خمسون شمعة

00:46 صباحا
قراءة دقيقتين
50 عاما

إذ تمضي صحيفة الخليج في مسيرتها، وهي تحتفل بيوبيلها الذهبي، وتطفئ شمعتها ال50، إنما تحتفي بخيار وطني وقومي ثابت شق طريقه رغم كل الصعوبات، وأثبت وجوده حقيقة ناصعة، لأنه امتشق سيف الصدق، ورفع راية الحقيقة بلا زيف أو خوف. 

 طيلة السنوات الخمسين، منذ ولادتها على يد الشقيقين المرحومين تريم عمران وعبد الله عمران طيب الله ثراهما، ورغم ما واجهته من مصاعب وعايشته من أحداث، ما لانت قناتها ولا انحنت لطارئ، بل ظلت تسير منتصبة القامة، مزهوة بنهجها وثوابتها.

 فسيرة «الخليج» من سيرة هذا الوطن المعطاء الأبيّ، الفخور بدينه وعروبته وانتمائه الأصيل لأمته، لذلك كانت «الخليج» تمثل التعبير الصادق عن أصالة الوطن والأمة، وفية لعهد قطعته بأن تكون دائماً في الصفوف الأولى، حاملةً أمانة شرف المهنة وأخلاقياتها وصدقها.

 خمسة عقود مرّت، عايشت خلالها «الخليج» مخاض ولادة دولة الإمارات العربية المتحدة، ثم واكبت بزوغ فجر الاتحاد، وشاركت في تعزيز فكرته خياراً وحيداً يوفر العزة والمنعة والقوة، ثم واكبت خلال السنوات التالية، وحتى يومنا هذا، كل ما تحقق من إنجازات في مختلف الميادين الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والتنموية والصحية والعلمية، وهي إنجازات تصل إلى حدود المعجزة الحقيقية.. وما زالت ماضية في طريقها كعهدها، وفية للإمارات وشعبها، مشاركة في نهضتها وتطورها.

 و«الخليج» التي حملت شعار «للحقيقة دون خوف وللواقع دون زيف» سوف تظل أمينة على هذا الشعار ملتزمة به، في وقت تحوّل معظم الإعلام مع الأسف إلى أداة للدعاية أو التحريض، أو التزييف، أو التزلف، أو التطرف.

 لقد حملت «الخليج» أمانة ثقيلة في أن تكون إماراتية الهوية، عربية الانتماء، وكلاهما وجهان لوطن واحد في زمن صعب وظروف حرجة. ومع ذلك، ظلت ضمير الوطن والأمة وصوت الإنسان العربي في كل مكان؛ تحمل همومه وتدافع عن حقوقه، وبقيت كل القضايا العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، في صلب وجودها وحضورها اليومي.

 إن «الخليج» وهي تخطو خطوات ثابتة إلى الأمام، آخذة بكل تقنيات العصر، وما تحقق في مجالات الإعلام الرقمي من تطور، فهي بذلك تفي بعهد عميديها المرحومين تريم وعبد الله عمران، في أن تظل في المقدمة، سبّاقة في ملازمة كل تطور يرفع من شأن مهنة الصحافة أداة تثقيف وتنوير. تمد القارئ بكل جديد وتطور في مختلف مجالات الحياة، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية وخلافها.

 نحن في «الخليج» نشعر بالفخر والكبرياء لانتمائنا إلى مؤسسة تعتز بتاريخها، ووطنها وأمتها، وتحمل أمانة وطنية وقومية بأن تكون صوت الحق في وجه الباطل، والنور في وجه الظلام، والحقيقة في وجه الزيف والكذب.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"