في الغرب سحر يأسر

04:03 صباحا
قراءة دقيقتين

ميثا السبوسي

في الغرب سحر يأسرك.. في تلك البلاد البعيدة.. بين الجبال الشاهقة المغطاة بغابات باسقات.. مدينة.. عانقتها السحب بود.. تجمعت وما أرادت أن تغادرها.. ألزمتها الرياح أن ترحل.. فنزلت دموعها سيلاً..
على السفوح الهابطة.. غطت بعشبٍ مرتوي اللون الأخضر، بعبق العطر الندي انتشر..
تسيل أودية من أعالي الجبال، تجتمع لتصب في نهر عظيم.. شق طريقه في هذه المدينة كغيرها من المدن والقرى القريبة..
مر بها فأحياها وأنعش روحها البهية..
اعتقدت في البداية أن اسمها.. الشفاء.. ركنت سيارتي في المكان المخصص للمواقف وهو في بداية المدينة.. وبدأت جولتي..
استقبلني نهر عظيم صاف عذب.. ترى انعكاس المدينة بأكملها فيه.. من ضخامته وسرعة جريانه تعتقد بأن المدينة تمر مروراً به..
ثم مشيت في ممرات ضيقة تكسوها أشجار موارية.. تحفها الظلال.. تنصت إلى الطبيعة وجمالها..
انتهى الممر فكشف عن عالم آخر للسحر والجمال..
يأسر قلبك.. الورود بأنواعها انتشرت في أزقة المدينة.. الفراشات احتارت من جمالها أيها تختار..
رأيت مجموعة كبيرة من كبار السن يتجولون في سكون.. وكأن المدينة خلقت لهم..
من يمشي على كرسيه.. ومن يستند إلى عكازه.. يتسابقون لنيل ما أمكن من هذا الجمال..
الطيور بأحجامها المختلفة شعرت بالأمان.. تزورك وتأخذ ما أرادت وترحل في هدوء..
أغمضت عيناي.. وأعطيت لحواسي الحرية في أن تقودني إلى ما يعجبها..
أكملت طريقي.. أخذتني نفسي إلى مقهى في وسط الطريق المؤدي إلى الجبل..
فتمهلت المسير.. ارتشف قهوة.. تدفئ مشاعري الجياشة.. الشغوفة بحب هذا المكان..
اخترت طاولت تطل على المدينة بأكملها.. جمال لامس شغاف القلب..
روعة وهدوء تجليا لناظري.. أسكنا نفسي.. تملكا حواسي..
لم أستطع مقاومة ما أراه.. استسلمت للمناظر الطبيعية التي تزيد الحياة وتضفي رونقاً عليها..
سحبت الهواء النقي الذي لا يعكره أي شيء.. صاف نقي.. واستمتعت بقهوتي.. وكأني لم أذق قبلها قهوة..
بقيت فترة ولم أعلم مدتها.. كأني رحلت من هذا العالم لعالم آخر..
نزلت فتسوقت من المدينة.. أخذت منها ما أمكن للاحتفاظ به أكبر قدر ممكن..
وفي طريق عودتي..
أحسست بذلك الهدوء الذي يسكنني.. رجعت إلى مخدعي وغططت في نومٍ عميق..

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامية

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"