دمل العين.. عــدوى ســريعة الانتشـــار

03:45 صباحا
قراءة 5 دقائق

يعد دمل العين أحد أنواع العدوى المنتشرة بشكل واسع، والتي تصيب الجفن وتسبب التهابه، مع شعور المصاب بالألم، ويبدو في العادة مثل بقعة صغيرة مملوءة قيحاً على حافة العين.
ويصنف بعض الأطباء هذه الحالة على أنها من الأمراض المزمنة التي تصيب الغدة النخامية الموجودة بجوار العين.
ويتعافى الكثير من المصابين بهذه الحالة من تلقاء أنفسهم، أو من خلال بعض الطرق الطبيعية، ومنها الكمادات الساخنة.
يجب عدم التراخي أو إهمال علاج هذه الحالة، لأنها من الممكن أن تؤدي إلى الإصابة بالعمى، وكذلك يجب الحصول على استشارة طبية في حال تكرار ظهور هذه المشكلة، لأن هذا ربما كان إشارة إلى شيء أخطر.
ونتناول في هذا الموضوع حالة دمل العين بكل تفاصيلها، مع بيان العوامل والأسباب التي تؤدي إلى ظهور هذه المشكلة، وكذلك أعراضها التي تميزها، ونقدم طرق الوقاية التي ينصح بها الأطباء، وأساليب العلاج المتبعة والحديثة.

اختلافات

يلاحظ أن دمل العين من الممكن أن يختفي بصورة تلقائية، ومن غير أي تدخل جراحي، وتجب استشارة طبيب فوراً في الحالات التي يتسبب فيها الدمل في إعاقة الرؤية.
ويجب الانتباه إلى أن شحاذ العين يختلف عن الدمل، بل إنه في كثير من الأحيان يظهر دمل العين عقب الشفاء من الشحاذ.
ويختلف الدمل كذلك عن الكيس الدهني، ففي حين أن الكيس يرجع إلى انسداد أحد الغدد الدهنية الصغيرة، ويظهر على حافة الجفن أو خلف الرموش، فإن الدمل يظهر داخل الجفن، ويحدث بسبب ملوثات البكتيريا.

غدد ميبوميوس

ترجع الإصابة بدمل العين في كثير من الحالات إلى حدوث انسداد في إحدى غدد ميبوميوس، والتي توجد في الجفن السفلي أو العلوي، ووظيفة هذه الغدد ترطيب العين.
وتؤدي الإصابة بالجراثيم المختلفة إلى هذه الحالة، كما أن العدوى البكتيرية التي تصيب الغدد الدهنية، والتي توجد على الجفن، سبب فيها أيضاً. وتعد البكتيريا العنقودية المسؤولة عن هذه العدوى، والتي تنتقل من خلال لمس الشخص عينه ويده غير نظيفة.
ويمكن أن تتسبب بعض الإجراءات في الإصابة بدمل العين، ومن ذلك ارتداء العدسات اللاصقة من غير تعقيم، أو قبل أن ينظف مستخدمها يديه قبل استعمالها.
ويشمل ذلك أيضاً ترك مستحضرات التجميل على العين طوال الليل، أو استخدام بعض المستحضرات منتهية الصلاحية.

عوامل خطر

يكون عرضة للإصابة بهذه الحالة من يستخدم أدوات الآخرين في البيت الواحد، ويتسبب فيها أيضاً الجلوس بصورة مستمرة أمام الحاسب الآلي أو التلفاز.
ويؤدي التعرض للغبار أو الأوساخ المختلفة، أو عدم تنظيف العين من الأتربة، وأيضاً عدم النوم بشكل كافٍ في الإصابة بهذه الحالة. ويزيد خطر الإصابة بهذه الحالة لدى المصابين ببعض الأمراض أو الحالات، ومن ذلك التهاب جفن العين المزمن، والتهاب الملتحمة، وحب الشباب، وأيضاً مرض الوردية، وهو مرض جلدي مزمن، وفي العادة يؤثر في الأنف والوجنتين والجبهة.
ويجب الانتباه إلى أهمية استشارة الطبيب في الحالات التي تعاني تكرار الإصابة بدمل العين، لأنه من الممكن أن يكون الأمر دليلاً على وجود خطر أكبر.

تورم وانتفاخ

يعاني المصاب بدمل العين مجموعة أعراض ظاهرة، والتي تبدأ في تورم جفون العين وانتفاخها، وتصبح على شكل كتلة، ممكن أن تكون في البداية غير مؤلمة.
ويمكن أن يصاب الجفن العلوي أو السفلي بالتورم، كما أنه ربما أصاب الدمل العينين كلتيهما في نفس الوقت، وفي الحالات التي يكون الدمل كبير الحجم، يمكن أن يتسبب في إعاقة الرؤية. ويصاب الجفن الداخلي للعين بالاحمرار، كما تظهر في العين نقاط صغيرة، وفي حالات أخرى يكون هناك نتواءات في الجفن.
ويكون هناك تشوش في الرؤية، مع وجود صعوبة في فتح العين وإغلاقها، كما أن المصاب يتحسس من الضوء أو أشعة الشمس.
ويعاني المصاب بدمل العين في بعض الحالات ألماً شديداً في جفن العين والمنطقة التي تحيط به، ويمكن أن يكون محمراً، وذلك في الحالات التي تترافق مع التهاب في المنطقة المصابة.

فحص ظاهري

يعتمد الطبيب في تشخيص حالة الشخص الذي يعاني دمل العين على الفحص الظاهري، حيث يلقي نظرة قريبة على التورم الظاهر على الجفن، ويمكن أن يطرح بعض الأسئلة من أجل التأكد من التشخيص، ومعرفة هل كان دملاً أم شحاذاً أم حالة أخرى؟
ويشفى كثير من المصابين من تلقاء أنفسهم، ومن دون الحاجة إلى الذهاب للطبيب أو تناول أي علاج، حيث يختفي الدمل خلال مدة لا تتجاوز 4 أيام، ولا تقل عن 3 أيام.
وينصح في هذه الحالات باستخدام الكمادات الساخنة، والتي من الممكن أن تخفف من الألم والقيح، ويتم ذلك من خلال استخدام قطعة قماش نظيفة وغمرها في الماء الساخن، ومن ثم تجفيفها برفق.

تجنب التجميل

يضع المصاب قطعة القماش المبللة على العين المغلقة بلطف، وذلك من 5 إلى 10 دقائق، ويكرر هذا الأمر من 3 إلى 4 مرات يومياً.
ويجب خلال هذه المدة تجنب وضع العدسات اللاصقة، وكذلك عدم تعريض العين لأي مستحضرات تجميل حتى يختفي الدمل.
وينبغي ألا يحاول المصاب فقء الدمل بنفسه، لأن الأمر من الممكن أن يزداد سوءاً، وذلك بإصابة الجفن الحساس، أو نشر العدوى في الأنسجة.
ويمكن علاج دمل العين الخارجي من خلال إزالة شعر من الرموش، وبالرغم من أن هذا الإجراء غير مريح، من الممكن أن يساعد في انتقال العدوى من البصيلات.

استعن بالطبيب

يجب في الحالات التي تعاني القيح في الدمل الاستعانة بالطبيب لتصريفه، والذي يستخدم إبرة معقمة، أو مشرطاً خاصاً لفتح الدمل، وتصريف القيح، ولا يجب أن يفعل المصاب ذلك بنفسه، لأنه ربما نقل العدوى للجفن.
ويصرف الطبيب الأوساخ داخل الجفن، وذلك من خلال تخدير الجفن تخديراً موضعياً، ومن ثم يقلبه من الداخل للخارج، حتى يتخلص من الأوساخ التي توجد داخله.
ويلجأ في الحالات التي يستمر فيها الدمل إلى التدخل الجراحي، حيث يقوم الطبيب بعمل قطع صغير حتى يفرغ الدمل، وبالتالي يساعد على سرعة الشفاء، وتخفيف التورم والألم.

عدوى بسيطة ولكن

يعد دمل العين لدى أغلب المصابين من أنواع العدوى البسيطة للغاية، والتي تشفى من غير علاج، إلا أنه أحياناً لا يختفي الدمل، ومن الممكن أن يتحول إلى كيس يكون شبيهاً بالكتلة على الجفن. ويمكن في بعض الأحيان أن تنتشر العدوى لسطح العين، وهو الأمر الذي يتسبب في الإصابة بالتهاب الملتحمة، وفي هذه الحالة من الممكن أن يحتاج المصاب إلى مرهم مضاد حيوي، أو قطرات حتى يزيل العدوى.
وتنتشر العدوى في بعض الأحيان حول الجفن، وهو ما يؤدي لجعله أكثر احمراراً وتورماً، ولذلك فإن استشارة الطبيب في هذه الحالة تعتبر ضرورية، لأن المصاب ربما احتاج إلى أقراص مضادات حيوية.
وتعد من المضاعفات قليلة الحدوث انتشار العدوى حتى تشمل الجفن كله، وما يحيط به من أنسجة وخلف العين، ومن الممكن أن يعاني الجفن في هذه الحالة من الاحمرار والانتفاخ.
ويعرف هذا النوع بالتهاب النسيج الخلوي المداري، ولا بد من استشارة طبيب فوراً، حيث يعالج هذا الأمر بمضادات حيوية، والتي في العادة تعطى في الوريد.

إجراءات للوقاية

يمكن تجنب الإصابة بدمل العين من خلال اتباع بعض النصائح التي يوجهها الأطباء، وتبدأ بعدم مشاركة المناشف مع أي شخص آخر.
ويجب غسل اليدين بالماء الدافئ والصابون دائماً، أو بمعقم عدة مرات يومياً، مع تجنب لمس العينين. ومن الممكن وضع كمادات دافئة على الجفن بشكل منتظم للوقاية من عودة الدمل مرة أخرى. وينبغي التأكد من صلاحية مستحضرات التجميل، مع عدم مشاركتها مع المحيطين، وإزالتها ليلاً، ولابد كذلك من التأكد من نظافة العدسات اللاصقة وتعقيهما قبل الاستخدام، وينصح عند الشكوى من وجود التهاب في الجفن باستشارة الطبيب فوراً.
وينصح بارتداء النظارات الطبية عند استخدام الحاسب الآلي أو مشاهدة التلفاز، وعند التعرض لأشعة الشمس طويلاً، ويحبذ ارتداء النظارات الشمسية.
ويفضل لمن هو مصاب بالدمل ومن مرضى السكري، أن يذهب فوراً إلى الطبيب؛ لأن الشفاء من الدمل لن يكون سريعاً أو سهلاً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"