قراءات

01:47 صباحا
قراءة دقيقة واحدة
إعداد: محمد صالح القرق

كان الإمام أبو حنيفة يخصص شطراً من وقته للتجارة، وكان يتجر بالخز وأثوابه (الخز: ما نسج من صوف وحرير) وكانت تجارته ذاهبة آيبة بين مدن العراق، وتدر عليه خيراً وفيراً، وتحبوه - من فضل الله - مالاً كثيراً.
وعرف عنه أنه كلما حال عليه الحول، أحصى أرباحه من تجارته، واستبقى منها ما يكفيه لنفقته، ثم يشتري بالباقي حوائج القراء والمحدثين، والفقهاء وطلاب العلم، وأقواتهم وكسوتهم، ويخصص لكل منهم مبلغاً من النقد ويدفع ذلك كله إليهم ويقول: «هذه أرباح بضائعكم أجراها الله لكم على يدي، والله ما أعطيتكم من مالي شيئاً، وإنما هو فضل الله عليَّ فيكم، فما في رزق الله حول لأحد غير الله».
وجاءته امرأة عجوز تطلب ثوب خزٍّ، فأخرج لها الثوب المطلوب، فقالت له: إني امرأة عجوز، ولا علم لي بالأثمان، وإنها الأمانة.
فبعني الثوب بما قام عليك (أي: بالثمن الذي اشتريته به) وأضف إليه قليلاً من الربح، فإني ضعيفة، فقال لها: إني اشتريت ثوبين اثنين في صفقة واحدة، ثم إني بعت أحدهما برأس المال إلا أربعة دراهم، فخذيه بها، ولا أريد منك ربحاً.

من كتاب «صور من حياة التابعين» للدكتور عبدالرحمن رأفت الباشا

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"