روسيا و«داعش»

00:37 صباحا
قراءة دقيقتين

صادق ناشر

لم يعد تنظيم «القاعدة» يشكل أزمة وخطراً على الدول التي نما وترعرع فيها؛ بل امتد خطره إلى خارج الحدود، وتحول إلى معضلة عالمية، الأمر الذي يتطلب أن يتكاتف الجميع من أجل محاصرته والقضاء عليه.

خلال حضوره الممتد لسنوات، كان «داعش» الفاعل الأكبر في العمليات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط، فقد بدأ عملياته الإرهابية من العراق، قبل أن يتوسع في سوريا، ثم امتدت أذرعه لتصل إلى دول أخرى، وأعلن عن نفسه بشكل أكبر وأكثر وضوحاً في الخريطة العالمية عندما أقدم على تنفيذ عدد من العمليات الإرهابية في عواصم أوروبية عدة، خاصة في فرنسا وألمانيا وحتى النمسا، عاصمة الفن.

ومع أن خطر التنظيم لا يزال الأقل في روسيا، قياساً بالعمليات التي يقوم بتنفيذها في دول مختلفة، إلا أن المسؤولين فيها يعتقدون أن هذا الخطر لا يزال هاجساً للسلطات الأمنية، وبحسب وزير الخارجية سيرجي لافروف، فإن «داعش» ما زال فاعلاً، على الرغم من التقدم المسجل في سوريا؛ حيث تشارك روسيا بكل فاعلية في الحرب الدائرة هناك، إلى جانب النظام، وأحدثت خلال هذه المشاركة تغييراً في مواقف الأطراف المتحاربة، بعد أن كان النظام السوري قاب قوسين أو أدنى من خسارة كثير مما كان يقع تحت يده منذ بدء الاحتجاجات في مارس/آذار من عام 2011.

يحذر لافروف، من حضور «داعش» في المناطق القريبة من روسيا الفيدرالية، ويرى أن هناك مخاوف جدية من أن يكون للتنظيم حضور أكبر في مناطق مجاورة لروسيا، وتشكل تهديداً جدياً لأمنها القومي، خاصة في الشيشان، وأوزبكستان وأفغانستان، فأغلب المقاتلين الأجانب، وفق تقارير الأمم المتحدة، ينتمون إلى مناطق قريبة من روسيا الاتحادية، فأفغانستان ضخت لوحدها ما يقرب من 7000 في صفوف التنظيم، ولا تقل الشيشان وأوزبكستان عن هذا العدد.

هذه الأرقام تقلق موسكو وتدفعها إلى تكثيف عملياتها للتخلص نهائياً من المتطرفين في الأراضي السورية وما جاورها خوفاً من وصولهم إلى حدودها مع الدول المذكورة، وعدم تكرار ما أقدم عليه التنظيم في سنوات سابقة؛ حيث تبنى الهجوم الذي استهدف قبل 4 أعوام تقريباً أحد مقار وكالة الاستخبارات الداخلية الروسية، شرقي البلاد، كما تبنى مسؤوليته عن هجوم استهدف حاجزاً للشرطة في ضواحي موسكو، أدى إلى مقتل المهاجمين، وشرطي.

من هنا تبدو مخاوف المسؤولين الروس مبررة حيال خطر ما بعد القضاء على «داعش» في الساحة العربية، فالتنظيم قد يعيد إنتاج نفسه في نسخ مصغرة تكون قادرة على نقل المعركة إلى روسيا والدول المجاورة، وهو ما يصيب روسيا والدول الأوروبية بأكملها بالرعب.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"