التهاب القزحية يزيد من احتمالية فقد البصر

01:35 صباحا
قراءة 5 دقائق

تتكون قزحية العين من النسيج العضلي الذي ينقسم إلى نوعين، الأول وهو العضلات الدائرية التي من وظائفها التحكم في تضييق حدقة العين أثناء الضوء، حتى يتمكن الشخص من الرؤية بشكل واضح. يقوم النوع الثاني - وهو العضلات الشعاعية - بتوسيع الحدقة في الظلام حتى يسمح لأكبر قدر من الضوء للدخول إلى العين، الأمر الذي يحقق رؤية أفضل وصورة أوضح.
و تعد القزحية أيضاً مسؤولة عن لون العين، ومن الممكن أن تصاب بمشكلة الالتهابات، أو ما يعرف بالتهاب العنبية الأمامي، أو التهاب القزحية.
ترجع الإصابة بهذه الحالة أحياناً، إلى وجود حالة مرضية أخرى، أو نتيجة وجود خلل جيني، وفي الأغلب فإن هذا الالتهاب لا يعرف له سبب محدد حتى الآن.
ويؤدي إهمال علاج التهاب القزحية إلى زيادة خطر الإصابة ببعض المضاعفات الخطيرة، منها المياه الزرقاء، أو فقد البصر، ولذلك فإن الأطباء ينصحون بسرعة الحصول على استشارة طبية.
نتناول في هذا الموضوع مرض التهاب القزحية بكل تفاصيله، مع بيان العوامل والمثيرات التي تعمل على الإصابة بهذه الحالة، وكذلك أعراضها التي تميزها عن غيرها من الحالات المتشابهة، وطرق الوقاية التي ينصح بها الباحثون، وأساليب العلاج المتبعة والحديثة.


حاد أو مزمن


يمكن أن يحدث التهاب القزحية بشكل مفاجئ، أو على مدى ساعات، وأيام، ويكون هذا النوع حاداً للغاية، في حين أن الأعراض التي تحدث بشكل تدريجي، أو تظل مدة أطول من 3 أشهر، تشير إلى النوع المزمن، كما أنه يصيب عيناً واحدة، وفي بعض الأحيان يصيب العينين كلتيهما.
وتشمل الأعراض التي يشكو منها المصاب احمرار العين المصابة، والشعور بألم فيها، أو ما يصفه المصاب بالانزعاج، ويعاني حساسية تجاه الضوء، مع انخفاض في مجال الرؤية.
وينصح بمراجعة طبيب العيون بشكل سريع عند ظهور أعراض التهاب القزحية، مثل مشاكل الإبصار، أو ألم في العين، ونحو ذلك، لأن العلاج السريع يمنع تطور الحالة، أو الإصابة بأحد المضاعفات الخطيرة.


بعض الأمراض


يشير الباحثون المتخصصون في مجال العيون إلى أن سبب الإصابة بالتهاب القزحية في الأغلب، لا يمكن تحديده، وإن كان هناك بعض العوامل التي ترتبط بهذه الحالة، منها تعرض العين لصدمة ما، أو الإصابة ببعض الأمراض، أو أحد العوامل الوراثية.
وتتضمن الأسباب المؤدية لهذه الحالة تعرض العين لإصابة، أو جرح نافذ، أو حريق، أو حرق بإحدى المواد الكيميائية، وفي بعض الحالات يكون السبب أحد أنواع العدوى الفيروسية، ومنها قروح الزكام، والهربس النطاقي.
وتقترن الإصابة بالأمراض المعدية التي تنتج عن الفيروسات والبكتيريا في بعض الأحيان بالتهاب العنبية، التي ربما تشمل داء المقوسات، وداء النوسجات، وداء القطط، وداء الشبكة البطانية النسيجي.
ويصاب البعض بهذا الالتهاب نتيجة حدوث تغيرات جينية تؤثر في أجهزة المناعة الذاتية، عند الإصابة بأحد أمراض المناعة الذاتية.


التهاب المفاصل


تشمل هذه الأمراض أحد أنواع التهاب المفاصل، ويعرف بالتهاب الفقار المقسط، والتهاب المفاصل التفاعلي، وغيرها من الأمراض الأخرى، ويعاني الأطفال المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي أيضاً، التهاب القزحية المزمن. ويعد التهاب القزحية أحد نتائج الإصابة بالساركويد، وهو من أمراض المناعة الذاتية، الذي يتسبب فبنمو مجموعات الخلايا الالتهابية في عدة مواضع منها، العينان.
وتتسبب بعض الأدوية بالإصابة بالتهاب القزحية، في بعض الحالات القليلة، وتشمل هذه الأدوية بعض المضادات الحيوية، وكذلك مضادات الفيروسات.


تراجع المناعة


يزيد خطر الإصابة بالتهاب القزحية عند توافر بعض العوامل، ومن ذلك الأشخاص الذين يحدث لديهم تغير في أحد الجينات المسؤولة عن وظيفة الجهاز المناعي.
ويصبح المصابون بضعف في الجهاز المناعي، أو أحد اضطرابات المناعة الذاتية، عرضة بصورة كبيرة للإصابة بهذه الحالة.
ويعد من عوامل الخطر كذلك الوجود في المناطق التي يكثر فيها انتشار أحد أنواع العدوى المتسببة بهذه الحالة، كما أن التدخين يزيد من خطر الإصابة، بحسب الدراسات التي تعرضت لهذا النوع من الالتهاب.
ويؤدي عدم علاج التهاب القزحية بالشكل الصحيح في بعض الأحيان إلى معاناة المصاب من بعض المضاعفات، وتبدأ بتكون سحابة على عدسة العين، أو ما يعرف بإعتام العدسة، وبالذات في الحالات التي تعاني الالتهاب على مدار مدة طويلة.


ضعف الرؤية


يتسبب التهاب القزحية المتجدد في بعض الأحيان بالإصابة بالزرق، ويعد أحد أمراض العين الخطيرة، لأن من سماته زيادة ضغط العين، ويزيد خطر فقد البصر بسببه.
يمكن أن تتسبب الأنسجة الندبية بأن تلتصق القزحية بالقرنية المحيطية، أو بالعدسة الأساسية، ويؤدي هذا الأمر إلى عدم انتظام شكل حدقة العين، أو ما يعرف بشذوذ الحدقة، وكذلك بطء استجابة القزحية عندما تتعرض لأشعة الضوء.
وتشمل المضاعفات أيضاً ترسبات الكالسيوم على القرنية، التي تصيبها بالتدهور، وربما كانت سبباً في ضعف البصر، ومن الممكن أن تتكون أكياس مملوءة بالسوائل داخل الشبكية، والتي تسبب عدم وضوح الرؤية المركزية، أو ضعفها.


4 إجراءات


تشمل إجراءات تشخيص الإصابة بالتهاب القزحية إجراء الطبيب المعالج لفحص كامل للعين، حيث يقوم بفحص خارجي، وقياس حدة الإبصار، وفحص المصباح الشقي، واختبار المياه الزرقاء.
ويمكن للطبيب استخدام مصباح رفيع على شكل قلم، فينظر به لحدقتي العينين، مع تفحص نمط الاحمرار، والبحث عن أي علامات على إفرازات غير طبيعية.
ويختبر حدة إبصار المصاب بهذه الحالة، عن طريق استخدام عدد من الاختبارات القياسية، التي يأتي في مقدمتها مخطط العين.
وينظر الطبيب داخل العينين للبحث عن مؤشرات التهاب القزحية، عند إجرائه فحص المصباح الشقي، ومن خلال نوع من قطرات العين يتمكن من توسيع حدقتي العين، الأمر الذي يمكنه من رؤية العينين من الداخل بصورة أحسن.
ويجري اختبار المياه الزرقاء بهدف قياس حالة ضغط العين، ويعد الضغط المرتفع في العين دليلاً على احتمال الإصابة بالمياه الزرقاء.
ويمكن أن يحتاج المصاب إلى إجراء بعض الاختبارات الإضافية، في حالة اشتباه الإصابة بأحد الأمراض، أو الحالات التي تتسبب بالتهاب قزحية العين، ومن ذلك اختبارات الدم، والأشعة السينية.


الحفاظ على الإبصار


تهدف خطة علاج التهاب القزحية إلى المحافظة على إبصار المصاب، مع تخفيف حدة الألم، والالتهاب، ولابد من علاج أي حالة أو مرض كان سبباً في الإصابة بهذا الالتهاب.
وتشمل العلاجات المقترحة قطرات العين المحتوية على الستيرويدات، والتي تفيد في تقليل حدة الالتهاب، وتساعد قطرات العين التي تستخدم في توسيع الحدقة في تقليل آلام التهاب القزحية.
وتحمي هذه القطرات العين المصابة من تطور الحالة، أو خطر الإصابة بأحد المضاعفات، والتي تتداخل مع وظيفة حدقة العين.
ويلجأ الطبيب إلى وصف أدوية فموية، في الحالات التي لا تختفي فيها الأعراض، أو عندما تزداد الحالة سوءاً، وتشمل هذه الأدوية الستيرويدات، وغيرها من الأدوية المضادة لالتهابات، بحسب حالة المصاب العامة.

هؤلاء أكثر إصابة


تشير دراسة حديثة إلى أن التهاب القزحية يصيب الرجال والنساء في الأغلب بين عمر 20 إلى 60 عاماً، وبالرغم من ذلك، فربما يصاب به أيضاً بعض الأطفال، وبخاصة هؤلاء المصابين بأمراض في المفاصل لها علاقة بهذه المشكلة.
وتشمل قائمة الفئات الأكثر إصابة بهذا النوع من الالتهاب المصابين بأحد أنواع الالتهابات، وأيضاً أحد أمراض المناعة الذاتية، وتصل إلى نسبة 65% من إجمالي المصابين.
ويعد التهاب القزحية من أبرز الأسباب التي تؤدي للإصابة بالإعاقة البصرية، على الرغم من قلة الإصابة به بشكل عام.
ويستجيب أغلب المصابين بهذه الحالة سريعاً للعلاج، ولا يعاني أحد أي مشاكل لاحقة، ومع ذلك يظل احتمال الإصابة بأحد المضاعفات وارداً، ما يترتب عليه تلف دائم في الإبصار، أو فقدان جزئي له، ومن ثم تجب المتابعة الدورية لدى طبيب عيون متخصص لتجنب المضاعفات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"