عادي

كيف يعمل لقاح «سينوفارم» ؟

01:17 صباحا
قراءة 3 دقائق
1

سلط تقرير مطوّل لصحيفة «نيويورك تايمز» الضوء على اللقاح المضاد لفيروس كورونا الذي تُنتجه شركة «سينوفارم» الصينية، وكشف عن منشأ هذا اللقاح الواعد واستعراض مراحل إنتاجه حتى وصوله إلى الاستخدام الطارئ في دول عدة، بينها الإمارات العربية المتحدة، بعد أن حققت تجاربه السريرية نتائج واعدة أثبتت أن اللقاح لا يتسبب في أي آثار جانبية. فكيف يعمل هذا اللقاح؟ «نيويورك تايمز» أفردت ملفاً يشرح كيف تم تطوير اللقاح وآلية عمله في التقرير التالي:

في أوائل عام 2020، أنشأ معهد بكين للمنتجات البيولوجية لقاحاً معطلاً لفيروس كورونا يسمى BBIBP-CorV. وفي وقت لاحق من العام، أجريت عليه تجارب سريرية من قبل شركة «سينوفارم» الصينية. والخميس الماضي، أعطت الصين الضوء الأخضر للقاح، الذي يستخدم حالياً في دولة الإمارات العربية المتحدة وعدد من دول العالم. 

لقاح مصنّع من فيروسات كورونا

يعمل لقاح BBIBP-CorV عبر تحفيز الجهاز المناعي على صنع أجسام مضادة لفيروس كورونا من نوع «سارس  كوفيد  2». وترتبط الأجسام المضادة ببروتينات الفيروس، بما في ذلك البروتينات الشوكية الموجودة على سطحه. 

ومن أجل تطوير هذا اللقاح، استخلص باحثو معهد بكين، ثلاثة أنواع من الفيروس من المرضى في المستشفيات الصينية، ثم اختاروا أحد هذه الفيروسات لأنه كان قادراً على التكاثر بسرعة في خلايا كلى القرود المزروعة في خزانات المفاعلات الحيوية.

قتل الفيروس

وبمجرد أن أنتج الباحثون مخزونات كبيرة من فيروسات كورونا، قاموا بغمرها بمادة كيميائية تسمى «بيتا بروبيولاكتون»، حيث أدى هذا المركب إلى تعطيل الفيروسات من خلال الارتباط بجيناتها، وثبّط قدرتها على التكاثر، إلا أن بروتيناتها، بما في ذلك الشوكية منها Spike Proteins، بقيت سليمة. 

وبعد ذلك، سحب الباحثون الفيروسات المعطّلة من المركب وخلطوها بكمية ضئيلة من مركب يحتوي على الألمنيوم، يسمى «المادة المساعدة»، وهي عناصر تضاف إلى اللقاحات لتعزيز فاعليتها. وتحفز هذه المواد استجابة جهاز المناعة للقاح. 

وقد استخدمت الفيروسات المعطّلة منذ أكثر من قرن، حيث استعان الطبيب الأمريكي جوناس إدوارد سولك بها، لابتكار لقاح لشلل الأطفال في خمسينات القرن الماضي، وأصبحت في ما بعد الأساس لتصنيع لقاحات لأمراض أخرى من ضمنها داء الكلب والتهاب «الكبد أ». 

تحفيز الاستجابة المناعية 

ونظراً لأن فيروسات كورونا في لقاح BBIBP-CorV ميتة، يمكن حقنها في الذراع من دون احتمالية الإصابة ب«كوفيد  19». 

وبمجرد دخول اللقاح في الجسم، يتم ابتلاع بعض الفيروسات المعطلة بواسطة نوع من الخلايا المناعية تسمى الخلايا المقدمة للمستضِد (antigen-presenting cell). 

وتمزق الخلايا المقدمة للمستضِد الفيروس وتكشف بعض شظاياه الموجودة على سطحه، وقد تكتشف الخلايا التائية المساعدة هذه الشظايا. 

وفي حال تطابقت الشظية مع أحد البروتينات على سطح الخلايا، تنشط الخلايا التائية وتقوم بتحفيز الخلايا المناعية الأخرى للاستجابة للقاح. 

إنتاج الأجسام المضادة 

وهناك نوع آخر من الخلايا المناعية، يسمى الخلايا البائية، قد تهاجم فيروس كورونا المعطّل. وتحتوي الخلايا البائية على بروتينات سطحية متعددة الأشكال، وقد يكون لبعضها الشكل الصحيح للالتصاق بالفيروس. وعندما تلتصق الخلايا البائية بالفيروس، يمكنها امتصاص جزء منه أو كله، كاشفة بذلك عن شظايا الفيروس. وبإمكان الخلايا التائية المساعدة التي تم تنشيطها، الالتصاق بالجزء نفسه من الفيروس، وعندما يحدث ذلك، تنشط الخلايا البائية، وتتكاثر وتنتج الأجسام المضادة التي لها نفس شكل بروتينات الفيروس.

وقف الفيروس

وبمجرد أخذ لقاح BBIBP-CorV، يمكن لجهاز المناعة الاستجابة لعدوى فيروسات كورونا الحية. وتنتج الخلايا البائية أجساماً مضادة تلتصق بالفيروسات الغازية. ويمكن للأجسام المضادة التي تستهدف البروتينات الشوكية، منع الفيروس من دخول خلايا الجسم.

التعرف إلى الفيروس

وأظهرت التجارب السريرية لشركة «سينوفارم» أن لقاح BBIBP-CorV، يمكن أن يحمي الناس من الإصابة ب«كوفيد-19»، لكن لا أحد يستطيع حتى الآن، تحديد مدة استمرار هذه الحماية. ويمكن أن ينخفض مستوى الأجسام المضادة على مدار أشهر، إلا أن الجهاز المناعي يحتوي أيضاً على خلايا خاصة تسمى «خلايا الذاكرة ب» قد تحتفظ بمعلومات حول فيروس كورونا لسنوات أو حتى لعقود.

1
1
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"