عادي

ألمانيا حزينة بعد السقوط التاريخي في إشبيلية.. وإسبانيا سعيدة بمواهبها

20:41 مساء
قراءة 4 دقائق
1

أذاقت إسبانيا ضيفتها ألمانيا، مرارة الخسارة المذلة بالفوز عليها بسداسية نظيفة في مدينة إشبيلية، في الجولة السادسة الأخيرة من منافسات المجموعة الرابعة للمستوى الأول، ضمن مسابقة دوري الأمم الأوروبية لكرة القدم، لتدون في السجلات أقسى خسارة لمنتخب «المانشافت» منذ 89 عاماً، حينما سقط بالنتيجة نفسها أمام النمسا عام 1931.
وخطفت إسبانيا بطاقة التأهل إلى الدور نصف النهائي بفضل ثلاثية فيران توريس (33 و55و71) وأهداف زملائه ألفارو موراتا (17) ورودري (38) وميكيل أويارزابال (89).
ورفعت إسبانيا رصيدها في ختام المنافسات إلى 11 نقطة لتتخطى ألمانيا (9 نقاط).
وكانت ألمانيا بحاجة للتعادل فقط، لتضمن الحصول على بطاقة المربع الذهبي، 
ومن شأن هذه الخسارة الفادحة أن ترسم علامة استفهام حول مصير المدرب يواكيم لوف قبل 8 أشهر على انطلاق كأس أوروبا.
وتعرض قائد «لاروخا» سيرخيو راموس (34 عاماًَ) لإصابة في العضلة الخلفية لفخذه، ما أدى إلى استبداله بلاعب مانشستر سيتي إريك غارسيا.
وأضاف راموس مباراة جديدة لرصيده في صدارة ترتيب اللاعبين الأكثر خوضاً للمباريات الدولية الأوروبية ليرفعه إلى 178 مباراة، ويصبح على بعد ست مباريات من معادلة الرقم القياسي العالمي المسجّل باسم «العميد» المصري المعتزل أحمد حسن صاحب 184 مباراة على الصعيد الدولي.
 من جهته، قال توريس البالغ من العمر 20 عاماً الذي أصبح أول لاعب في تاريخ «لاروخا» يسجل هاتريك في شباك المانشافت: «لا أستطيع وصف شعوري بهذا الفوز الكبير. لقد جئنا إلى الملعب وكلنا تصميم على الفوز، لكن ما حققناه لم يخطر ببالنا. أنه شيء مذهل ولا يمكن تصديقه. وأهم شيء أنني سآخذ معي إلى البيت كرة المباراة وسأحتفظ بها طول حياتي».
في المقابل وصف كروس لاعب وسط ألمانيا ما جرى بأنه «مؤلم جداً.كانوا أفضل في الدفاع والهجوم والكرات المرتدة. كان خطتنا هي عدم المغامرة في البدء بشكل سريع وإبقاء نمط المباراة هادئاً والسيطرة على وسط الملعب، لكن بعد استقبال الهدف الأول فقدنا التركيز، وفي الشوط الثاني أردنا الهجوم أكثر، ولم ينجح الأمر أيضاً».
من جهتها شككت الصحف الألمانية في بقاء مدرب منتخب كرة القدم يواكيم لوف في منصبه الذي يحتله منذ عام 2006.
وقالت صحيفة «بيلد» الشهيرة: «قبل سبعة أشهر فقط من كأس أوروبا، يتعيّن على الاتحاد الألماني لكرة القدم الإجابة عن هذا السؤال: هل يواكيم لوف هو الرجل المناسب لهذه البطولة؟ هل يمكننا الوثوق به لوضع الفريق على سكة النجاح في كأس أوروبا؟».
وبالنبرة عينها، كتبت صحيفة «سودويتشه تسايتونغ» الواسعة الانتشار في ميونيخ «جاءت هذه المباراة مع إسبانيا لتؤجج نقاشاً أطلقه أوليفر بيرهوف (مدير المنتخب) حول موضوع: كم بقي من الوقت مع يواكيم لوف؟».
ومباشرة على قناة «آ أر دي» الناقلة للمباراة، لم يتضامن قائد الوسط السابق باستيان شفاينشتايغر مع مدربه السابق الذي تمتع معه بعلاقة طيبة. ولم يخف رغبته بعودة الثلاثي توماس مولر وجيروم بواتنغ وماتس هوملس الذين استبعدهم لوف بعد خيبة الخروج من الدور الأول في مونديال 2018.
احتفاء إسباني
في المقلب الآخر، انحنت إسبانيا تقديراً لأداء منتخبها الأولومشروع دفع مدربها لويس إنريكي بوجوه شابة،.
هبطت الإشادات قبل سبعة أشهر من كأس أوروبا 2020 ،لينجح انريكي برهانه، بعد تعرضه لانتقادات اثر نتائج سلبية، نتيجة تجديد عميق لتشكيلته. لكن بعد مباراة إشبيلية بدد الكثير من الهواجس حول مستقبل "لا روخا"، بإذلال منتخب من العيار الثقيل.
 بشرة خير تطمئن الإسبان قبل البطولة القارية المقبلة ،حيث تضم تشكيلة  المنتخب 23 لاعباً اختارها انريكي للنافذة الدولية الأخيرة بينهم 16 لاعباً لا تتعدى أعمارهم 25 عاماً. دون الأخذ بالحسبان موهبة برشلونة الصاعد بقوة أنسو فاتي (18 عاماً) والغائب راهناً بسبب اصابة قوية في ركبته ستبعده حتى الربيع المقبل.
من بينهم شابان محترفان مع مانشستر سيتي  تحت اشراف مواطنهما بيب غوارديولا، إريك غارسيا (19 عاماً) وفيران توريس (20 عاماً) اللذان تألقا الثلاثاء في مجزرة إشبيلية التهديفية.
استبدل غارسيا قائد الدفاع سيرخو راموس المصاب بساقه قبل الاستراحة، فيما كانت ليلة توريس حالمة،سجّل أول ثلاثية "هاتريك" في مسيرته الاحترافية ،والأروع انها كانت بألوان منتخب بلاده، رافعا رصيده الى 4 أهداف في 7 مباريات دولية.
أشاد بتوريس الصحفي المعروف توماس رونسيرو في صحيفة "أس" وكتب "كان فيران توريس الساحر الأكبر في ليلة مليئة بالفن والحرفية".
خط الهجوم الذي ضم في سنوات تألق المنتخب في كأس العالم 2010 وكأس أوروبا 2008 و2012 أمثال فرناندو توريس ودافيد فيا وبيدرو، بات يشغله شبان واعدون على غرار فاتي وتوريس بالاضافة إلى داني أولمو، ميكيل أويارسابال، أداما تراوري وماركو أسنسيو.
انطلاقة جديدة
وأشادت وسائل الإعلام المحلية بمهرجان قدمه شبان انريكي الذين ألحقوا اسوأ خسارة بألمانيا،وعنونت "ماركا" الأكثر مبيعاً في إسبانيا "استعراض تاريخي!"، "موجة لا تنسى"، فيما كتبت "آس": "سحق تاريخي".
ولخصّت "سبورت" الكاتالونية الموقف بالقول:"استعراض لا روخا المثير يشكل دفعاً كاملاً لمشروع لويس انريكي لكأس أوروبا المقبلة".
من جهته،قال انريكي المدرب السابق لبرشلونة "كنت متفائلاً بما رأيت، وهناك أيضاً المزيد من اللاعبين القادرين على تقديم أمور أخرى. آمل في أن يشكّل هذا الفوز انطلاقة جديدة".
وقال المحلل الشهير ألفريدو ريلانيو في  عموده الصحفي بصحيفة "آس": "أثبت لنا لويس انريكي نحن المشككين، ان خطته توصل إلى الهدف: اللعب كما فعلوا ".
هل بدأت معالم منتخب قادر على الاقتداء بتشكيلة 2008 و2010 و2012 عندما سيطرت اسبانيا على الكرة العالمية؟ الإجابة  ستكون في كأس أوروبا بعد سبعة أشهر.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"