عادي

237 مليون مستخدم لـ«العربية» على الإنترنت

01:28 صباحا
قراءة 7 دقائق
1
1
1

أبوظبي: نجاة الفارس ، عماد الدين خليل

أطلقت وزارة الثقافة والشباب، تقرير «حالة اللغة العربية ومستقبلها»، أول تقرير أكاديمي يرصد حالة اللغة العربية في محاور عدة ضمن فعاليات اليوم العالمي للغة العربية، و شارك فيه 18 جامعة حول العالم و65 مؤسسة و10 مجامع لغوية. وجاء إعداد التقرير بناء على توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ليكون أساساً ودراسة موسعة لمقاربة تحديات اللغة العربية بطريقة علمية تساعد على تطوير أساليب استخدامها وتعليمها وتمكينها كوسيلة للتواصل واكتساب المعرفة.
و أظهر التقرير نمو منصات النشر الرقمية باللغة العربية؛ حيث وصلت عدد الروايات المنشورة في إحدى المنصات إلى 2600 رواية، في حين وصل عدد المشاهدات لبعض الروايات إلى 10 ملايين مشاهدة. وأكد التقرير، أن اللغة العربية من بين اللغات الأكثر استخداماً على شبكة الإنترنت؛ حيث وصل العدد التقريبي لمستخدمي العربية على الإنترنت إلى 237 مليون مستخدم، و17 مليون تغريدة باللغة العربية يومياً، و72% من التغريدات في الوطن العربي باللغة العربية.

أشار التقرير إلى إقبال كبير من المتعلمين غير الناطقين بالعربية على تعلمها؛ إذ تشير الأرقام إلى أن 31500 طالب جامعي في الولايات المتحدة درسوا اللغة العربية، واحتلت اللغة العربية المركز الثالث بين أكثر اللغات انتشاراً في مراحل التعليم العالي، كما أن هناك 60 جامعة درّست اللغة العربية في المملكة المتحدة، و46 جامعة درّست اللغة العربية في الصين.
وعن التوصيات والخطط المستقبلية للغة العربية، أشار التقرير إلى ضرورة، رفع مستوى جودة المنتج العلمي العربي، وإنشاء مرصد للكتاب هدفه متابعة حركة النشر العربي، وإنشاء مركز أبحاث لتعليم اللغة العربية وتعلمها، وزيادة مستوى الاستثمار في المشاريع الخاصة باللغة العربية والتكنولوجيا، وإقرار ميثاق إعلامي عربي مشترك يعنى باللغة العربية في الإعلام، وإيجاد مؤسسة عربية علمية موحدة مرجعية توحد جهود الترجمة وتنسقها وتضبط المصطلحات المعرفية، وإقامة مرجعية دولية للغة العربية تعزز حضور اللغة والثقافة العربية في العوالم الجديدة، وتغير المقاربات المتبعة في تدريس اللغة العربية في المدارس.
إيمان راسخ
وأكدت نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة والشباب، أن التقرير يشكل قاعدة أساس ونقطة مرجعية لمساعدة صناع القرار في الحكومات والمؤسسات الخاصة على مستوى المنطقة والعالم، في كل ما يخص اللغة العربية، وهذا التقرير سيكون اللبنة الأولى في إطار مشروع دائم لدراسة حالة اللغة العربية والعمل على تعزيز حضورها واستخدامها بأشكالها المتنوعة.
وأشارت الكعبي، إلى أن المحاور العشرة للتقرير ركزت على أهم القضايا الأساسية التي تهم صناع القرار العاملين في قطاع اللغة العربية.
وحول أهم المخرجات والتوصيات قالت نورة الكعبي: «رصد التقرير إيماناً راسخاً لدى شرائح واسعة من الشباب الجامعيين في العالم العربي بأن العربية هي أساس هويتهم الوطنية والعربية والدينية، وبأنها ضرورية في حياتهم، وبأن لديهم رغبة في استخدامها بشكل أكبر في حياتهم وفي تعليمها لأولادهم، ممّا ينم عن عمق العلاقة بين هؤلاء الشباب ولغتهم. كما أظهر ارتفاعاً ملحوظاً في أعداد متعلمي العربية من غير الناطقين بها في بلدان متعددة استطاعوا بلوغ مستويات عالية من الكفاءة في اللغة العربية أتاحت لبعضهم فرص الانخراط في ميدان تدريس العربية كلغة أجنبية».
وأشارت إلى أنه تم تحقيق قفزات نوعية في عدد من الفضاءات التكنولوجية.
ركيزة حضارية
وقالت أودري أزولاي المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو» في كلمتها بالتقرير:
«اللغة العربية واحدة من أكثر لغات العالم انتشاراً، وهي لسان ما يربو على 422 مليون نسمة، وبها يتواصلون ويتفاعلون، كما أنها لغة دين الإسلام الذي يعتنقه ما يربو على المليار ونصف المليار إنسان، وبها يمارسون عباداتهم، والعربية ركيزة من ركائز الحضارة الإنسانية، وهي لغة الابتكار والاستكشاف في مجالات العلوم والطب والفلك والرياضيات والفلسفة والتأريخ، على مر العصور، وكانت ولا تزال جسراً للمعرفة، عبر الزمان والمكان، وأسهمت عبر القرون، مع بقية ثقافات العالم، في تراكم إرث الإنسانية».
وأشارت إلى أن التقرير ينبهنا لحاجتنا إلى جمع مزيد من البيانات حول الموضوعات المتعلقة باللغات، بما يكفل الحفاظ عليها وصونها واستمراريتها ويعزز حضورها المهم، وهي مهمة تزداد إلحاحاً في عالمنا الرقمي الراهن؛ حيث يمكن لتطبيقات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الإسهام بدورها مع لغات العالم في نشر المعرفة ونقلها وإتاحتها.
وشكرت المديرة العامة لليونسكو دولة الإمارات على نشر هذا التقرير، الذي يجسد تعاونها الكبير مع منظمة اليونسكو في هذا المجال والتزامها نحو الارتقاء بدور ومكانة اللغة العربية؛ الأمر الذي انعكس على قرار اليونسكو بتسمية مدينة الشارقة عاصمة عالمية للكتاب في عام 2019، تقديرًا لجهودها في نشر وتشجيع ثقافة القراءة.
تشريف وتكليف
وقال الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة في المملكة العربية السعودية في كلمته بمقدمة التقرير: «حظيت اللغة العربية باهتمام كبير من خادم الحرمين الشريفين في جميع خطبه وخطاباته وكلماته وتوجيهاته؛ حيث يؤكد أن خدمة اللغة تشريف وتكليف لإنسان هذا المكان، ويوجّه دائماً بالاهتمام بها، في تجسيد كريم لاهتمام المملكة العربية السعودية وصلتها العميقة باللغة العربية؛ حيث أنزلتها منزلة كبرى في جميع أنظمتها ولوائحها، بدءاً من النظام الأساسي للحكم، مروراً بأنظمة القضاء والثقافة والتعليم والإعلام وغيرها، إلى أن تجلت في رؤية 2030 التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وللغة العربية مكانة كبرى في وجدان العرب والمسلمين، وذلك بالنظر إلى العامل التاريخي والثقافي والجغرافي؛ حيث يجد العرب فيها تاريخهم الثقافي العميق».
تشكيل الوعي
من جهتها قالت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار في كلمتها بالتقرير: «اللغة أيضاً، أم. غير أنها أم للكامن فينا من تشكّل هذا العالم والوعي به، لسيرة الأشياء التي تصعد بداخلنا سيرة حياة نسميها (نحن). واللغة هوية، هوية الوطن الذي إليه ننتمي، الثقافات التي نصنع، والمعنى الذي هو مقصد تشكّل اللغة لصناعة الطريق إليه. لذا، فاللغة حافظة الهوية، وحضنها الأول، إنها الكلمة الأولى التي نستيقظ عليها في هذا العالم، في هذه الجهة من الأوطان تحديداً، ولأجلها يتحسس القلب ويشعر، ولذا فإن أول ما تقوله الأم لطفلها: أم أيضاً، ولربما ضمن وقع العالم وإيقاعه، الذي أوجد لغات تواصل عدة لا حصر لها، وفي عالم فرضت فيه حركة العولمة والتطورات التكنولوجية والمعرفية استخدام عدد محدود من اللغات، لا بد لنا من الاستناد إلى جذر اللغة التي إليها ننتمي؛ اللغة الأم: اللغة العربية.
خلفية
كانت وزارة الثقافة والشباب، قد تبنت مشروع تقرير حالة اللغة العربية ومستقبلها وشكّلت فريقاً بحثياً يضم باحثين وخبراء من جامعات عربية مختلفة بدؤوا عمليات البحث والاستقصاء وجمع البيانات ضمن المحاور العشرة التي تضمنها التقرير.
وجاء تبني الوزارة للعمل على التقرير بعد توجيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في 18 ديسمبر 2018، بالعمل على إطلاق تقرير «حالة ومستقبل اللغة العربية»، ليكون أساساً ودراسة موسعة لمقاربة تحديات اللغة العربية بطريقة علمية تساعد على تطوير أساليب استخدامها وتعليمها وتمكينها كوسيلة للتواصل واكتساب المعرفة.
وشارك في التقرير أكثر من 75 شخصية تضمنت الفريق البحثي بقيادة الدكتور محمود البطل، أستاذ اللغة العربية في الجامعة الأمريكية في بيروت، إضافة إلى باحثين وأساتذة جامعات من أنحاء العالم، وقادة مؤسسات إعلامية وتقنية محلية وعالمية.
تقرير العربية
أطلقت وزارة الثقافة والشباب، تقرير حالة اللغة العربية ومستقبلها، كأول تقرير بحثي يرصد حالة اللغة العربية في محاور عدة، وذلك ضمن فعاليات اليوم العالمي للغة العربية، وجاء إعداد التقرير بناء على توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ليكون أساساً ودراسة موسعة لمقاربة تحديات اللغة العربية بطريقة علمية تساعد على تطوير أساليب استخدامها وتعليمها وتمكينها كوسيلة للتواصل واكتساب المعرفة.
واشتمل التقرير على أهم نتائج وتوصيات تقرير حالة اللغة العربية ومستقبلها، مؤكداً التقرير أن اللغة العربية اليوم لغة قوية حية ونابضة تمثّل الأداة الحاضنة للتواصل والتعبير والإبداع لدى أعداد كبيرة من الناس تشمل الناطقين بها وبغيرها من اللغات. 
النمو والتطور:
واستدل التقرير على حركية النمو والتطور التي تشهدها اللغة العربية اليوم بالعديد من المؤشّات والملامح من خلال دراسة 9 مجالات ومحاور.
وأبرز التقرير مكامن التحدي في واقع العربية اليوم، وسلط الضوء على 42 تحدياً في 9 مجالات مختلفة جاءت كالآتي: أولاً «في مجال القوانين والتشريعات والمبادرات» جاء 3 تحديات وهي افتقار غالبية الدول العربية إلى سياسات لغوية واضحة تحدد فلسفة الدولة تجاه اللغة أو اللغات التي يستعملها أبناء القطر الواحد، وضعف مواكبة الجهود التشريعية اللغوية لما يشهده العالم من تحولات سياسية وثقافية وتقنية واتصالية متسارعة، وما تفرضه كل هذه المستجدات من واقع جديد يلقي بظلاله على مستقبل اللغة العربية، و انحسار الدور المحوري الملقى على عاتق مجامع اللغة العربية نتيجة لأسباب عدة.
كما تم رصد 4 تحديات «في مجال استخدامات العربية في الإعلام والفضاء المكاني العام»، و5 «في مجال النشر» ومثلها في مجالات «التكنولوجيا» و«الترجمة والمصطلح» و«البحث والنشر العلمي باللغة العربية» و«التعليم والمناهج» و «تعليم العربية وتعلمها في العوالم الجديدة».
مستقبل جديد:
واقتراح التقرير إطاراً يحتضن الجهود المستقبلية ويرسيها على قواعد متينة ويضمن لها النجاعة والفعالية في العبور من إشكاليات الواقع وتحدياته إلى آفاق المستقبل المنشود. وهذا الإطار يشتمل 4 مقومات وهي «مقاربة واقعية لمفهوم اللغة العربية» و«رؤية مستقبلية لا ماضوية للغة العربية» و«مقاربة موضوعية لقدسية اللغة» و«رؤية قائمة على الإيمان والثقة لا على الخوف والشعور بالخطر».
وجاء في التقرير 65 اقتراحاً في 9 مجالات كرؤية مستقبلية ترجمت طموحات الفريق البحثي وأمنياته إلى مقترحات عملية تمثل خطى على درب العبور باللغة العربية إلى فضاءات المستقبل في المناحي المختلفة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"