عادي

«المهارات الطلابية».. طوق نجاتهم في الامتحانات التعويضية

23:32 مساء
قراءة 6 دقائق
3

تحقيق: محمد إبراهيم

على الرغم من انطلاق الدراسة للفصل الدراسي الثاني، وانخراط مختلف المدارس في تنفيذ الخطة الدراسية وتدريس المقررات، فإن الامتحانات التعويضية، هي الحدث الأهم الذي يتصدر أخبار الميدان التربوي خلال الأيام القليلة الماضية.

ويرى خبراء وتربويون، أن الامتحانات التعويضية هي جولة جديدة لتصحيح أوضاع الطلبة الذين لم يحالفهم التوفيق في اختبارات الدور الأول، والكلمة فيها ستكون للمهارات، ومدى قدرة الطالب على التعامل مع الأسئلة الامتحانية، موضحين أن المفهوم الحديث للامتحانات لم يعد يركز على محتوى المنهاج، بل على التعليم بالمهارات، وفق احتياجات المرحلة.

معلمون أكدوا ل«الخليج» أن الامتحانات التعويضية للفصل الدراسي الأول للعام الدراسي 2020-2021، والمقرر انطلاقتها اليوم الأحد، وتستمر حتى يوم الخميس، الموافق 14 الجاري، وتستهدف أربع فئات طلابية، تضم «الغائبين بعذر مقبول، وغير المجتازين في الجولة الأولى، وأصحاب المشكلات التقنية، ومن يرغبون في تحسين معدلاتهم»، وصورة حديثة للتقييم تضبط إيقاع المعدلات وتصحح أوضاع لشريحة كبيرة من الطلبة.

حالة من الارتياح والرضا تسود مجتمع أولياء الأمور، إذ أكدوا أن التعديلات الأخيرة التي اعتمدتها «التربية»، بشأن امتحانات الثاني عشر، تمهد الطريق أمام الطلبة للإبداع، وإثبات الذات وتحقيق التميز، فالأسئلة بلا قيود زمنية، وتمكين الطلبة من مراجعة إجاباتهم، وزيادة زمن الامتحان إلى 75 دقيقة بدلاً من 60.

«الخليج» تناقش مع الميدان التربوي بمختلف فئاته، الآثار التي تنعكس على أداء الطلبة ونتائجهم عقب القرارات الأخيرة التي اتخذتها «التربية» بشأن امتحانات طلبة الثاني عشر، ومدى تأثيرها في النتائج والمعدلات.

صورة متطور

البداية كانت مع الخبير الدكتور وافي الحاج، الذي أكد أن الامتحانات التعويضية، صورة متطورة من أدوات تقييم الطلبة، بعيداً عن فكرة النجاح والرسوب، فإن مفهوم الامتحان اليوم، وجد مقياساً لتقييم ما تعلمه الطالب خلال دراسته، وأداة لتقيس المهارات التي اكتسبها، مشيراً إلى أن مهمة المدارس والمعلمين الآن، لا تقتصر على الالتزام بالمنهاج، وشرح الدروس، بل ينبغي أن تركز آليات التعليم على المهارات وفق الاحتياجات المستقبلية، وتمكين الطالب بشكل متكامل من التعامل مع أنماط للتقييم.

وعن التعديلات الأخيرة بشأن امتحانات طلبة الثاني عشر، أكد أهميتها في تلك الفترة، معتبراً أن الامتحانات أداة لتقييم مهارات الطالب، وفهمه وإدراكه لما تعلم، لذا من الضروري أن نرفع عنه القيود الزمنية الموضوعة على كل سؤال، لتمكينه من الإبداع والتميز. مشيراً إلى أن تمكين الطالب من مراجعة إجاباته، أمر طبيعي ضمن مكونات الأجواء الامتحانية، وحق مشروعاً للطالب، لا يجوز أن يحجب، أو يطمس، موضحاً أن قرار الوزارة بتعديل زمن الامتحان كان صائباً ومدروساً، ويسهم في زيادة دافعية الممتحنين، ودعم ثقتهم خلال الامتحان. وأكد أن أي تطوير تضيفه وزارة التربية للورقة الامتحانية ونظم التقييم، يهدف إلى تحسين المخرجات وجودتها، ولكن ينبغي أن تصل قرارات التغيير مبكراً للميدان التربوي، لاسيما في ما يخص نوعية الأسئلة، والارتقاء بها، موضحاً أن أنماط أسئلة الامتحانات التي تستند إلى المهارات تحتاج إلى توفير مرجع للطالب «نماذج تدريبية» متخصصة، تمكنه من إثراء قدراته، إذ إن الكتاب المدرسي وحده لا يكفي.

مصدر للتفاؤل

التربويون سلمى عيد، وخالد عبد الحميد، وخلود فهمي، والدكتور فارس الجبتور، أكدوا أن التعديلات الأخيرة التي تضم معايير التقييم وآلياته، وعلى رأسها زيادة زمن الامتحان لطلبة ال12، ليصبح 75 دقيقة بدلاً من 60، جعلت الامتحانات التعويضية مصدراً للتفاؤل والدافعية لدى جموع الطلبة، موضحين أن من المتوقع تحقيق نتائج متميزة في تلك الجولة، ترضي الطلبة، وتعزز جهود الوالدين والمعلمين، فالامتحانات بلا منغصات، والأسئلة من دون ضغوط زمنية، أو نفسية.

وأفادوا بأن الإجراءات الجديدة لا تشكل معوقات للطلبة خلال الامتحانات النهائية، ولا تؤثر في تركيز الطلبة وحالتهم النفسية، مؤكدين أن الفيصل في الامتحانات التعويضية سيكون من نصيب الطلبة أصحاب المهارات، ومن لديهم القدرة على إدارة وقت الامتحان والتعامل مع الأسئلة بحرفية، وهنا يبرز دور المعلمين في الميدان.

تنمية المهارات

المعلمون عاطف.ح، هاني.ح، وإبراهيم. ق، بهاء الدين.ع، أكدوا تركيزهم خلال الأسبوع الماضي على تكثيف المراجعات لطلبة الثاني عشر، بجانب شرح مقررات الفصل الثاني، موضحين أن المراجعة ركزت على تنمية مهارات الطلبة في مختلف الجوانب، وطرائق إدارة الوقت والتعامل مع الأسئلة.

وطالبوا بتوفير دورات تدريبية للمعلمين على المستجدات، لاسيما النماذج الجديدة من أسئلة الامتحان، لتمكينهم من تدريب الطلبة وتأهيلهم على التعامل مع النوعيات المختلفة للأسئلة، التي تتماشى وتوجهات القائمين على التعليم، وتضم المهارات المطلوبة في طلاب المدرسة الإماراتية، لاسيما أن التعليم بالمهارات يستند إلى امتحانات تقييمية تقيس معارف الطالب، وما تعلّمه عبر أنماط تقيس مهاراته، وليس ما تعلّمه في المقررات الدراسية.

سكينة وارتياح

في وقفة مع أولياء الأمور، إيهاب زيادة، ومحمد عبد التواب، ومحسن عبد الله، ومهرة حسين، وهمة أحمد، أكدوا أن الميدان التربوي يشهد حالة من السكينة والارتياح عقب إزالة مؤقتات الأسئلة لطلبة الثاني عشر، وتمكين الممتحنين من مراجعة الإجابات، وزيادة زمن الامتحان إلى 75 دقيقة بدلاً من 60، موضحين أنه لا توجد إشكالية في امتحان يقيس مهارات المتعلمين، ولا مشكلة في أنماط أسئلة جديدة مطورة، ولا خلاف في التطوير، ولكن ينبغي أن يكون المعلم جزءاً من هذا التطوير، ومن حق الطالب التدريب على تلك الأنماط، سواء في مكونات الامتحان، أو صيغ الأسئلة، للارتقاء بمستوى المهارات لدى المتعلمين.

وجاءت وجهات نظر أولياء الأمور محمد عصام، ومحمد علي، ميادة حسين، وفاطمة حمدان، لتؤكد أن أسبوع الامتحانات التعويضية يشكل صعوبة بالغة لجموع الطلبة، لوقوعهم تحت ضغط الامتحانات تارة، ودراسة منهاج الفصل الثاني تارة أخرى، فكيف لطالب أن يمكث ثلاث حصص، لدراسة محتوى منهاج الفصل الثاني في الصباح، لينتقل بعدها إلى لجان الامتحانات؟ لاسيما طلبة المدارس الخاصة الذين ينتقلون إلى بعض المدارس الحكومية لأداء الامتحان.

وطالبوا بإعادة النظر في توزيع مقررات الفصل الثاني، خلال أسبوع الامتحانات التعويضية، وتفريغ الطلبة للمراجعات التي تؤدي دوراً مهماً في إنعاش معلومات الطالب، ومعارفه، وارتفاع معدل تركيزه، فضلاً عن تعزيز طاقاته، وقدراته.

نظرة تحليلية

قبل أن ننتقل إلى المستجدات التي أقرتها الوزارة أخيراً على منظومة الامتحانات والتقييم، ركزت «الخليج» على إلقاء نظرة تحليلية على امتحانات الفصل الدراسي الأول «الجولة الأولى»، إذ إن امتحان الرياضيات أثار حالة من الارتباك بين الطلبة، بسبب الصيغة التي جاءت بها الأسئلة وعدم كفاية الوقت للتحليل، والإجابة، فضلاً عن بعض الأجزاء الامتحانية التي جاءت من خارج المنهاج، وطرحت بطريقة غامضة تحتاج لتدريب وممارسة، وسادت الصعوبة والغموض بعض أسئلة مادة الفيزياء، التي أربكت أنماطها الطلبة في اللجان، وهناك سؤال من خارج المنهاج في مادة اللغة العربية، فضلاً عن أسئلة صعبة استندت في مضمونها إلى المهارات، كما كانت الحال في امتحان اللغة الإنجليزية الذي ارتدى ثوباً جديداً هذا العام، إذ جاء منقسماً إلى امتحانين، أحدهما للقراءة، والثاني للكتابة.

وكانت الإشكالية الكبرى في سباق امتحانات الجولة الأولى تكمن في مؤقتات الأسئلة التي أربكت الطلبة، وحرمان الطالب من العودة للسؤال ومطالعة إجابته قبل تسليم الورقة الامتحانية، فضلاً عن عدم كفاية الوقت في بعض الامتحانات التي ركزت على المهارات أكثر من محتوى المناهج.

مستجدات «التعويضية»

وعن المستجدات التي تشهدها الامتحانات التعويضية اليوم، زيادة زمن الاختبار في 15 دقيقة إضافية، لتمكين طلبة الثاني عشر من إكمال الاختبار، ليصبح وقت الامتحان الإجمالي 75 دقيقة، وإزالة مؤقتات الأسئلة الفردية لطلبة الثاني عشر بمساراته فقط، بحيث يكون لدى الطلاب وقت امتحان إجمالي واحد، وتمكينهم من العودة لأسئلتهم ومراجعة إجاباتهم قبل تسليم الورقة الامتحانية.

وبالنسبة للصف الحادي عشر بمساراته، ستوزّع 15 دقيقة إضافية على الأسئلة الفردية التي من المحتمل أن تتطلب وقتاً أطول قليلاً (مثل أسئلة السيناريو)، موضحة أن إجمالي عدد الأسئلة سيظل 20 سؤالاً للصفين الحادي عشر، والثاني عشر.

تحديات ومعوقات

أكد الخبير الدكتور وافي الحاج، أن وزارة التربية نظرت بجدية في تحديات الفصل الأول ومعوقاته، ونجحت في الوقوف على جوانب الضعف والإخفاق، وتذليل التحديات كافة. وما نشهده من قرارات أخيرة بالتعديل في جوانب العملية الامتحانية، نتاج طبيعي لجهود التطوير المستمرة.

جهود ذاتية

أكد تربويون أن المتغيرات المتوالية في منظومة التقييم، تنعكس على المعلمين وتفرز لهم أدواراً جديدة، تدفعهم وبجهود ذاتية لإعداد نماذج استرشادية للطلبة لتوسيع مداركهم وتنمية مهارات التفكير لديهم، خاصة أن الميدان لديه كفايات وخبرات ميدانية قادرة على التفاعل مع أي تطوير.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"