لحظات صغيرة نستجديها

02:32 صباحا
قراءة دقيقتين
ثريا المرزوقي

إنها الحياة، وكأنها متاهة كبيرة ومتعددة الأقسام والتفرعات، في عمقها ننسى تقدير تلك اللحظات البسيطة، التي لطالما كانت تشعرنا بالسعادة، لحظات فرح صغيرة عابرة وسريعة، مثل: ارتشاف القهوة مع صديقة مقربة، أو ضحكات طفل يهرول بعفوية في أرجاء بيت الجدة خلال الجمعة الأسرية الأسبوعية، أو حضن صديقة غابت لفترة من الزمن، أو جمعة الصديقات في مناسبة ما واحتفالهن مع بعض.
لحظات بسيطة تشبه قبلة على جبين الأب الغائب أو الأخ العائد، استحالت اليوم أن نمارسه كسلوك عفوي مثل السابق، وباتت هناك عوائق وعقبات تحول بينك وبين كل تلك اللحظات الصغيرة الجميلة.
إنه فيروس «كوفيد- 19» الذي حرمنا لذة أمور كثيرة في حياتنا، فضلاً عن تسببه في رحيل الكثير من الأبرياء، ثم في كل تلك العادات الجديدة التي حلت سريعاً كبديل عن تلك اللحظات الجميلة السعيدة.
هذه التغييرات المفاجئة التي أحدثها هذا الفيروس في مختلف أرجاء العالم، كانت بمثابة درس عظيم وبالغ الأهمية للبشرية بأسرها، علينا التنبه لكل تلك النعم التي بين أيدينا، تلك الأفضال العظيمة التي نعيشها بعفوية وننسى أثرها البالغ والكبير في أرواحنا ونفسياتنا.
هذا الواقع يفصح ويوضح بأن لحظات الفرح الصغيرة التي لم تقدرها اليوم قد تكون أقصى طموحك في يوم آخر. وبحق فإن انشغالاتك عن الأمور البسيطة قد يكون أكبر خسائرك، لكن لعل أهم دروس هذه الأزمة الفيروسية العالمية، أن السعادة لا تكمن في الأمور العظيمة أو الكبيرة دائماً؛ بل في تلك اللحظات الصغيرة، التي ضحكت فيها بعفوية وببساطة ومن عمق القلب، ومرت عليك دون أن تقدر حجم أثرها العظيم في روحك.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"