سفير افتراضي

04:58 صباحا
قراءة دقيقتين
صفية الشحي

تشير الإحصائيات الأخيرة إلى أن ٩.٧٥ مليون في الإمارات هم مستخدمون نشطون لمنصات التواصل الاجتماعي (على اعتبار أن بعض الأشخاص لديهم أكثر من حساب) عبر ٩.٠٧ مليون جهاز ذكي، (لان أشخاصاً لديهم اكثر من جهاز) وذلك ضمن ٤.٥٧ مليار شخص حول العالم يستخدمون ٥.١٥ مليار جهاز ذكي، ارتفع زمن حضورهم الرقمي بنسبة ٤٣٪ عن العام الماضي لتحقيق استخدامات مختلفة ترفيهية بالدرجة الأولى، في حين لم تتجاوز نسبة الزمن المستهلك لصناعة المحتوى الإلكتروني الـ ١٦٪.
إن التعامل مع هذا الكم من المستهلكين الرقميين حول العالم والذي سمته «التزامن» يمثل تحدياً كبيراً للعاملين في مجال التسويق والمبيعات على ابتكار طرق مختلفة لتعزيز مكانة العلامات التجارية وقيمتها السوقية، وخصوصاً في زمن اجتاحته الكثير من المتغيرات التي حكمت على الكثير بالانسحاب من سوق المنافسة العالمية، مما جعل أصحاب الأعمال يفكرون بتبني خيارات تسويقية جديدة مثل «سفير العلامة التجارية الرقمي» أو «السفير الافتراضي».
فبعد ولادة مفهوم «سفير العلامة التجارية» على يد شركة «كوكاكولا» عام ١٩٣١ وتطوره عبر العقود، قدمت لنا شركة «بيرد» لحلول الذكاء الاصطناعي أداة جديدة أكثر استدامة تمثل بديلاً رقمياً لسفير العلامة التجارية ظهرت عام ٢٠١٦، من خلال شخصية «ليل ميكويل»، وهي مغنية مراهقة افتراضية قدمت مجموعة من الأغاني التي يتداولها ٨٠ ألف شخص شهرياً، وقد تمكنت من خلال نصوص معدة بعناية من جذب أكثر من مليون متابع عبر صفحتها في «إنستجرام»، يتم استهدافهم كعملاء محتملين لعدد من العلامات التجارية، تبع ذلك تجارب مختلفة من بينها تجربة «سفير علامة كنتاكي للأغذية السريعة»، والذي يجسد شخصية الجنرال «هارلاند ساندرز» بنسخة أكثر شباباً، تحظى بأكثر من مليون متابعة حتى الآن، ونصيب من التعاقدات مع علامات تجارية أخرى في قطاع الأغذية.
إن فكرة «السفير الافتراضي» لاقت استحساناً كبيراً من الجمهور، كما أنها تلقى دعماً وانتشاراً من قبل وكالات التسويق نفسها لأسباب مختلفة أبرزها، التمكن من الاستفادة التامة من خدمات هذا السفير على مدار الساعة، التحكم به وتكييفه مع شروط العلامات التجارية، القدرة على بناء علاقات إيجابية ومثمرة مع الجمهور حسب اختلافاتهم وأذواقهم واتجاهاتهم دون أن يؤثر ذلك على شخصية السفير، والتي تتم برمجتها وكتابة نصوصها ونشر انطباعاتها الإيجابية مسبقاً من قبل المطور، وكل ما سبق يطرح تساؤلات حول أثر ذلك على مستقبل التسويق مع وجود تحديات مثل السوق المستهدفة وطبيعة الجمهور والميزانية المرصودة وموهبة فريق التسويق وتوفر التكنولوجيا والزمن الذي تحتاج إليه الشركات لتطوير هذه الأداة التسويقية، كما أن السؤال ذاته يطرح حول مستقبل «سفراء العلامات التجارية» البشر، والكيفية التي يمكنهم من خلالها النجاة من تبعات هذه السطوة الرقمية على التواصل البشري.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"