سرطانات الجلد.. يكشـفها الفــحص الـذاتي

02:11 صباحا
قراءة 5 دقائق

تحقيق: راندا جرجس

تعد أورام الجلد الخبيثة الأكثر انتشاراً مقارنة مع الأنواع الأخرى، وتشكل 40% من حالات السرطان التي تلحق الضرر بأنسجة وأعضاء الجسم المحيطة به، ويستهدف هذا المرض نحو 2-3 ملايين شخص سنوياً، وخاصة في المرحلة العمرية بين 20 إلى 40 سنة، وكذلك أصحاب البشرة الفاتحة، ومن يعانون انخفاض المناعة، ومن لديهم تاريخ عائلي في الإصابة، ويعد التعرض للأشعة فوق البنفسجية، وتغيير لون أو حجم أو الشامات من أهم الدلالات على نمو خلايا غير طبيعية بالجلد؛ ولذلك تنصح المنظمات الطبية عبر برامج الإرشادات الصحية بضرورة الفحص الذاتي المنزلي بشكل دوري ومستمر، ومتابعة ظهور بقع داكنة، ومدى تطور انحراف شكل الشامة، والجروح القديمة.

يقول آرون كارنوالا أخصائي الأورام: إن سرطان الجلد هو نمو خارج عن السيطرة لخلايا غير طبيعية في الطبقة الخارجية، وينتج عن تلف الحمض النووي الذي لم يتم إصلاحه، ما يؤدي إلى حدوث طفرات تتكاثر وتشكل أوراماً خبيثة، وفي الأغلب تستهدف هذه الإصابة البشرة المعرضة للشمس، ولكن يمكن أن يصيب أيضاً مناطق أخرى من الجلد وهو النوع الشائع، وتصنف الأورام إلى ثلاثة أنواع رئيسية هي: سرطان الخلايا القاعدية، وسرطان الخلايا الحرشفية، والميلانوما.
أسباب الإصابة
يوضح د.آرون أن كبار السن والأشخاص من ذوي البشرة الفاتحة هم من المعرضين أكثر من غيرهم للإصابة بسرطان الجلد، وتزداد المشكلة سوءاً عند سكان المناطق المرتفعة أو بالقرب من خط الاستواء؛ حيث يكون التعرض لأشعة الشمس أكثر كثافة، إضافة إلى بعض العوامل الأخرى؛ مثل:
} التعرض للأشعة فوق البنفسجية سواء من الشمس أو من أجهزة التسمير.
} أمراض الجهاز المناعي المزمنة كعدوى فيروس نقص المناعة البشرية، الإيدز أو الأورام الخبيثة، أو أنواع من الأدوية مثل الستيرويد أو العلاج الكيميائي.
} التعرض للإشعاع المؤين (الأشعة السينية) أو المواد الكيميائية المعروفة بتأثيرها على السرطان مثل الزرنيخ.
أعراض وعلامات
يبين د.آرون أن هناك بعض العلامات التي تظهر على الجلد، وتكون دلالة تحذيرية وتوحي على الإصابة بسرطان الجلد، وتستوجب الذهاب إلى الطبيب المختص، كما توصي التعليمات الإرشادية الطبية العالمية بضرورة فحص الجسم بالكامل من الرأس إلى أخمص القدمين مرة واحدة في الشهر، لملاحظة ظهور أي شامات أو زوائد أو أورام جديدة، أو حتى قديمة حدث بها أي تغيير في شكلها أو حجمها، وتعد العلامة الأكثر شيوعاً لسرطان الجلد هي ظهور بقعة أو شامة وردية أو بنية غير طبيعية، كما يمكن أن يكون تورم الغدد اللمفاوية أيضاً من الأعراض المبكرة للورم الميلاني.
تدابير تشخيصية
تذكر الدكتورة ماري متى أخصائية الأمراض الجلدية، أن تشخيص سرطان الجلد يتم عن طريق الفحص الإكلينيكي للمريض مع الاستعانة بالمنظار الجلدي، وهو مجهر صغير محمول يوضع على الجلد ليُظهر التفاصيل التي لا تُرى بالعين المجردة، وفي الأغلب تتمثل الأعراض في وجود نتوء قشري وردي أو أحمر اللون، أو قرحة لا تستجيب للعلاجات المعتادة، لفترات طويلة تصل إلى أشهر، وفي بعض الأحيان سنوات، ويمكن أن يلاحظ المريض حدوث تغير في لون إحدى الشامات أو عدم انتظام الحواف، أو ظهور لون مختلف داخل الشامة، أو وجود شامات جديدة، تزداد في الحجم بشكل ملحوظ وسريع، ولتأكيد التشخيص يتم أخذ عينة من الجلد بعد التخدير الموضعي لفحص الأنسجة باثولوجيا تحت الميكروسكوب.
فئة مستهدفة
توضح د.ماري أن سرطان الجلد يمكن أن يصيب أي مكان في الجسم وجميع أنواع البشرة، ولكن هناك بعض الأشخاص قد يكونون عرضة للمرض أكثر من غيرهم مثل أصحاب البشرة الفاتحة، والذين يتعرضون للشمس بشكل دوري أو خاطئ مثل حمامات الشمس، كما تزداد نسب الإصابة عند المرضى الذين يتناولون علاجات مثبطة للمناعة، ومن لديهم تاريخ عائلي لسرطان الجلد، وبعض الدول بسبب موقعها الجغرافي مثل أستراليا ونيوزيلاندا.
أنواع المرض
تلفت د.ماري إلى أن سرطان الجلد له أنواع عدة؛ لكن الشائع منها هو سرطان الخلايا القاعدية الذي يتميز بالبطء في النمو والانتشار وندرة الخروج عن نطاق الجلد إلى أعضاء أخرى، وتحقيق نجاح في معظم الأحيان بالعلاج الموضعي على هيئة كريمات أو استخدام الكي بالتبريد، وفي حال عدم استجابة الجسم أو زيادة حجم الورم، يعتمد الطبيب إجراء الاستئصال مع هامش من النسيج الصحيح يتم حسابه على حسب حجم الورم.
وتضيف: أما سرطان الخلايا الخرشفية، والورم الميلانيني أو الميلانوما فهما نوعان يتميزان بسرعة النمو والتكاثر، وربما يمتدان خارج نطاق الجلد إلى العقد اللمفاوية أولاً ثم إلى باقي الأعضاء الداخلية خاصة للكبد والرئتين؛ لذا فإن التشخيص المبكر واستئصال الورم مع هامش من الجلد السليم في البداية ينقذ المريض ويجنبه الاحتياج للعلاج الكيماوي أو الإشعاعي أو البيولوجي والتعرض إلى تأثيرهم السلبي على الجسم، وارتفاع نسبة الوفاة التي تزيد كلما تشعب المرض.
حماية ووقاية
يؤكد الدكتور محمد دله أخصائي الأمراض الجلدية، أن وقايةَ الجلد وحمايته من التعرض لضوء الشمس هي الوسيلة الأساسية للوقاية من الإصابة بسرطان الجلد، وينبغي الحرص على اتباع الإرشادات التالية:
} تجنب التعرض لأشعة الشمس ما بين الساعة العاشرة صباحاً حتى الساعة الرابعة بعد الظهر.
} استخدام الكريم الواقي من أشعة الشمس بدرجة 30 SPF أو أعلى بشكل منتظم ومتكرر في كل أيام السنة، وينبغي أيضاً دهن الأطفال بهذه المستحضرات والحرص الشديد على تجنب حدوث الحرق الشمسي الذي يعد من العوامل المسبِبة للملانوم الخبيث في الكبر.
} ارتداء ملابس واقية من أشعة الشمس، واستخدام النظارات الشمسية أيضاً.
فحص ذاتي
يشير د.محمد إلى أن وجود تاريخ مرضي شخصي أو عائلي سابق للإصابة بسرطان الجلد، يزيد من خطر الإصابة، وفي هذه الحالة يجب زيارة الطبيب المختص بشكل متكرر ومنتظم؛ بهدف الكشف المبكر عن أي تغير سرطاني، إضافة إلى الفحص الدوري الذاتي للجلد، وإبلاغ الطبيب بالتغييرات التي تطرأ عليه، وينصح الأشخاص الذين توجد لديهم وحمات ملانية مصطبغة كثيرة العدد بتصوير أماكنها على أجسامهم بصور متعددة وواضحة ومقربة مع تأريخها؛ لتكون كأرشيف مرجعي لهم يساعدهم على تحديد التغيرات الطارئة على هذه الشامات وتمييز الجديد منها مستقبلاً ليتم فحصها من قبل الاختصاصي.


واقي الشمس
تستخدم كريمات واقي الشمس؛ لحماية الجلد من الآثار الضارة التي تنجم عن التعرض للأشعة فوق البنفسجية، وهو مستحضر موضعي يوضع على البشرة ليعمل على امتصاص أشعة الشمس وفلترتها، ويعكسها عن الطبقات العليا في الجلد، ويكون استعماله بشكل مكثف في فصل الصيف، وتختلف أنواع هذا المستحضر بحسب نوع البشرة، وتراوح درجاته ما بين 30 SPF و50 SPF، وهي درجة تشير إلى مدى الحماية من أضرار الموجات المتوسطة من الأشعة فوق البنفسجية الموجودة بشكل مستمر في الجو سواء المشمس أو الممطر أو الغائم وتعد السبب الرئيسي في الإصابة بالحروق وسرطان الجلد، وتجدر الإشارة إلى أنه يجب تجديد واقي الشمس كل 4 ساعات عن طريق إزالته ووضعه من جديد في حال التعرض المباشر للشمس طوال اليوم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"