الرحى.. طحن في مهمة تكافلية

02:59 صباحا
قراءة دقيقتين

الشارقة: «الخليج»

عبء كبير يقع على كاهل المرأة الإماراتية من شؤون المنزل، فلو تحدثنا عن إعداد الطعام في الماضي فهو ليس بالأمر الهين، كما هو اليوم، وكان توفير دقيق القمح، كما هو حال صناعة الألبان، والأجبان، والزبد، من أصعب مهام المرأة.
طحن القمح، الشعير، وغيرهما من الحبوب التي كانت أساسية في صناعة وجبات الطعام وأنواع الخبز، كان يتم في المنزل بواسطة أداة تسمى «الرحى»، وهذه الأداة لم تندثر، بل ما زالت تحضر في المحافل التراثية في الدولة، وكثير من البيوت ما زالت تحتفظ بها لكونها تشكل إرثاً ثقافياً، فطحن الحبوب لم يكن مجرد مهمة تقوم بها المرأة، بل ارتبطت بأهازيج، أو أناشيد، وسرد حكايات حين تجمع النسوة.
تتكون الرحى من حجرين دائريين أملسين مطبقين على بعضهما بعضاً، على عكس المجرشة التي تتكون من حجرين خشنين بينهما مسافة صغيرة، وتتضمن الرحى فتحة دائرية من منتصفها تمكن من إدخال الحبوب لقطعة الرحى الدائرية السفلية، إضافة إلى عمود خشبي يضمن ربط الحجرين ببعضهما بعضاً، بينما تتخلل الحجر العلوي فتحة جانبية تثبت فيها قطعة خشبية تستخدم كمقبض لتدوير الرحى. وتدخل ربة البيت حبوب القمح من فتحة المنتصف، وتبدأ بإدارة الرحى حتى يبدأ دقيق القمح بالخروج من كل الأنحاء المستديرة الجانبية، وقبل تكون قد فرشت تحت الرحى قطعة قماش تتناول عنه الدقيق، وتنخله بمنخل، أو مشبك، للحفاظ على الناعم منه وإعادة الخشن للرحى لطحنه من جديد، وبذلك تستمر العملية حتى تتكون كمية مناسبة من الدقيق لصناعة أنواع الخبز.
وتعتبر عملية طحن الحبوب عملية صعبة لكونها تحتاج إلى قوة بدنية لتدوير الرحى حتى الحصول على كمية من الدقيق الذي يمكن تخزين بعضه، وتعتبر عملية الطحن تلك عملية تكافلية من ناحية أخرى، ففي كثير من الأحيان تساند النسوة في منزل إحداهن لطحن الحبوب، وتُمنح المرأة التي تبذل جهداً بعضاً من الدقيق إن كانت لا تملك القمح، وبرغم أن أغلب البيوت كانت تحتوي على الرحى إلا أن بعض النسوة كن يستعرنها من الجيران، أو يستخدمنها في بيوت الجارات، كما سلف الذكر، وكانت العملية تتم أغلب الأحيان في التجمعات الصباحية كتقليد يومي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"