«كورونا».. رحلة البحث مستمرة عن «خبايا» الفــيروس مــن الأجنة لكبار الســن

00:57 صباحا
قراءة 5 دقائق

إعداد: خنساء الزبير

يحاول العلماء السيطرة على فيروس كورونا وما يتبعه من الإصابة بكوفيد-19، وذلك بالأبحاث التي لم تدع مرحلة من عمر الانسان إلا شملتها. غطت تلك الأبحاث الأجنة والمشيمة المحيطة بها لمعرفة مدى تأثرها بالمرض، ووصلت لمراحل عمرية متقدمة مروراً بمرحلتي الطفولة والشباب.

أخذ العلماء في الحسبان اختلاف النوع ما بين ذكر وأنثى عسى أن يرصدوا اختلافات تكشف عن خبايا الفيروس، كما قارنوا بين فصول العام المختلفة لمعرفة أيها أكثر دعماً أو تدميراً للفيروس.

يذكرنا ذلك بالتحقيقات التي تُجرى بمسرح الجريمة؛ فكل معلومة وإن بدت غير ذات أهمية فهي قد تقود لخبايا أكبر توصل للجاني؛ وكذلك كل معلومة عن كوفيد-19 تبين ما يفعله فيروس كورونا داخل جسم الانسان.

الجنين والأم

خضعت المشيمة للدراسة من قبل العلماء وذلك لأهميتها في حماية الجنين بصورة عامة؛ وقد أظهرت الأبحاث السابقة أن المشيمة تحمي الجنين من أنواع مختلفة من العدوى، لذلك يرى العلماء أن استكشاف الطرق الخاصة التي تحمي بها الجنين من كوفيد-19 قد يساعد في تحديد أهداف جديدة للوقاية والعلاج من ذلك المرض.

تمكن باحثون حديثاً من مركز بوسطن الطبي من تحديد خصائص في أنسجة المشيمة قد تلعب دورًا مهمًا في منع انتقال كوفيد-19 من الأم المصابة بالفيروس إلى جنينها.

تُظهر نتائج الدراسة أن الفيروس يغزو المشيمة سواء كان هنالك دليل على إصابة أو عدم إصابة الجنين، ما يسلط الضوء على الحماية التي قد توفرها المشيمة ضد المرض. تشير البيانات الحالية إلى أن معدل انتقال كوفيد-19 من الأمهات إلى الأجنة يقل عن 5%.

وجد الباحثون أن المشيمة تحتوي على نمط فريد من بروتينات سطح الخلية التي تعتبر مهمة لدخول الفيروس، والذي يختلف عن أنواع الخلايا الأخرى.

الأطفال واليافعون

يقول العلماء إن التعرف المبكر والعلاج أمر حيوي لتجنب عواقب الصحة العقلية طويلة المدى على الأطفال والشباب، والناجمة عن الإصابة بكوفيد-19.

يسلط علماء في مجال علم النفس من جامعة باث الضوء على كيفية إثارة القلق الصحي من خلال تغييرات حياتية، مثل العودة إلى المدرسة، ويقولون بأن اليافعين والشباب يحتاجون إلى وقت لإعادة التكيف مع الروتين وما يشعرون به بعد هذه الفترة الطويلة في المنزل.

يوصي الباحثون بأن الآباء أو المعلمين الذين يلحظون القلق على الطفل أو الشاب بشأن الصحة يجب عليهم أن يقدموا لهم الفرصة للتحدث عن مخاوفهم من خلال الاستماع بلطف إلى مخاوفهم، ثم تشجيعهم على إيجاد طرق لمواجهة تلك المخاوف والتغلب عليها تدريجياً.

الأعمار المتقدمة

يصاب كثير من متوسطي العمر وكبار السن بأمراض الكبد، منها حالة «الكبد الدهني غير الكحولي»، ووجدت دراسة حديثة من جامعة ميامي بالتعاون مع آخرين، أن تلك الفئة من المرضى تزيد احتمالية حاجتهم للبقاء بالمستشفى عقب اصابتهم بفيروس كورونا. تبين من ناحية أخرى أن جراحة السمنة تقلل تلك الحاجة.

أظهرت هذه الدراسة باختصار أن التاريخ المرضي لتنكس الكبد الدهني كان مرتبطًا بزيادة احتمالات الدخول إلى المستشفى بسبب كوفيد-19، وتم ربط كل عام إضافي من الإصابة بذلك المرض بزيادة كبيرة في خطر دخول المستشفى.

وجد الباحثون، بشكل واعد، أن العلاجات المعروفة لمتلازمة الأيض والكبد الدهني والكبد الدهني غير الكحولي، خففت إلى حد كبير من مخاطر كوفيد-19 وأن أولئك الذين يستخدمون الميتفورمين أو ناهضات مستقبلات الببتيد 1 الشبيهة بالجلوكاجون لديهم احتمالات منخفضة بشكل غير ملحوظ لدخول المستشفى، وكذلك الذين خضعوا لجراحة السمنة.

أعراض الحوامل

منذ ظهور جائحة فيروس كورونا لا يُعرف الكثير عن مخاطر إصابة النساء الحوامل بكوفيد-19 الناجم عن ذلك الفيروس. كشفت دراسة جديدة من جامعة بيرمنجهام، بالتعاون مع آخرين، أن النساء الحوامل المصابات بذلك المرض تقل لديهن أعراض الحمى والألم العضلي مقارنة بالنساء غير الحوامل في سن الإنجاب؛ ولكنهن ربما يتعرضن لخطر متزايد للدخول إلى العناية المركزة.

جمع الفريق بيانات عن 13118 امرأة حامل مصابات بـكوفيد-19، وأكثر من 83400 امرأة غير حامل في ســـــن الإنجاب تم تشخيصهن أيضًا بالمرض.

مقارنة بالنساء غير الحوامل، كانت النساء الحوامل أقـــل عرضة للإبلاغ عن أعراض الحمى وآلام العضلات، فيما كن أكثر عرضة للدخول إلى وحدة العناية المركزة وأكثر حاجة للتنفس الاصطناعي.

مواسم البقاء

على الرغم من أن انتقال فيروس كورونا يحدث بشكل أساسي عن طريق الرذاذ المعدي أو بسبب الاتصال الوثيق مع شخص مصاب إلا أن الفيروس الموجود في الرذاذ يمكنه البقاء في حالة معدية على الأسطح لوقت غير قليل.

يسهم ذلك بطبيعة الحال في زيادة انتشار الفيروس، ويمكن استخدام تفاصيل بقائه معدياً في ظل ظروف مناخية مختلفة للتنبؤ بموسمية المرض؛ وهو ما سعت إليه دراسة حديثة من كنساس. وجد الباحثون بقاء مستمراً للفيروس على أنواع مختلفة من الأسطح، خاصة في ظروف مناخية معينة كما في فصلي الربيع والخريف.

أظهرت هذه الدراسة أنه يمكن ملاحظة أطول عمر نصف للفيروس خلال ظروف الربيع والخريف (13 درجة مئوية مع رطوبة نسبية 66%) حيث تراوحت ما بين 17.11 إلى 31.82 ساعة.

قد يدعم بقاء الفيروس في حالة معدية لفترات طويلة على الأسطح المختلفة في فصول الربيع والخريف والشتاء انتقال الفيروس من خلال الأدوات الملوثة به، وربما يساهم ذلك في تفشي المرض من جديد أو تفش موسمي في حقبة ما بعد الجائحة؛ وهو سيناريو شوهد بالفعل لفيروس الإنفلونزا وفيروسات كورونا البشرية الأخرى.

الاحتواء الحيوي للمرضى

دخلت جهات رسمية أمريكية في شراكة مع المركز الطبي بجامعة بيتسبرج لإنشاء وحدة احتواء حيوي يمكن أن تساعد العاملين في مجال الرعاية الصحية على رعاية مرضى كوفيد-19. يتم ذلك باستخدام الضغط السلبي لشفط الهواء من حول المريض وتصفية الجزيئات الفيروسية؛ وهذا يمنع التلوث البيئي ويحد من التعرض للفيروس.

خارج الوباء الحالي يمكن نشر وحدات الاحتواء الحيوي الفردية بسرعة لعزل المرضى الذين يعانون من أي مرض تنفسي؛ ويقول الباحثون إنه من السهل رؤية هذه التقنية مستخدمة لاحتواء الإنفلونزا أو متلازمة الشرق الأوسط التنفسية أو السل، لا سيما في الأماكن التي تفتقر إلى بنية تحتية متقدمة للمستشفيات.

تم وصف الجهاز ونتائج اختبارات السلامة في دراسة نُشرت في دورية «حوليات طب الطوارئ»، وذلك أثناء محاولات تحديد حلول للحد من انتشار كوفيد-19.

قال الباحثون إن أكثر من 99.99% من الهباء الجوي بحجم الفيروس حوصرت بواسطة تلك الوحدات ومُنعت من التسرب بالغرفة؛ وبفحص صندوق التنبيب السلبي لاحظوا أكثر من ثلاثة أضعاف تركيز الهباء خارج الصندوق حيث يوجد مقدم الرعاية الصحية سواء كان الطبيب أو الممرض.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"