عثمان حسن
يسجل للدورة 39 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، وانسجاماً مع الظروف الصحية الاستثنائية التي تشغل بال العالم اليوم جراء «كوفيد 19»، قيام إدارة المعرض بتقنين الكثير من الفعاليات التي عود المعرض جمهوره على استضافتها في المرات السابقة، والتركيز على الكتاب أولاً، وأخيراً، من هنا، فقد خلا المعرض في هذا العام، على سبيل المثال من فعاليات الطهي، وغيرها من الفعاليات والأنشطة ذات الطابع الترفيهي، وكان في ذلك حكمة كبيرة، فقد اقتصرت الاستضافة على الكتّاب، والمفكرين، والناشرين، وأصحاب المكتبات، في تركيز واضح على إنتاج المعرفة، ذلك أن الفعاليات الترفيهية، مع أهميتها، تتطلب ازدحاماً كبيراً من الأطفال، وخوفاً على صحتهم، وذويهم، فقد صار تركيز الأطفال والأسر في هذه الدورة على اقتناء منشورات، وعناوين ثقافية.
والواضح أن مثل هذه الخطوة قد جلبت الكثير من الفوائد والمنافع الإيجابية، فمع انحسار الفعاليات التي كانت تخصص للطفولة، صار لزاماً على الأطفال أن يرافقوا ذويهم نحو أجنحة الكتب، وكم كان المنظر جميلاً وواعداً، ونحن نشاهد أعداداً لا بأس بها من الصغار يتصفحون الكتب التي تناسب أعمارهم في غير جناح من أجنحة المعرض.
في السياق نفسه، فقد استمر المعرض في استضافة نخب ثقافية وفكرية ذات ثراء ثقافي واضح، لتشارك في فعاليات تثري المحتوى الأدبي والمعرفي، وحافظ المعرض على وهجه في تصدير الكتاب، وثقافة الكتاب، ما أبهج قلوب الناشرين، الذين عبّروا عن رضاهم البالغ عن هذه الدورة الاستثنائية، فرغم سطوة الجائحة، شهدت الأجنحة الخاصة بمؤسساتهم إقبالاً معقولاً من الجمهور على اقتناء الكتاب.
ولا بد من الإشارة هنا، إلى أن المعرض قد حافظ على وتيرته السابقة، في استحداث برامج وفعاليات ثقافية تفتح أفق الحوار والتواصل مع المشهد الثقافي، والمعرفي، ما أسهم في التركيز على توسيع مجالات العمل في سوق الكتاب. هو معرض الشارقة للكتاب ذلك الاسم البديع في عالم الفكر، والمعرفة، وصناعة الجمال.
