائمة أكبر الرياضيين العرب ومن بين أكثرهم فهماً وعلماً وتخصصاً بالرياضة.

ومن ميزة هذا الكتاب، كتاب «الرياضة في فكر زايد»، أنه يحتوي على صور جميلة للمناسبات والحفلات الرياضية التي أقيمت في البلاد، وخاصة تلك التي حضرها المغفور له الشيخ زايد.

وفي كلمة المقدمة، أثنى سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، على الجهد الذي بذله الأستاذ محمد الجوكر، لإخراج هذا الكتاب الأنيق في مظهره وفي محتواه ثناء جميلاً.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"