المعرفة والثورة الصناعية الرابعة

00:26 صباحا
قراءة دقيقتين

جيمس لين*

مع تزايد الترابط بين العالميّن (الافتراضي والمادي)، ستصبح المعرفة وكيفية إدارتها، المكوّن السري لإدارة الوضع الراهن والازدهار. 

تتداخل التقنيات الافتراضية بسرعة مع عالمنا المادي؛ لذلك ستكون الشركات بحاجة إلى التكيّف مع ذلك، إلا أن هذا لا يعني ببساطة الاستعاضة عن البشر بالروبوتات أو الاعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعي؛ لاتخاذ جميع قراراتنا. 

ويعود ذلك إلى أن التكنولوجيا، على الرغم من تأثيرها، هي مجرد جزء من المعادلة، وفي واقع الأمر، سيكون الذكاء البشري، أحد أكثر الأصول قيمة في الثورة الصناعية الرابعة، وقد تتعثر الشركات إذا فشلت في تحقيق التوازن الصحيح بين التكنولوجيا الآلية والرؤى البشرية. 

وهذا يعتمد بالأساس على إدارة المعرفة، فعند قيادة فرق من البشر والآلات، يحتاج التنفيذيون إلى فهم نوعين رئيسيين من المعرفة، الصريحة والضمنية، وكيفية الاستفادة من كل نوع بشكل أفضل. 

وقد كتب المؤسس والرئيس التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي، كلاوس شواب، في كتابه الصادر في عام 2016 بعنوان «الثورة الصناعية الرابعة»: «تخلق الثورة الصناعية الرابعة عالماً تتعاون فيه أنظمة التصنيع الافتراضية والمادية مع بعضها بطريقة مرنة على المستوى العالمي». 

وفي نفس الكتاب، صاغ المصطلح ذاته، حيث كتب: «نحن في بداية ثورة تغير بشكل جذري الطريقة التي نعيش بها ونعمل ونتواصل مع بعضنا». 

ومثل الثورات الصناعية الثلاث السابقة، ستغيّر الثورة الرابعة بشكل جذري الطريقة التي نعيش بها وكيف تدار الشركات. وجلبت لنا الثورات السابقة كل شيء من المحركات البخارية والميكانيكية إلى الكهرباء وخطوط الإنتاج، وفي الآونة الأخيرة، أضيفت إلى هذا المزيج الرقمنة وأجهزة الحاسوب. 

إن الثورة الصناعية الرابعة هي بالفعل مصدر إلهام لتحولات كبيرة في العديد من القطاعات والصناعيات، وسنشهد تقارباً بين خبراتنا المادية والتقنيات المتطورة مثل الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة والواقع الافتراضي والواقع المعزز والروبوتات والهندسة الحيوية والحوسبة السحابية. 

وستؤثر الطريقة التي ندير بها المعرفة في كل جانب من جوانب العمليات التجارية، من إجراءات السلامة والتدريب إلى اتخاذ القرارات رفيعة المستوى وخدمة العملاء. وبطبيعة الحال، قاوم العديد من الأشخاص الثورة الصناعية الرابعة، خوفاً من أن تطغى الروبوتات والأتمتة على وظائف البشر؛ لكن في الواقع ستغير طبيعة أدوارنا فقط. 

وتتولى تقنيات الذكاء الاصطناعي والآلات المهام الروتينية المتكررة، في حين يتولى البشر مناصب تتطلب الذكاء الاصطناعي والإبداع والخبرة والموهبة. وفي إشارة إلى أهمية هذا التحوّل كتب شواب: «أنا مقتنع بشيء واحد، وهو أن الموهبة، ستمثل العامل الحاسم في الإنتاج في المستقبل أكثر من رأس المال». 

وبالطبع تأخذ إدارة المعرفة أشكالاً مختلفة اعتماداً على القطاع والصناعة. فعلى سبيل المثال، قامت البنوك بأتمتة العمليات الروتينية مثل الإيداعات والتحويلات وحتى استفسارات خدمات العملاء الشائعة. وفي الوقت ذاته، يتعامل البشر مع العمليات عالية المستوى وقضايا خدمة العملاء المعقدة. 

وبغض النظر عن الصناعة، إذا فهم قادة الأعمال المعرفة وأداروها بشكل جيد، فسيكونوا بإمكانهم تحسين عملياتهم، وإنشاء منتجات وخدمات أفضل، والازدهار في نهاية المطاف خلال الثورة الصناعية الرابعة.

* رئيس المنتجات والتكنولوجيا في شركة «لينك» (المنتدى الاقتصادي العالمي)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

رئيس المنتجات والتكنولوجيا في شركة «لينك»

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"