محمد خليفة
تستمر مواسم الخير في دولة الإمارات، وذلك بسبب الإرادة الخيّرة للقيادة الرشيدة التي توفر الأمن والأمان والاستقرار، بما يوفر رغد العيش ويؤسس نهضة شاملة، مثلما حبا الله سبحانه وتعالى هذه الأرض الطيبة بالقيادات التاريخية الاستثنائية، أنعم عليها كذلك بثروات باطنية؛ منها ما تم اكتشافه واستثماره في مشاريع تطويرية عادت بالنفع على مواطني الدولة والمقيمين فيها، ومنها ما يتوالى اكتشافه، وبما يؤدي إلى استمرار تدفق الخير ورفاهية المواطنين.
في هذا الصدد أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، نائب رئيس المجلس الأعلى للبترول «اكتشافات نفطية جديدة، واعتماد خطة أدنوك الخمسية للنمو بمصاريف رأسمالية بقيمة 448 مليار درهم».
لقد استطاع صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، و صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وبخطى ثابتة، النهوض بدولة الإمارات في شتى الميادين، ومنها التركيز على التنمية الشاملة وبناء الإنسان الإماراتي، وبناء قوة الدفاع والأمن، وتشييد المصانع في أبوظبي، ودخول القطاع الخاص حلقة التواصل في إدارة مشروع التنمية الشاملة.
إن ما تم إنجازه في هذا العهد الميمون الزاهر من إنجازات وتطور، في كل شبر من هذه الأرض المباركة، لا يمكن للعقل البشري أن يتوقعه، وستظل هذه الجهود الجبارة والإنجازات العملاقة في التاريخ المشهود لسموهما. وهذا ما جعل الإمارات في ورشة عمل هائلة أعطت ثمارها الحقيقية في بناء هياكل الدولة الكبيرة القادرة على استيعاب النقلة النوعية والتقنية الحديثة. وأكبر دليل على نمو اقتصادنا ما نشاهد ونسمع ونقرأ كل يوم والمشاريع الضخمة هنا وهناك في أرجاء دولة الإمارات، ومنها خطة عمل أدنوك لزيادة استثماراتها الرأسمالية إلى 448 مليار درهم للسنوات الخمس القادمة. ومن خلال هذه الخطة إعادة توجيه 160 مليار درهم إلى الاقتصاد المحلي خلال الفترة بين 2021-2025، عبر برنامجها لتعزيز القيمة المحلية المضافة الذي يهدف إلى التعاون مع شركات القطاع الخاص والشركات العالمية، وإتاحة المزيد من الفرص أمام القطاع الخاص للمساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وخلق فرص عمل لمواطني دولة الإمارات. وهذا إن دل على شيء إنما يدل على التخطيط السليم، والرؤية الخلاقة للقيادة التي تنظر للمستقبل، وتعمل على رفاهية المواطن الإماراتي، وضمان مستقبل واعد للأجيال القادمة.
مما لا شك فيه فإن هذه الاكتشافات النفطية الجديدة ستؤدي إلى تقوية مركز دولة الإمارات، كدولة مصدرة للنفط، في وقت يتصاعد فيه الطلب على النفط بسبب عدم كفاءة كل مصادر الطاقة البديلة الأخرى، كما أن النفط ليس مجرد طاقة معدة للاستهلاك؛ بل هو منجم حقيقي لكثرة ما يوجد فيه من عناصر أولية، وتعدد الصناعات التي يمكن أن تقوم عليه، فإضافة إلى استخدامه في تشغيل الآلات الصناعية المختلفة، أولت دولة الإمارات اهتماماً كبيراً بتحقيق القيمة المضافة على مشتقات مادة النفط، من خلال إقامة الصناعات البتروكيماوية المتعددة.
وتعد شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» أحد الأضلع المهمة للاقتصاد الوطني، وقد كشفت هذه الشركة، عام 2018، عن ثلاثة عشر مشروعاً قيد التطوير والتشغيل في مجمع الرويس للصناعات البتروكيماوية. وسوف تجعل هذه المشاريع دولة الإمارات تمتلك أكبر مجمع بتروكيماويات في العالم من حيث التنوع والثراء، كما ستجعلها الدولة الأولى خليجياً من حيث عائدات الصناعات التحويلية. وتتمثل تلك المشاريع في مصفاة الرويس الجديدة التي تصل طاقتها الإنتاجية إلى 600 ألف برميل يومياً من المنتجات البترولية، إضافة إلى مصنع لتكسير خليط المواد الخام والمشتقات لإنتاج البوليمرات، ومصنع الجازولين والزيوت العطرية لإنتاج وقود السيارات وضمان الاكتفاء الذاتي من الوقود في الإمارات، ومشروع تعزيز مرونة عمليات تكرير النفط الخام، ومجمّع متكامل للزيوت الثقيلة للمساعدة على صناعة الألمنيوم في الدولة، وغير ذلك من المشاريع الحيوية الأخرى.
إن هذه المشاريع العملاقة تدعونا إلى أن نتبصر ونشكر الله عز وجل على هذه النعم التي حبانا بها، ومن هذه النعم تلك القيادة الحكيمة الرشيدة، وما تضطلع به من جهود جبارة مخلصة لخير هذا الوطن، وخير الأمة.
حفظ الله قادتنا وحفظ بلادنا من كل سوء ومكروه وأدام عليها نعمة الأمن والأمان.
