خطوة نحو المستقبل

03:12 صباحا
قراءة 3 دقائق
نبيل سالم

هذا الإنجاز العلمي يشكل سطراً جديداً في سجل الإنجازات الوطنية الكبرى لدولة الإمارات الرائدة

في عالم تقاس فيه أهمية الدول، وقدرات الشعوب، بمقدار ما تمتلكه من المعرفة والعلوم، يبدو أي إنجاز علمي عربي، خطوة مهمة وأساسية لتجسيد الحضور العربي، على خريطة العالم، ما يعزز العمل من أجل مستقبل عربي أفضل، فما بالك عندما يكون هذا الإنجاز على مستوى، اكتشاف الفضاء، الذي يعد من العلوم المهمة المتطورة جداً، والتي لم تستطع الكثير من الدول ارتيادها.

هذا في الواقع ما قادنا إليه الإنجاز الرائد لدولة الإمارات العربية المتحدة، لاستكشاف المريخ، من خلال «مسبار الأمل»، الذي ينطلق إلى المريخ مبتدئاً رحلة نحو «الكوكب الأحمر»، في مهمة علمية رائدة بحلول فبراير/ شباط 2021، وفق الجدول الزمني المخطط للرحلة، حيث يتزامن وصوله مع الذكرى ال50 لقيام اتحاد دولة الإمارات، ما يجعله يحمل الكثير من المعاني، لا سيما أن هذه المهمة الاستكشافية للمسبار ستنجز من خلال «كاميرا الاستكشاف الإماراتية» التي جرى تصنيعها وتركيبها في مركز محمد بن راشد للفضاء بدبي، بعقول وأيدي كوادر إماراتية شابة، الأمر الذي يثبت إمكانات وجدارة العقل العربي، وقدرته على اللحاق بركب العلوم والحضارة، كما يثبت أهمية وصوابية السياسة الإماراتية، التي تضع، فكرة الاستثمار في الإنسان على رأس أولوياتها، خاصة وأن هذه الرحلة الاستكشافية إلى المريخ تعد الأولى عربياً، وتماماً كما أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، فإن مسبار الأمل ينطلق إلى الفضاء حاملاً معه «إرثاً عربياً من الإنجازات في مجالَيْ الفلك والعلوم، وواضعاً الأسس لمستقبل عربي مُزدهر في مجال استكشاف الفضاء».

وتعد رحلة مسبار الأمل الاستكشافية قفزة علمية حقيقية، حيث ستعمل «كاميرا الاستكشاف الإماراتية» على التقاط صور رقمية ملونة عالية الدقة للكوكب الأحمر خلال العواصف الرملية، ودراسة الطبقة السفلية للغلاف الجوي للمريخ من خلال الطيف المرئي وموجات الأشعة فوق البنفسجية، وقياس نسبة جليد الماء الموجودة في الطبقة السفلية من الغلاف الجوي، وقياس كمية الأوزون، ما يعني أنها تمثل إضافة نوعية، في علوم الفضاء.

كما يعزز مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ من مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة، وموقعها كشريك عالمي في تطوير المعرفة، فضلاً عن أنه سيسهم في إحداث تحولات جذرية ومهمة في تطوير القدرات العلمية الإماراتية والعربية في مجال البنى التحتية الهندسية والصناعية والعلمية والبحثية، وخطوة كبيرة نحو مستقبل علمي زاهر، حيث تكمن الأهمية الكبرى للمشروع الإماراتي الأول إلى كوكب المريخ، في أنه سوف يجعل الإمارات ضمن تسع دول فقط في العالم لديها برامج فضائية لكوكب المريخ، كما أنه يأتي ليعزز مسيرة الإمارات العلمية، في إطار استراتيجية «رؤية الإمارات» عام 2021.

وتجدر الإشارة إلى أن البرنامج الفضائي الإماراتي يعود إلى العام 2009، حين تم إطلاق أول قمر صناعي للاستشعار عن بُعد تمتلكه هيئة إماراتية بالكامل، وهو قمر «دبي سات-1»، حيث جاء نتيجة ثلاث سنوات من العمل الجاد، والذي تبعه بسنوات قليلة قمر صناعي آخر في عام 2013، هو «دبي سات-2»

أخيراً، لا بد من القول إن هذا الإنجاز العلمي يشكل سطراً جديداً في سجل الإنجازات الوطنية الكبرى لهذه الدولة الرائدة، والتي استطاعت بفضل إرادة وعزيمة قيادتها وشعبها أن تبزّ الكثير من الدول، في الكثير من المجالات ليس على المستوى الإقليمي وحسب وإنما عالمياً أيضاً.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"